غرام في المترو

موقع أيام نيوز

يوم شوفتك فيه
شعرت الأخرى بأحد ولج داخل الغرفة فوجدت شقيقتها أحلام تتمدد علي السرير الموازي لها
معلش هكلمك بعدين أصل ماما بتنادي عليا
سلميلي عليها
الله يسلمك
خدي بالك من نفسك و ذاكري كويس عشان عندك إمتحان الأسبوع الجاي
ابتسمت وقالت
حاضر
لا إله إلا الله
محمد رسول الله سلام
انتهت المكالمة وأطلقت زفرة بأريحية تتمدد بجسدها علي الفراش مبتسمة وتنظر إلي السقف حتي اختفت ابتسامتها عندما تحدثت أحلام
أوعي تديله الأمان لا هو و لا غيره كلهم صنف واحد غدارين وخاينين
ألتفت الأخرى لها لتعقب
مش كل الرجالة سمير يا أحلام أنتي اللي أخترتي غلط برغم حذرناكي منه لكن برضو صممتي عليه و كأنه أخر راجل في العالم
تساقطت دمعة من عينها و بنبرة أوشكت علي البكاء
نصيبي و قسمتي عينيا مكنتش شايفة غيره كنت بحبه لدرجة عمري ما أتخيلت أعيش بعيد عنه
و أديكي قدرتي و بقيتي أحسن علي الأقل أرتحتي نفسيا وقاعدة في وسط أهلك معززة مكرمة عكس الچحيم اللي كنتي عايشة فيه معاه
تردد صوت سمير في أذنها بمعايرته التي لم يكف عن تذكيرها بها يمر أمام عينيها كل ما كان يفعله بها من ضړب و إهانة حتي تحول حبها له إلي كراهية 
اجهشت في البكاء فنهضت ابتسام لتربت عليها
معلش حقك عليا والله ما قصدت أضايقك بكلامي
أنا مش مضايقة منك أنا مضايقة من نفسي و اللي كنت بعمله في حالي اتحملت حاجات كتير فوق طاقتي بسبب قلبي
احتضنتها الأخرى وظلت تربت عليها تركتها تطلق عبراتها دون توقف لعل ألمها يزول مع كل قطرة من دمعها 
اقترب وقت العمل علي الانتهاء فذهبت إلي المرحاض تغسل يديها ووجهها عادت إلي غرفة مكتبها فوجدت باقة ورود حمراء يتوسطها زهرة بيضاء مرفق بها بطاقة ورقية مطوية قامت بفتحها وقرأت المدون بها
من يوم ما نورتي الشركة وأنا شايفك زي الوردة البيضا اللي جوة الورد الأحمر مميزة وجميلة أوي
رامي
عقدت ما بين حاجبيها بضيق
ابتدينا بقي أنت اللي جيبته لنفسك يا رامي
حملت الباقة و ذهبت إلي غرفة المكتب الخاصة به دفعت الباب پعنف ألقت الباقة أعلي المكتب ترفع سبابتها بتحذير
المرة دي رمتلك الورد علي المكتب المرة الجاية هرميه في وشك شغل العيال المراهقة ده أنا فهماه كويس أنا بنت بلد و عارفة إيه اللي ورا الحركات دي ياريت ما تحطش أمل لأن ده مكان شغل وليه احترامه
لم تعط له فرصة للحديث فتابعت
لحد دلوقتي مارضتش أقول لمستر يوسف أو نور بيه أو رأفت بيه بذات نفسه ياريت بقي تخليك في حالك و تسيبني في حالي
أخذ يضحك ليثير حنقها وأخبرها بحديث مبهم تدرك معناه جيدا
لو حاطة أمل علي غيري غيري عمره ما هيبقي ليكي و لو أهتم بيكي شوية أول ما تبقي ليه هايسيبك زيك زي أي واحدة عرفها قبلك لو سكتك دوغري وراسمة علي جواز ده هيبقي
عاشر المستحيلات لأنك زي ما أنتي شايفة بعينيكي هو من عيلة مين اللي زيي
و زيك أخرهم يبقوا لبعض لو بصوا لفوق هيقعوا واقعة مش هيقوموا منها يارب تكون رسالتي وصلت
رفعت زاوية فمها جانبا بسخرية
وصلت يا أستاذ رامي بس اللي حضرتك ماتعرفهوش إن أنا علاقتي بغيرك في حدود الشغل مش أكتر من كدة و عمري ما بصيت لحاجة أنا مش قدها بالنسبة لكلامك الأخير بتاع شبهي و شبهك أنا عمري ما هابقي شبهك حتي لو إحنا في مستوي مادي واحد عارف الفرق ما بينا إيه أنا سكتي يمين لكن اللي زيك سكتهم علي طول شمال حتي لو أتجوزوا عن إذنك
حديثها كان بمثابة الصڤعة علي خده جعلته يزيد من إصراره للظفر بها مهما فشلت جميع محاولاته 
و في طريقها إلي غرفة المكتب الخاص بها ذهبت إلي يوسف عندما رآها أشار إليها بالدخول
تعالي يا غرام عايز أخد رأيك في حاجة
ذهبت ووقفت جواره لتنظر نحو ما يشير إليها
دي التصميمات الجديدة لسه مبعوته من فريق التصميم وإحنا مسئولين عن تسويقها إيه رأيك فيها
كان كفيل بتشتت انتباهها وعدم التركيز يكفي عطره الفواح الذي جعلها تغمض عينيها لتستمتع باستنشاقه
غرام غرام
يناديها بعد أن لاحظ صمتها وألتفت دون أن تدري ليجدها أسيرة هيهات وانتبهت إلي ندائه
مع حضرتك معلش سرحت شوية
ابتسم وسألها بمكر
عاجبك البرفيوم
اه لاء برفيوم إيه اللي حضرتك بتسأل عنه
علم إنها تتهرب من الإجابة الذي يريدها
مقولتيش إيه رأيك في التصميمات
أشارت نحو شاشة الحاسوب
التاني و الرابع والسادس و التامن أجمل من الباقي
تعرفي إن ده كان نفس إختياري
بجد
سؤالها كان ذو نبرة يبدو عليها التوتر ذهبت للجلوس علي المقعد أمام مكتبه فأجاب
اه بجد واضح إن فيه حاجات مشتركة ما بينا
حمحمت فانتابها سعال فجأة تناول زجاجة المياه من أمامه والكوب
خدي أشربي
أخذت الكوب وقامت بشرب القليل من الماء بينما هو قام بغلق الحاسوب وتناول سترته من فوق ظهر المقعد ليرتديها
روحي هاتي شنطتك من المكتب وتعالي عشان أوصلك في طريقي
توردت وجنتيها من الخجل والحرج لأنها أخبرته
معلش يا مستر يوسف مش هاينفع أركب مع حضرتك
تفهم
تم نسخ الرابط