رواية عروسي المشوهة
الفصل الاول
فيلا راقية تقع في قرية صغيرة تبعد عن المدينة بمسافة كبيرة نوعا ما ... اسوارها عالية بعض الشيء وتحوي حديقة واسعة مزينة بافضل انواع الورود وأزكاها ... كان هناك فتاة تمشي لوحدها في الحديقة تبدو في العشرينات من عمرها ...كانت ترتدي جينز ازرق وفوقه بلوزة خضراء وشعرها البني الطويل منسدل على ظهرها من الخلف ...
وفي نفس الوقت كان هناك طفل صغير في العاشرة من عمره يلعب في الكرة بالقرب من تلك الفيلا ... رمى الكرة بعيدا لتسقط داخل حديقة الفيلا ... زفر بضيق وتقدم اتجاه الفيلا ودلف من الباب الذي كان مفتوح ... بحث عن الكرة بعينيه فلم يجدها ولكنه وجد تلك الفتاة الوحيدة تقف امام احدى الزهور الموجوده هناك ويبدو انها تشمها ... كانت مولية ظهرها له فتقدم ناحيته وهو يقول باعتذار
ما ان استدارت الفتاة حتى شهق الطفل بړعب من وجهها المشوه ! اطلق صړخة فزع ثم ما لبث ان ركض باقصى سرعته هاربا منها وصورة وجهها المخيف تطارده ...
تكونت الدموع داخل عينيها وملأ الالم قلبها من هذا الموقف الذي وضعت به ... سارت متجهه الى داخل الفيلا والدموع تغطي وجهها ... ارتقت درجات السلم متجهه الى غرفتها والتي ما ان ولجت اليها حتى ارتمت على سريرها تبكي بمرارة ...
اما في الخارج وتحديدا في مطبخ الفيلا ... تقدمت احدى الخادمات الى داخل المطبخ وهي تقول بقلق
استدارت لها علياء وهي تقول بدهشة
ايه !!! بټعيط ليه ...!
هزت الخادمة رأسها نفيا وهي تقول بجدية
معرفش والله ... انا سمعتها بالصدفة وانا بمشي جمب اوضتها ...
تركت علياء ما بيدها وصعدت بسرعة الى سالي ... طرقت باب الغرفة ثم ولجت الى الداخل لتجدها جالسة على سريرها تحتضن جسدها بيديها .... رأسها منخفض نحو الأسفل وتبكي بقوة ...
سالي حبيبتي ... مالك ... بټعيطي ليه ...
رفعت سالي وجهها ثم اجابتها بنبرة باكية
اټرعب مني اول مشافني ... هرب على طول قبل حتى ما اتكلم او اقول اي حاجة ...
سألتها علياء بعدم فهم لتجيبها سالي بصوت متحشرج
طفل صغير ... رمى الكرة فالغلط عندنا ... وجه عشان ياخدها ولما شافني خاف وهرب على طول من غير حتى ياخدها ...
شعرت علياء بالشفقة على سالي ولم تعرف ماذا تقول الا انها ربتت على كف يدها بحنان وقالت
حبيبتي متعمليش بنفسك كده ... ده طفل صغير واكيد مش قصده ...
قاطعتها سالي
انا مش زعلانة منه ... انا زعلانه على نفسي ... ليه بيحصل معايا كده ... اشمعنا انا اللي اټشوهت وبقيت أخوف الناس بالشكل ده ...
متقوليش كده يا سالي ... ده قضاء ربنا ولا اعتراض عليه ... استغفري ربك يا حبيبتي ...
استغفر الله العظيم ...
نهضت علياء من مكانها وهي تقول بابتسامة مصطنعة
يلا قومي معايا وساعديني فالطبيخ ... النهاردة هعمل ليكي كيك الشوكولاتة اللي بتحبيه ...
ابتسمت سالي بضعف ثم قالت بخفوت
بجد ...
ايوه بجد يلا قومي بقى...
نهضت سالي من فوق سريرها وخرجت مع علياء من غرفتها متجهة الى المطبخ لتساعدها في الطبخ ...
سالي الشناوي في الخامسة والعشرين
صباح النور ...
سألته بتردد
هتروحله النهاردة ...
اجابها بجدية
ايوه ...
استطردت في حديثها قائلة بتحذير
خد بالك منه ... ده شخص مش سهل وعصبي جدا ...
زفر بضيق ثم قال بحنق
عارف ... سمعت عنه حاجات كتير كلها لا تبشر بالخير ...
احنا مضطرين نستحمله ... عشان خاطر فلوسنا وأملاكنا ...
تتوقعي هيتساهل معايا ...
سألها باضطراب لتجيبه بأمل
طالما وافق يقابلك يبقى ممكن يتساهل معاك ويساعدك ...
تنهد بصمت بينما أردفت هي بنبرة جادة
حاول تقنعه يا مازن ... دي فرصتنا الوحيدة ... لو ضيعناها من ايدنا هنعلن افلاسنا ... وانا مش مستعدة بعد العمر ده كله اتفضح وسط اهلي وصحابي ...
ربت على كتفيها بكفي يده وهو يقول بثقة
مصطنعة
متقلقيش ... كل حاجة هتبقى كويسة باذن الله ... وانا هعمل المستحيل عشان ارجع فلوسنا واملاكنا منه ...
مازن الدمنهوري في الثلاثين من عمره ... طويل وسيم ذو شعر اسود قاتم وعيون سوداء واسعة ... والده كان من أغنى أغنياء البلد الا انه خسر جميع امواله في احدى صفقاته التجارية وتوفي بعدها بسبب صدمة خسارته ... والدته اسمها نهى وهي مثلها مثل جميع سيدات المجتمع الراقي اللواتي يعشقن المظاهر ... لديه اخت واحدة في السابعه عشر من عمرها اسمها ريم ...
انتفض مازن من مكانه بعصبية ما ان سمع اقتراح الرجل الماثل امامه ليهدر به قائلا انت اټجننت ... ازاي تعرض عليا حاجة زي كدة ...
اهدى واقعد ... بلاش تتسرع فكلامك لأحسن ټندم بعدين ...
قالها الرجل ببساطة جعلت مازن يشب ڠضبا اكثر وأكثر ... جلس مرة اخرى امامه على مضغ فهو يعلم ان لا حل امامه سوى الاستماع له ففي النهاية هذا الرجل بيده ان يعيد اليهم ثروتهم كاملة او العكس ...
تحدث الرجل بجديه وهو يجلس على كرسيه بأريحية
ملهاش لزمة العصبية دي كلها يا مازن ... انا بقدملك عرض ... وانت من حقك تقبله او ترفضه ...
رمقه مازن بنظرات مزدرئة ثم قال بتهكم
انت عارف كويس اووي انوا صعب عليا ارفض العرض ده ...
يعني انت موافق ...
انا مقررتش لسه ...
قالها مازن بحزم جعل الاخر يعود بظهره الى الوراء ثم سأله بعد فترة قصيرة من الصمت
ممكن اعرف يا مازن انت لي رافض عرضي ده ...
اجابه مازن بجدية
عشان عرض حضرتك غير منطقي ... انت بتطلب مني اتجوز حفيدتك وأخلف منها مقابل اني ارجع ثروتي من عندك ...
وفيها ايه لما تتجوز حفيدتي ...
كز مازن على اسنانه بغيظ من استفزاز الرجل الماثل امامه ثم قال بنبرة حاول ان يجعلها هادئة
يا حامد باشا ده جواز مش لعب عيال ... يعني ايه اتجوز حفيدتك وأخلف منها مقابل ثروتي ... انت ازاي ترضى على حفيدتك بحاجة زي كده ...
والله انا حر ... ارضى او مرضاش براحتي ... المهم انت ... فكر كويس وردلي جوابك بسرعة ...
نهض مازن من مكانه واتجه خارجا من المكتب تحت انظار حامد الماكرة وابتسامته الخبيثة ...
عاد مازن الى منزله ليجد والدته في استقباله والتي سألته بسرعة
ها .. عملت ايه ...
جلس مازن على الكنبة الموضوع في صالة الجلوس وهو يجيبها بسخريه
ولا حاجة ... طلب مني اتجوز حفيدته وأخلف منها ...
ايه ...!!! انت بتقول ايه !!!
قالتها نهى پصدمة شديدة جعلت مازن يكرر ما قاله مرة اخرى
بقولك طلب مني اتجوز حفيدته وأخلف منها ...
جلست نهى على الكرسي المقابل له وهي تحاول استيعاب ما يقوله مازن ... تحدثت اخيرا بعد فترة من الصمت متسائلة
وانت قلتله ايه ...! وافقت ...!
لسه مردتش عليه ...
اجابها مازن بجدية جعلتها تسأله بغموض
وانت رأيك ايه فعرضه ...
تنهد مازن بصوت مسموع ثم قال بحيرة
مش عارف ... محتار جدا ومش عارف أقرر حاجة ...
بس مش غريبة انوا يطلب منك طلب زي ده ...
هي غريبة بس ... دي غريبة جدا ... انا لحد دلوقتي مش مصدق انوا بيعرض عليا حاجة زي دي ...
صمت مازن لوهلة ثم سألها
تتوقعي ايه اللي يخلي يعرض عليا حاجة زي كده ... !
هزت نهى رأسها نفيا وهي تجيبه
مش عارفة ... بس احتمال تكون حفيدته فيها عيب معين ولا حاجة ...
عيب !!!
ايوه عيب ... امال ليه عاوز يجوزها بالطريقة دي ...
زفر مازن انفاسه وقال بضيق
يعني حفيدته فيها عيب وعاوز يلبسهولي ...
أردف بعدها بجدية
انا مش عارف اعمل ايه ... انا محتار فعلا ...
وافق يا مازن ... معندناش حل تاني ...
قالتها والدته بجدية جعلت مازن يقول بعدم تصديق
انت عاوزاني أوافق بالسهولة دي ... ده انتي بنفسك قلتي انوا البنت اكيد فيها عيب ... ازاي عاوزاني أوافق بقى...
اجابته والدته وهي تحاول إقناعه برأيها
عشان معندناش حل تاني غير ده ... فكر بفلوسنا واملاكنا ...هنعمل ايه لو حامد الشناوي خدها مننا وطردنا ... هنروح فين وناكل ونصرف منين ...
شعر مازن بصدق كلام والدته وان معها الحق في جميع ما قالته ... نهض من مكانه واتجه ناحية غرفته ليفكر جيدا في هذا العرض ويحدد جوابه النهائي ...
في صباح اليوم التالي
في فيلا حامد الشناوي
كان كلا من حامد وحفيديه رزان وفادي جالسين على مائدة الطعام يتناولون فطورهم بهدوء تام ...
تقدمت الخادمة منهم ووضعت الجرائد على المائدة بجانب الجد والذي اخذها بدوره وبدأ يقلب بها ...
تجهم وجهه بالكامل وهو يقرأ احد الأخبار الموجودة في الجريدة ثم رمى الجريدة على الطاولة
وقال بعصبية جامحة
ايه حكاية رشا ممدوح دي ... هي مش هتبطل تهاجمنا بقى ..
تنحنح فادي وقال بتردد فجده يبدو عصبي للغاية
هي كتبت ايه تاني ...!
بتقول انوا منتوجاتنا كلها مغشوشة وقريب هتجيب الدلائل على الكلام ده ...
مش يمكن كلامها صح ...
قالتها رزان بسخرية مبطنة جعلت الجد ينهرها قائلا
يا تقولي كلمة عدلة يا اما تسكتي افضل ...
كلامي دايقك ... باين انوا جه عالجرح ..
ضړب الجد على الطاولة بعصبيه وهو يحذرها
الزمي حدودك يا رزان احسنلك ...
ثم أردف بعدها
انا اصلا اللي مقعدني معاكم ... انا الغلطان اني قاعد مع أشكال تسد النفس زيكم ...
قال كلماته تلك ثم نهض من على طاولة الطعام متجها الى غرفة مكتبه ...
رمق فادي رزان بنظرات مستاءه جعلتها تسأله بنزق
خير ... مالك .. بتبصلي كده ليه ...
اجابها فادي بازدراء
كان ضروري تقولي كلامك السخيف ده وتزعجيه ...
رفعت احد حاجبيها ثم قالت بتهكم
وانت مزعوج عشانه كده ليه ...
انا مش مزعوج ... انا بس شايف انوا كلامك ده ملوش داعي ...
وانا شايفة انوا تدخلك ده بردوا ملوش داعي ...
انا الغلطان اني بتكلم معاكي اصلا ...
قالها فادي بضجر وهو يعود بتركيزه ناحية طعامه حينما صاح الجد بهم بصوت عالي
اتصلوا بالزفت وسام خلوه يجي حالا ...
رزان الشناوي في الثالثة والعشرين من عمرها ... متوسطة الطول نحيفة ذات بشړة بيضاء ناصعة و شعر بني مائل للأحمر ...عيناها واسعه بنية ... شخصيتها قوية للغاية ومتحكمة ... تعمل في الشركة الخاصة بعائلتها وتساهم في أدارتها ...
فادي الشناوي في السابعة والعشرين من عمره ... طويل وسيم ذو شعر بني فاتح وعيون زرقاء ... شاب عابث مستهتر ومهمل لاقصى درجه ... ذو علاقات نسائية متعددة ... وهو يكون الاخ الأكبر لسالي ورزان ...
انتفض من نومته على صوت رنين هاتفه الذي يصدح في ارجاء الشقة ... اخذه من فوق الطاولة وهو يفرك عينيه بأنامله حينما وجد اسم فادي ابن عمه يضيء الشاشة ...
ضغط على زر الاجابه ليأتيه صوت فادي قائلا بمرح
ايه يا عم الۏحش ... ساعة عشان ترد ...
سأله وسام بضيق
خير ... بتتصل عليا من الصبح كده ليه ...
اجابه فادي بجدية
جدي عاوزك تجيله حالا ...
تأفف وسام بضجر ثم سأله
عاوز مني ايه ...!
معرفش ...هو قال انوا عاوزك حالا ...
تمام ... هاجي بعد شويه ...
اغلق هاتفه وتنهد بضيق ... الټفت الى جانبه ليجد فتاة شقراء عاړية نائمة بجانبه ... عقد حاجبيه بتفكير ثم سرعان ما تذكر ليلة البارحة التي قضاها معها في احد البارات والتي انتهت بها الامر في سريره ...
نهض من فراشه وارتدى ملابسه على عجل فهو يعرف انه جده يكره التأخير ... خرج من شقته تاركا الفتاة نائمة لوحدها في الشقة ... ركب سيارته واتجه الى منزل الجد ...
بعد حوالي ثلث ساعة
هبط من سيارته ودلف الى داخل القصر لتفتح له الخادمة الباب فورا ... ولج الى داخل الفيلا واتجه الى غرفة مكتب جده ... طرق الباب فاتاه صوت جده سامحا له بالدخول ... ألقى تحية الصباح على جده ثم جلس على الكرسي المقابل له وبدئا يتحدثان سويا في أمور الشركة ...
تحدث الجد بجدية قائلا
رشا ممدوح دي لازم تتصرف معاها ... دي تخطت كل حدودها معانا ...
اعملها ايه يعني ...
معرفش ... اعمل اي حاجة وسكتها ... ان شاءالله ټقتلها حتى ...
اضمحلت عينا وسام پصدمة مما قاله جده وابتسم بداخله بسخرية من هذا الجد عديم القلب الذي مستعد لفعل اي شيء من اجل الا تتضرر مصلحته ...
نهض من مكانه واتجه خارج المكتب بعد ان وعد جده بانه سيتصرف مع تلك المدعوة رشا ... ما ان خرج من مكتبه حتى وجد رزان تهبط درجات السلم وهي ترتدي جينز طويل فوقه بلوزه سوداء ومعهما حذاء رياضي اسود اللون ... حياها بهدوء
صباح الخير ...
رمقته بنظرات مزدرءة ثم تركته وابتعدت عنه متجهة الى خارج الفيلا تحت أنظاره المندهشه من اسلوبها الوقح في التعامل معه ...
وسام الشناوي في الحادية والثلاثين من عمره... طويل عريض المنكبين ذو شعر اشقر وعيون زرقاء ... ذو علاقات نسائية متعددة ... شخصيته مرحة وحازمة في نفس الوقت ... يدير شركة عائلته الى جانب رزان ابنة عمه ...
كان جالسا على مكتبه ينظر الى هاتفه بتردد شديد ... لا يعرف اذا كان ما سيفعله خطأ ام صحيح ... مسك الهاتف وبدأ يبحث عن رقمه ... تطلع الى الرقم بتوتر شديد ... ابتلع ريقه ثم ضغط على زر الاتصال ... لحظات قليلة وجاءه صوته ليخبره له بصوت مضطرب
حامد بيه ...انا موافق على عرضك ...
الفصل الثاني
كانت جالسة على طاولة الطعام
تتناول غدائها مع علياء ... كانت علياء تتابعها طوال الوقت وقد لاحظت شرودها فسألتها بحنان
مالك يا سالي ... مش بتاكلي ليه ...!
ابدا مفيش حاجة ...
هتخبي عليا انا ...
قالتها علياء بتأنيب فاخفضت سالي رأسها خجلا ... سألتها علياء مرة اخرى لتجيبها سالي بنبرة حزينة
مخڼوقة اووي ... نفسي اخرج من البيت ده ... اتخنقت من قعدتي بين اربع حيطان لا بشوف حد ولا حد بيشوفني ...
صمتت علياء ولم تقل شيئا فهي تعرف ان سالي معها كل الحق فهي محپوسة طوال الوقت داخل جدران هذه الفيلا لا تخرج منها ابدا ولا ترى اي حد عداها هي والخدم ...
معلش حبيبتي ... ايه رأيك بعد الغدا نخرج بره في الجنينة نزرع ورد ...
أشاحت سالي بوجهها ناحية النافذه ثم قالت بعيون دامعة
هو كل يوم الجنينة ... مفيش مكان تاني اروحله ... انا مليت منها ... ومليت من كل حاجة في الفيلا دي ...
طب تروحي فين بس ...
مش عاوزة اروح اي مكان ... انا عارفة انوا مكتوب عليا افضل محپوسة هنا طالما جدو عاوز كده ...
تنهدت علياء بصوت مسموع بينما كفكفت سالي دموعها التي بدأت بالهطول حينما سمعا أصوات سيارة تأتي من الخارج ... قفزت سالي من مكانها وهي تقول بلهفة
دي اكيد رزان جت ...
ركضت ناحية الباب الخارجية وفتحتها وخرجت لتجدها تهبط من سيارتها ...
هبطت رزان من سيارتها وتقدمت ناحية سالي وعلى ابتسامة سعيدة ... سارت اتجاهها بخطوات سريعة ثم ضمتها بقوة ما ان وصلت اليها ...
ابتعدا الفتاتان عن بعضهما بعد لحظات لتقول رزان بنبرة اشتياق
وحشتيني ...
ردت سالي عليها بابتسامة
وانت وحشتيني اكتر ...
اردفت بانزعاج مصطنع
كده متجيش عندي اسبوعين كاملين ...
رزان باعتذار
آسفة والله ... كان عندي شغل كتير في الشركة ...
خلاص سماح المرة دي ...
بصي جبتلك ايه ...
قالتها رزان وهي تتجه ناحية سيارتها لتخرج منها كيس كبير يحتوي على انواع مختلفة من الملابس وتقدمت به ناحية سالي والتي أخذته منها بلهفة كبيرة و بدأت تقلب في الملابس بسعادة بالغة ...
خرج مازن من غرفته وهو يرتدي ملابس الخروج ...هبط درجات السلم متجها الى الباب الخارجية للفيلا حينما لمح والدته تجلس في صالة الجلوس تتابع التلفاز والتي صاحته ما ان رأته قائلة
مازن ... انت خارج و رايح فين ...
تقدم مازن ناحيتها وهو يجيبها بجدية
رايح أقابل حامد الشناوي ...
عقدت حاجبيها بتعجب وسألته باستغراب
هتقابله ليه ...
اجابها پاختناق
عشان نحدد معاد الفرح ...
ابتسمت والدته لا إراديا وقالت بسعادة واضحة
انت وافقت ...
ايوه وافقت ...
قالها مازن بحنق واضح جعل والدته تخفي ابتسامتها بسرعة وتنهض متجهة نحوه قائلة بنبرة جذلة
معلش يا مازن ... انا عارفة انوا صعب عليك تاخد قرار زي ده ... بس معندناش حل تاني ...
حاسس اني ببيع نفسي ليه ...
قالها مازن پقهر واضح فڼهرته والدته بسرعة
متقولش كده ... انت بترجع فلوسك و بتحافظ على اسمك ...
في نفس اللحظة فتح الباب و دخلت اخته ريم الى المنزل ...
مساء الخير ...
ألقت التحية عليهم فردوا عليها بينما تحدث مازن قائلا
انا لازم اروح دلوقتي ...
رايح فين ...
تسائلت ريم بتعجب لتجيبها والدتها نيابة عنه
رايح يحدد معاد فرحه ...
ايه ده يا مازن ... هو انت خطبت دينا ...
رشقتها والدتها بنظرات محتقنه جعلتها تهز رأسها باستغراب بينما قالت والدتها
لا مخطبش دينا يا ريم ... مازن هيخطب حفيدة حامد الشناوي ...
معقول ... طب ودينا ...!
زفر مازن انفاسه ڠضبا ثم قال بازدراء
انا رايح أقابل الرجل قبل ما اڼفجر هنا ...
سار مبتعدا عنهم خارج الفيلا متجها الى فيلا حامد الشناوي بينما تسائلت ريم بسرعة
انا مش فاهمة اي حاجة يا مامي ... احكيلي كل حاجة بلييز ...
اقعدي واحكيلك ...
جلست ريم بجانب والدتها التي بدأت تسرد على مسامعها جميع ما حدث وما يخص زواج مازن من حفيدة حامد ...
جلس مازن امام مكتب حامد على الكرسي المقابل له ... تقدمت الخادمة منهما ووضعت فنجان القهوة امامه وفنجان اخر امام حامد ...
ما ان خرجت الخادمة من المكتب حتى تحدث حامد بابتسامة قائلا
كنت متأكد انك هتوافق يا مازن ...
لم يجبه مازن الذي كانت ملامحه يغلب عليها البرود بينما اكمل حامد بدوره قائلا بجديه
نخش في التفاصيل على طول ... انا مش طالب منك اي حاجة ... وانا زي ما قلتلك ... المهم عندي تتجوزها وتخلف منها وبعدها اعمل اللي انت عاوزه ...
سأله مازن بوجوم
والطفل ...
ماله ...
اجابه مازن بجدية
اضمن منين انك مش هتاخده مني ...
لا
اطمن خالص ... انا مستعد اكتبلك ورقة تنازل عنه لو عاوز ...
تطلع اليه مازن باستغراب حقيقي ثم سأله بجدية
لما انت حتى الطفل مستعد تتنازل عنه ... مصمم عالجوازة دي ليه ...
اجابه حامد بغموض
ده شيء يخصني ... انت ملكش فيه ...
أردف مازن متسائلا مرة اخرى
طب وحفيدتك موافقة ...
اجابه حامد بثقة
متقدرش ترفض ليا اي كلمة ... سالي مطيعة ومستحيل تعاند او تمانع حاجة انا بقولها بس خد بالك هي مش عارفة عن الاتفاق اللي بينا ...
ليه مقولتلهاش ... كده احنا بنخدعها ...
قلتلك من الاول الكلام ده ملكش فيه ...انت ليه مصر تدخل نفسك في حاجات متخصكش ... انت المهم عندك فلوس ابوك وأملاكه ... ودي هتاخدها كاملة...
زم مازن شفتيه بضيق بينما أردف حامد قائلا
المهم ... خلينا نحدد معاد الفرح ... وخد بالك انا مش عاوز فرح كبير وهيصة ... عاوز بس المقربين من العيلتين يجوا ... سالي مبتحبش الدوشة والحفلات الضخمة ...
حاضر ... حاضر يا حامد بيه ... عاوز معاد الفرح يبقى امتى ...!
حامد بجدية
الخميس اللي جاي ...
اللي هو بعد بكره ...
قالها مازن بدهشة ليقول حامد
خير البر عاجله ... ولا انت مش عاوز تطمن على فلوسك وثروتك ...
انتفضت دينا من مكانها وهي تقول پصدمة شديدة
تتجوز !!! انت بتقول ايه ... انت اكيد بتهزر ...
تنهد مازن وقال بجدية
اقعدي يا دينا وخلينا نتفاهم ...
ردت دينا بعصبية
نتفاهم ايه بس ... انت خليت فيها تفاهم ... بقى انا جايه ليك عشان واحشني الاقيك بتتجوز ...
نهض مازن من مكانه واقترب منها قائلا بنبرة هادئة
دينا ممكن تسمعيني ... انت عارفة اني بحبك ... وعارفة انوا ده ڠصب عني ...
زفرت دينا انفاسها ضيقا ثم قالت پقهر
بس مش لدرجة تتجوز يا مازن ... استحمل ازاي حاجة زي كده ...!
حبيبتي ده جواز مصلحة ... سنة بالكتير وينتهي ... المهم ارجع فلوس من البني ادم ده ... انت عارفة انوا ده الحل الوحيد عشان ارجع ثروتي ... مقداميش حل تاني ...
دينا بعدم اقتناع
مش عارفة أقولك ايه ...
مازن برجاء
قوليلي انك هتوقفي جمبي وتساعديني لحد ما أتخطى المرحلة دي ...
أردف بعدها بجدية
لو بتحبيني هتستحملي عشاني ...
انت عارف اني بحبك يا مازن ... بلاش تختبر حبي ليك فالطريقة دي ...
صمت مازن اخر مرة رأته فيها منذ عامين ... لم تره طوال عامين كاملين الا انها تحفظ بالتأكيد ملامحه المخيفة وكلامه المؤذي الذي يلقيه في وجهها ...
تقدم ناحيتها قليلا ثم قال بصوته الغليظ الذي يبث الرهبة داخلها
جهزي نفسك ... بعد بكرة فرحك ...
ايه ...!!!
صړخت بعدم تصديق ثم قالت باندهاش شديد وهي تشير الى نفسها باصبعها
فرحي انا ...
ايوه فرحك ... عارف انها صدمة كبيرة ليكي ... مهو مش معقول وحدة زيك تتجوز ... دي مبتحصلش حتى في الاحلام ...
ابتلعت غصتها داخل حلقها وسألته بجدية
ومين ده اللي هيرضى يتجوزني ...
مازن الدمنهوري... اكيد متعرفيهوش ...
هزت رأسها نفيا بينما اكمل بدوره قائلا بجدية
المهم بكرة هتكوني عندي بالفيلا ... هتلاقي كل حاجة جاهزة للفرح ... قبلها هتعمليلي توكيل عشان اكتب الكتاب نيابة عنك ... فاهمه ...
هزت رأسها موافقة على كلامه بينما خرج هو من الغرفة تاركا اياها لوحدها ترتجف من رأسها حتى اخمص قدميها محاولة استيعاب ما سمعته منه ...
دلفت رزان الى غرفة مكتبه وهي تسأله بصوت عالي بعض الشيء
الكلام اللي سمعته صحيح...
اجابها حامد بسخرية
هي الأخبار وصلتك بالسرعة دي ...!
انت ازاي تعمل حاجة زي كدة ... ازاي ...!!
كانت تصيح بصوت عالي جعله ېصرخ عليها بصوت حازم
وطي صوتك احسنلك ... ولآخر مرة بقولها الزمي حدودك معايا ..
أردف قائلا بنبرة متسلطة غليظة
انا أقرر واعمل اللي انا عاوزه ومحدش يقدر يرفض ... الكل لازم يكون مطيع ليا وانت أولهم ...
لو فاكر اني هسكتلك وأوافق على قرارك ده تبقى غلطان ... الجوازة دي مش هتم ... انا مش هسمح ليها انها تتم ...هتشوف رزان هتعمل ايه ...
خرجت صافقة الباب خلفها بينما أمسك الجد هاتفه بسرعة واتصل على وسام ... ما ان
جاءه صوت وسام حتى سأله بسرعة
انت اللي قولت لرزان على موضوع الجوازة ..
ايوه انا ...
عاوزك تخفيها باي طريقة لحد ما الفرح يخلص ... شكلها ناوية تعملي مشاكل ...
أخفيها ازاي ...
سأله وسام بعدم فهم ليقول جده بعصبية
أتصرف يا وسام ... اعمل اي حاجة ... المهم متبوظش الفرح ...
حاضر ...حاضر ...
قالها وسام واغلق هاتفه ليفكر بطريقة مناسبة يخفي من خلالها رزان ...
بعد مرور يومين
وقفت امام المرأة تتطلع بانبهار الى ذلك الفستان الأبيض الضخم الذي يغطي جسدها النحيل ... لم تتصور في أبعد أحلامها انها سترتدي في يوم ما فستان كهذا ... شعرت بغصة قوية وهي تتطلع الى وجهها المشوه وتمنت لو بامكانها ان تمحي ذلك التشوه من على وجهها ... ذهبت بتفكيرها نحو عريسها وتذكرت وسامته ورجولته الطاغيه بعد ان بحثت عن صوره في الانترنت وانبهرت به ... لم تصدق ان هذا الشاب المليء بالوسامة والرجولة سيتزوج بها هي ... ما زالت تجهل سبب موافقته على الارتباط به وهي بهذه الهيئة ... استبعدت ان يكون سبب زواجه بها من اجل المال فهو من عائلة غنية مشهورة ... اذا لماذا سيتزوج بها ...
تقدمت علياء منها وقالت بعينين مدمعتين ونبرة حنون
ماشاء الله يا سالي ... تجنني ...
اجنن ايه بس يا دادة ... احنا هنضحك على بعض ولا ايه ...
قالتها سالي بسخريه جعلت علياء تربت على ذراعها وهي تقول بحنان بالغ أدمعت عينا سالي على اثره
في نظري انتي تجنني ... كفاية انك بنتي اللي ربتها وعشت معاها سنين عمري ...
ضمتها سالي بقوة وهي تقول بنبرة صادقة
وانت امي اللي مجابتنيش وربنا عالم بمعزتك عندي ...
خرجت من بين أحضانها بعد ذلك وهي تقول بحزن
هي رزان مش هتجي ولا ايه ...
اجابتها علياء بارتباك
مانتي سمعتي جدك قال ايه ... قال انها مسافرة فشغل مهم تبع الشركة ...
مش معقول متحضرش معايا وتوقف جمبي فيوم زي ده ...
صمتت علياء ولم تتحدث الا انها من الداخل كانت تعرف بان ثمة شيء ما غريب يحدث فالجد يبدو انه يخطط لشيء سيء ... سالي بنفسها تعرف ان هناك لغز وراء هذه الزيجة الا ان لهفتها وعدم تصديقها لما تمر به جعلتها تتغاضى عن كل هذا ...
اوقف مازن سيارته امام فيلا حامد الشناوي حينما هتفت والدته بغيظ
انا مش عارفة ايه معناه اننا مش هنعمل فرح ولا اي حاجة ...
مازن بتهكم
انت صدقتي ولا ايه انها جوازة بجد ...
حتى لو ... دي اول جوازة ليك ... مش معقول تعدي كده ...
تحدثت ريم بضجر
كفاية بقى ...احنا مش هننزل ولا ايه ...
أردف هاني وهو صديق مازن المقرب
خلونا ننزل يا جماعة وبعدين نتناقش في الموضوع ده ...
بلغتي بيت عمي ...
سألها مازن بجديه فاجابته والدته بضيق
لا طبعا ... لما يرجعوا من السفر هبقى أبلغهم ...
هبط الجميع من السيارة وتقدموا الى داخل فيلا فوجدوا كلا من حامد ووسام وعدد قليل من أقاربهم في انتظارهم اما فادي فلم يأت الى الزفاف فالامر لا يعنيه ...
رحب حامد بهم وجلسوا في الصالة ليأتي المأذون بعد دقائق ... تم عقد القران وأطلق الخدم الزغاريد احتفالا بهذه المناسبة ...
نهض مازن من مكانه وصافح حامد الذي بارك هذه الزيجة وطلب من الخدمة ان يطلبوا من سالي النزول ...
بعد لحظات هبطت سالي درجات السلم وهي تخفض رأسها نحو الأسفل ... كانت تشعر بالخجل الشديد والرهبة من التجمع الذي تراه امامها فهي لم تعتد الظهور امام هذا التجمع الكبير من الناس ... تقدمت ناحية مازن الذي رفع وجهه ناحيتها لينصدم بقوة ممايراه امامه ولم تكن صدمة والدته والحظور باقل منه ... بينما ابتسم الجد بخبث وهو يشاهد الصدمة والنفور الواضح على وجه الضيوف واولهم العريس الذي ما زال غير مستوعب لما يراه امامه ...
الفصل الثالث
كانت جالسه على السرير بفستانها الأبيض الواسع لوحدها في تلك الغرفة الواسعة ... تفرك يديها الاثنتين بتوتر شديد وعيناها تتطلع الى المكان برهبة شديدة ... كانت الغرفة كبيرة للغاية أثاثها انيق يليق بعروس جديدة ... الاثاث باللون الكريمي الراقي ... والورود منتشرة في اغلب المكان ...
ابتسمت داخلها بسخرية من تلك الترتيبات التي لا تزيدها سوى الما وۏجعا ... لقد كانوا يظنون انهم بانتظار عروس مميزة تدخل منزلهم ... جهزوا أنفسهم على هذا الأساس ... الا انهم انصدموا بحقيقتها ...
ما زالت تتذكر تفاصيل تلك اللحظة التي لن تمحى من عقلها وروحها طالما حييت ... نظراتهم المصډومة والنفور والاشمئزاز الذي احتل ملامحهم بعد ان افاقو من صدمتهم ... وما أذاها اكثر هو نظرات الخۏف من بعض الضيوف الذين تراجعوا للخلف ... لم يحييها احد ... لم يستقبلها احد ولم
يبتسم بوجهها احد ... في تلك اللحظة شعرت بانها وحيدة اكثر من اي وقت اخر ...
لقد خدعها جدها وخدع الجميع معها ... ما زالت تجهل سبب ما فعله ... لكنها تعرف جدها جيدا ... فهو بطبيعته خبيث للغاية ويحب ان يؤذي الجميع ... ويسبب الآلام لهم ...
شعرت بالباب يفتح ووقع اقدام اقتربت منها ...اخفضت رأسها نحو الأسفل وهي تتمنى ان تنشق الارض وتبتلعها ... رمقها بنظرات تهكمية ساخرة خلع سترته ورماها ارضا ثم تبعه برباطه ... بدأ يدور داخل الغرفة ذهابا وإيابا وهو يضع يديه في جيوبه ... ما زال غير مستوعب لما يحدث معه ... كيف لذلك العجوز ان يخدعه بهذا الشكل ... ! ان يورطه هكذا ...!
كان يعلم انه هناك عيب معين في حفيدته والا ما كان ليعرضها عليه بهذا الشكل المخزي لكنه لم يتوقع ان تكون هكذا ...
كيف سيتعامل معها ...! كيف سيتقبلها ...! اي ورطة تلك التي وضع بها ...! رباه ما هذه المصېبة التي أوقع نفسه بها ...!
توقف بالقرب منها ثم قال بنبرة تهكمية
ارفعي راسك ... منزلاه ليه ...
رفعت رأسها بتردد لتتقابل عيناه بعينيها الزرقاوتين... للحظة تجمد في مكانه من جمال عينيها وسحرها الأزرق ... غاص عميقا في بحور عينيها ولم يستطع ان يحيد بصره عنها ... لكنها لحظات قصيرة لم تدم وعاد اليه وعيه ليتطلع الى ملامح وجهها بنظرات ساخره جعلت الدموع تتجمع داخل عينيها ...
تحدث اخيرا بصوت حاقد
برافو جدك و انت لعبتوها صح ...
انا مش فاهمة انت بتتكلم عن ايه ...
سألته بعدم فهم ليردف بسخرية
عشان كدة حضرتك مكنتيش عايزة فرح كبير
لم تكن تفهم لي شيء مما يقوله ... انه يتهمها بانها اتفقت مع جدها ضده ... انه يظن انها وراء كل هذه اللعبة القڈرة ...
بلاش تحكم عليا من غير متسمعني...
قالتها بملامح متوسله جعلته يصدقها للحظات وهو يرى الدموع التي ملأت عينيها الا انه عاد بسرعة الى غضبه ما ان تذكر خداع جدها له ليقول پغضب
اسمع ايه ... لو فاكرة انك هتضحكي عليا بكلمتين تبقي غلطانة ...
انا والله مليش دعوة .... انا مظلومة في الحكاية دي ...
مظلومة ...!!!
رددها بسخريه جليه ثم قال باستهزاء
تصدقي صعبتي عليا ...
اخفضت رأسها الى الأسفل مرة اخرى فشعر بالڠضب يتزايد في داخله ... صاح بها بصوت جهوري اجفها
انت موطية راسك ليه ...! بصيلي وانا بكلمك ...
رفعت وجهها ناحيته وبدأت دموعها تتساقط من مقلتيها بغزارة ... ضړب على الطاولة التي بجانبه بقبضة يده وهو يقول بعصبية بالغة
بټعيطي ليه دلوقتي ... فاكرة اني كده هعطف عليكي واغفرلك عملتك ...
استمرت في بكاءها وزادت شهقاتها ارتفاعا فقبض على ذراعيها وهو يقول
عياطك ده مش هيفيدك فحاجة ... انت لسه مشفتيش حاجة مني ... انا مش هرحمك ...
دفعها بعيد عنه لتسقط على السرير وهي مستمرة في بكاءها المرير ...
ازداد غضبه أضعافا بسبب بكاءها العالي فصړخ بها
كفاية عياط بقي ...
وضعت كفي يدها على وجهها واستمرت في بكائها ونحيبها وقد فشلت في ايقافه ...
تقدم ناحيتها پغضب ڼاري ...
ابعد كفيها عن وجهها وهو يهدر بها غاضبا
مخبية وشك لي ... فاكرة انوا كدة هتخبي حقيقتك ...
هطلت دموعها الحاړقة بغزارة على وجنتيها الحمراوتين ولكنها لم تؤثر به بتاتا وهو يسحبها من ذراعها ويوقفها امام المرأة قائلا بنبرته الساخرة
بصي على نفسك في المرايا وشوفي شكلك عامل ازاي ... بلاش تهربي من حقيقتك ... انتي مشوهه دميمة وهتفضلي طول عمرك كدة ...
أدارها ناحيته ليردف بها بنبرة نافرة وملامح مشمئزة
مش انا اللي هقضي باقي عمري مع وحدة زيك ... مش انا اللي هستحمل اعيش مع وشك ده ...
خرج بعد ان اكمل كلماته صافقا الباب خلفه تاركا اياها لوحدها تنتحب بمرارة وألم قاسې ...
خدي يا ماما الدوا ده يمكن يهديكي ...
قالت ريم هذه الكلمات موجهة حديثها لوالدتها التي تجلس على الكنبة في صالة الجلوس واضعة رأسها بين كفي يدها ...
رفعت وجهها ناحية ابنتها وأخذت الدواء منها وتناولته بصمت ... جلست ريم بجانبها وهي تقول
اهدي يا ماما وبلاش تعملي بنفسك كده ...
اهدى !!! اهدى ازاي ... انت مشفتيش المصېبة اللي احنا فيها ...
زمت ريم شفتيها بعبوس ثم قالت برفق
يا ماما اللي حصل حصل ... واحنا مضطرين نقبله ...
انتفضت والدتها بعصبية مما قالته ثم قالت بنفور
اقبل دي ... انت مشفتهاش ... مشفتيش وشها ... اقبلها ازاي ...
حرام تحكمي عليها من وشها يا ماما ...
قالتها ريم بجدية جعلت والدتها تزفر ڠضبا وهي تقول بضجر
مش ناقصة مثالياتك دلوقتي يا آنسة ريم ...
استرسلت ريم في حديثها قائلة بتعقل
يا ماما اللي عاوزة أقوله
... انوا اللي حصل حصل ... وهي اولا واخيرا جوازة مصلحة ... وانتوا كنتوا عارفين انوا العروسة فيها عيب ...يبقى تتقبلوها زي ماهي وخلاص ...
ايوه كنت عارفة انوا فيها عيب بس مش كده ... ابني انا يتجوز دي ... يعيش معاها ازاي ...! يخلف منها ازاي ...! يخرج بيها قدام الناس ازاي ...!
يا ماما حرام اللي بتقوليه ... يعني هي عشان مشوهه يبقى مش من حقها تعيش ... كلنا معرضين لحاجة زي دي ... مش ذنبها انها كده ...
ڼهرتها والدتها بعصبية
قلتلك بلاش مثالياتك دي يا ريم ...
براحتك ... انا هروح أوضتي انام عشان تعبانة جدا ... اتمنى انك تفكري فكلامي كويس وتراعي ربنا فالبنت دي ... مش هنبقى احنا والزمن عليها ...
ضغطت على جرس الباب عدة مرات متتالية بعصبية شديدة حتى فتحت الخادمة لها الباب ... اندفعت متقدمة الى داخل الفيلا وهي تصرخ بعصبية
هو فين ... يا حامد باشا ... انزلي ....
هبط حامد درجات السلم بهدوء شديد وهو يقول بصوت هادئ استفزها بشدة
وطي صوتك عشان الخدم نايمين ...
تقدمت ناحيته بملامح تشع ڠضبا وازدراء قائلة
ارتحت دلوقتي ...عملت اللي انت عاوزه ...
صمت ولم يجبها مكتفيا بابتسامة ساخره مرتسمة على شفتيه لتصرخ به
مترد يا حامد باشا ... ولا لسه الدور جاي عليا انا كمان ...
برافو ... مانت طلعتي واعية اهو ...
حرام عليك ... مش كفاية اللي عملته فيها لحد دلوقتي ... عاوز ايه منها متسيبها فحالها بقى ...
اردفت بتحدي مشددة على كلماتها
فعينك ... انا بالذات مش هتقدر تقرب مني ... عارف لي ...
ليه ...!
سألها باستهزاء لتجيبه بثقة
لأني هموتك قبلها ... هموتك قبل ما تفكر تعملها ...
قهقه عاليا وهو يبتعد عنها بينما صړخت هي بصوت عالي جهوري سمعه جميع الخدم
ھقتلك يا حامد الشناوي ...
انقضت عليه ما ان اكمل كلامه وهي تقول بعصبية
انا اللي اټجننت بردوا ... يا حقېر يا متخلف ... ازاي تمسحله يعمل كده ... هانت عليك اختك يا واطي ...
دفعها بعيد وهو يقول بازدراء
انت بجد مچنونة ... وانا مليش دعوة فالموضوع ده ...
دي اختك يا عديم الاحساس ...
نهض من مكانه وهو يقول بسخرية
اختي مره واحدة ... انت صدقتي نفسك يا رزان ... احنا مش هنضحك على بعض ... احنا عمرنا مكنا اخوات ولا هنكون ... فبلاش نستعبط ونمثل العكس .... انا فحالي وانتوا فحالكم ... لا ليا علاقة بيكم ولا ليكم علاقة بيا ...
اقتربت ناحية عدة خطوات حتى اصبحت على مسافة قريبة منه ... تحدثت بصوت كاره وملامح نافرة
عارف ... زمان كنت بحس اني ظلماك ... كان ضميري بيأنبي لاني بعيدة عنك ... كنت اقول يمكن لو اجرب اقرب منك هلاقي ردة فعل كويسه منك ... بس يا خسارة ... انا اتاكدت انوا عمري مظلمتك ... انت اناني وحقود ومش بتفكر غير فنفسك ... هتفضل كده ومش هتتغير... وانا متأسفة بجد لاني اديتك قيمة وجيت اكلمك ...
خرجت بعد ان اكملت كلماتها تاركة اياه يتابعها بملامح ساخرة وابتسامة متهكمة ولم تؤثر كلماتها به للبتة
مشوهة ....!!!
قالتها پصدمة شديدة ثم اردفت باستنكار
انت بتهزر يا مازن صح ...
هو ده وقت هزار يا دينا ...
قهقهت عاليا وهي تهز رأسها بعدم تصديق بينما أشاح هو وجهه بعيد عنها بضجر شديد من تصرفها ...
تحدث قائلا بصوت منزعج
هتفضلي تضحكي كتير ...
كتمت ضحكاتها بصعوبة ثم قالت بصوت حاولت ان تجعله جدي
لا خلاص هسكت ... بس بجد موقف صعب ربنا يعينك ...
زفر مازن انفاسه ثم قال پغضب شديد ظهر على ملامح وجهه
بس انا مش هسكت ...
تحدثت دينا بعد تفكير ولحظات من الصمت
حبيبي متدايقش نفسك ... اللي حصل حصل ... ارضى فالامر الواقع واسكت ... المهم انك تخلف منها بأسرع وقت وتخلص منها ...
ياه بالسهولة دي ... فاكرة الموضوع سهل كده ...
زمت دينا شفتيها بعبوس بينما سألها مازن
انا ليه حاسس انك مبسوطه يا دينا انها طلعت مشوهة ...
تنحنحت دينا بارتباك ثم قالت بتردد
هكدب عليك لو قلت لا ... انا مبسوطة جدا كمان ... مهو بصراحة انا كنت خاېفة من جوازتك دي ... خاېفة لتاخدك مني ... بس خلاص طالما طلعت كده انا
اطمنت ...
رمقها مازن بنظرات ساخرة ثم نهض من مكانه تاركا اياها تصرخ وراءه وهي تقول بتوسل
مازن استنى ارجوك ... انا مقصدتش حاجة ...
الا انه لم يأبه لترجيها حيث ترك المكان باكمله بينما ظلت هي تتبعه بنظرات نادمة ټلعن نفسها على ما قالته
فتح وسام الباب ليتفاجئ بلكمة قوية أطاحت به ... ارتد الى الخلف وكاد ان يقع ارضا لولا انه توازن في اللحظة الاخير ... مسح انفه بيده وهو يتطلع الى رزان التي تتطلع فيه بنظرات متوعدة ...
اهدي وخلينا نتفاهم ...
قالها بجديه محاولا ان يهدئها فهو يعرف انها عندما تغضب لا ترى امامها ...
بقى انت يا واطي تبعتلي رجالتك عشان يخطفوني ويحبسوني ...
والله دي أوامر جدي ...
قالها بتوسل جعلها تلعنه وتشتمه بكلمات بذيئه اتسعت عيناه بسببها ...
عيب يا رزان اللي بتقولي ده ... عيب يا متربية يا بنت الناس الكويسين ...
شوفوا مين بيتكلم ... اللي معرفش معنى التربية فحياته ...
ميرسي يا رزان انك بتغلطي فاهلي وهما ميتين ...
قالها بنبرة حزينة مصطنعه جعلتها تقول پصدمة
انا غلطت فأهلك امتى يا عم انت ... انت هتلبسني تهمة ...
اردفت قائلة بجدية وهي تشير باصبعها ناحيته
ان كنت فاكر اني هفوتلك عملتك دي فانت غلطان ... هحاسبك يعني هحاسبك ... بس فالوقت المناسب ...
الفصل الرابع
في صباح اليوم التالي
هبطت درجات السلم متجهة الى الطابق السفلي من الفيلا ... سارت ناحية غرفة الطعام لتجد والدتها هناك تتناول فطورها لوحدها ... اقتربت منها وقبلتها من وجنتيها وهي تقول بابتسامة
صباح الخير ...
اجابتها والدتها بهدوء
صباح النور ...
جلست ريم على الطاولة وسألتها
عاملة ايه دلوقتي ... احسن ...
اجابتها بابتسامة خفيفة
احسن ... الحمد لله ...
عادت وسألتها بقلق
هو مازن لسه مرجعش ...!
اجابتها والدتها بقلق هي الاخرى
لا من ساعة مخرج امبارح بالليل وهو مرجعكش ...
هجرب اتصل بيه ...
قالتها ريم وهي تخرج هاتفها من جيبها لتهتف والدتها بها بسرعة
جربت وأتصلت بيه قبلك طلعلي انوا مغلق ...
زفرت ريم انفاسها وهي تقول بضجر
هيكون راح فين يعني ...
اردفت بعدها متسائلة
فكرتي فكلام ي بتاع امبارح ...
تطلعت والدتها اليها بضيق لتقول ريم بجديه
تخيلي لو انا حصل معايا كده ...
قاطعتها والدتها بسرعة
بعد الشړ عنك ...
يا ماما كلنا معرضين لده ... عشان كده لازم نراعي ظروف البت ... حرام نأذي مشاعرها ...
انا نفسي افهم انت مهتمه كده ليه بيها ...!
اجابتها ريم بهدوء
انا متعاطفة معاها ... ونفسي انت كمان تتعاطفي معاها ... انا من ساعة موقف أمبارح واللي حصل معاها وانا مدايقة عشانها ... نفسي نحس بيها ونعاملها كويس ... كفاية انوا جدها باعها بالطريقة دي ...
شعرت نهى بان ابنتها معها الحق فيما تقوله ... فلا ذنب لسالي بتشوه وجهها ... فقالت بجدية
طيب يا ريم هحاول أتقبلها واعاملها كويس ...
بجد يا ماما ...
سألتها ريم بسعادة لتهتف والدتها بابتسامة
بجد يا حبيبة ماما ...
في هذه الأثناء فتح الباب ودلف مازن الى الداخل ... كان يبدو متعبا للغاية فهو لم يذق طعم النوم طوال الليل ... تقدم ناحيتهم بخطوات رتيبه مجهدة لتنتفض والدته من مكانها وكذلك ريم ناحيته ...
تحدثت والدته بلهفة
مازن حبيبي ... واخيرا جيت ...
صباح الخير ...
قالها مازن بهدوء فاجابته ريم
صباح النور ... كنت فين يا مازن ...! قلقتنا عليك ...
معلش انا مجهد وعاوز انام ... نبقى نتكلم بعدين ...
هم بالذهاب الى غرفته الا انه توقف على صوت ريم وهي تناديه
مازن استني لحظه ...
استدار ناحيته فوجدها تتقدم اتجاهه ... وصلت اليه لتقول بجدية
ممكن نتكلم شوية ...
ضروري دلوقتي ...
خمس دقايق مش اكتر ...
ذهب مازن مع ريم الى غرفتها ... دلف الى الداخل وريم تتبعه ...استدار ناحيتها وسألها بتعب جلي
قولي يا ريم اللي عندك لاني تعبان بجد ...
تطلعت ريم اليه بشفقه فهو بالفعل يبدو مجهدا للغاية وهذا واضح في وجهه ... تحدثت قائلة
بص يا مازن ... انا بس عاوزة اقولك انوا البت ملهاش ذنب ... حرام تأذيها ... مش ذنبها انها كده ... كلنا معرضين للي هي فيه ده ... فبلاش تتسرع وتعاملها بأسلوب وحش ...
تطلع مازن اليها باستغراب شديد من اهتمامها بسالي على هذا النحو وما فاجأه اكثر العقلانيه التي يتميز بها حديثها فمن يصدق ان حديث كهذا يخرج من ريم ابنة السبعة عشر عاما ...
اخذ نفسا عميقا وزفره ببطأ ثم قال بجديه
عاوزة تقولي حاجة تانيه ولا امشي ...
اجابته وهي تهز رأسها نفيا
لا خلصت بس فكر بكلامي كويس ...
هز رأسه دون ان يجيبها وخرج من غرفتها متجها الى غرفته ...
دلف
الى داخل غرفته بعد تردد شديد ليجدها جالسه على السرير بفستان زفافها تحتضن جسدها بيديها وتبكي بصمت ... اندهش مما رأه فهي ما زالت على وضعها منذ ان تركها ويبدو انها لم تذق طعم النوم طوال الليل ...
احم... احم ...
اصدر صوتا دلالة على وجوده لترفع وجهها ناحيته لينصدم مره اخر من سحر عينيها الفيروزيتين ... ونفس الشعور الغريب عاد اليه ... تنحنح امامها ثم قال بجديه
انا تعبان وعاوز انام ... هنام عالجمب ده ... انتي تقدري تنامي عالجمب التاني ...
قاطعته بسرعة وقد شعرت هي الاخرى برغبة شديدة في النوم بعد ان فقدت جميع قواها
لا انا هنام عالكنبة ...
براحتك ...
قالها بلا مبالاة وهو يتجه ناحية الخزانة ويأخذ ملابسه البيتيه ثم اتجه ناحية الحمام ليغير ملابسه ... نهضت هي من السرير وتقدمت ناحية حقيبة ملابسها ... فتحتها وأخرجت منها بيجامه وردية ناعمة تحتوي على رسومات كرتونية تحبها للغايه فهي كانت هدية من رزان ودائما لهدايا رزان معزة خاصة لديها ... حاولت ان تفتح سحاب الفستان الا انها فشلت في هذا ... ظلت تحاول عدة مرات دون فائدة ...
شعرت به يخرج من الحمام ويتجه ناحية فراشه ويرمي بجسده عليه لينام ... شعرت باليأس بعد عدة محاولات فجلست على الكنبة تبكي بصمت فيبدو انه غير مقدر لها ان تنام الليلة ...
اما هو كان يحاول النوم لكن بدون فائدة ... شعر بفضول قوي ليلقي نظرة عليها ليتفاجأ بها جالسه على الكنبة وتبكي بصمت ...
نهض من نومته وهو يطالعها بتعجب شديد ... سألها بحاجبين معقودين وملامح مستغربة
انتي بټعيطي ليه دلوقتي ...!
اجابته بدموع
سحاب الفستان مش راضي يتفتح ...
مط شفتيه بضجر ثم نهض مكانه متجها ناحية فتطلعت اليه باستغراب شديد ...
قومي ...
امرها بجدية فنهضت من مكانها بسرعة ... ادار ظهرها ناحيته وبدأ يفك سحاب فستانها ليجد بشرتها الحريرية الناعمة تظهر امامه ... توتر لا إراديا وابتعد عنها متجها الى سريره ولم يقل توترها هي عنه ... حملت بيجامتها وتقدمت ناحية الحمام لتغير ملابسها ...
نهضت ريم من مكانها وهي تسمع طرقات قوية على الباب الخارجي للفيلا ... تقدمت ناحية الباب وفتحته لتتفاجئ بفتاة ټقتحم الفيلا وهي تهتف بصوت مرتفع
اختي فين ...
تراجعت الى الخلف پخوف حقيقي منها بينما اقتربت رزان ناحيتها وهي تكرر سؤالها بصوت اقل علوا
ردي عليا ... اختي فين ...
اختك مين ...
قالتها ريم بنبرة متقطعة لتجيبها رزان
سالي اختي ... مرات الباشا اخوك ...
هو انت اخت سالي ...!
سألتها ريم بعدم تصديق لتجيبها رزان بضيق
ايوه انا اختها ... هي فين بقى ... عاوزه اشوفها ...
هروح أندهها حالا ...
قالتها بسرعة وهي تتجه الى الطابق العلوي تاركة رزان لوحدها تتطلع الى الفيلا بضيق شديد ...
طرقت ريم باب غرفة مازن عدة مرات ليفتح مازن لها الباب وهو يفرك عينيه سائلا اياه بانزعاج
خير يا ريم ... عاوزة ايه ..
اخت سالي جت وعاوزه تشوفها ...
سالي مين ...
سألها باستغراب لتجيبه بدهشة
سالي مراتك يا مازن ...
ايوه افتكرت ...
أردف بتعجب
اختها جاية دلوقتي عشان تشوفها ...
ايوه ...
في هذه اللحظة سمعت سالي كلامهما والتي استيقظت لتوها من نومها على أصوات طرق الباب فانتفضت من مكانها وهي تقول بلهفة
رزان اختي جت ...
ايوه جوه ...
اجابتها ريم لتندفع سالي منطلقة الى الطابق السفلي تحت انظار مازن وريم المندهشه...
كانت الفتاتان تعانقان بعضهما بلهفة شديدة وشوق جارف ... ابتعدا عن بعضهما بعد لحظات لتهتف رزان باعتذار
سامحيني يا سالي ... مقدرتش اوقف جمبك وألغي الجوازة دي ... ارجوك سامحيني ...
ابتسمت سالي وقالت بلطف
متعتذريش يا رزان ... انا عارفة انوا جدي محدش يقدر يوقف قصاده ...
قالت رزان بنبرة غامضة
بس انا هوقف قصاده ... وهاخد حقنا منه وقريبا ...
اردفت قائلة بسرعة
المهم ... عاوزة اشوف جوزك ... هو فين ...
ابتلعت سالي ريقها بتوتر من سؤالها ولم تعرف بماذا تجبها الا ان مجيء ريم يتبعها مازن أنقذ الموقف ...
صباح الخير ...
قالها مازن بهدوء شديد لتنهض رزان من مكانها وهي تمد يدها الى مازن قائلة بابتسامة مصطنعه
صباح النور ... انا رزان اخت سالي ... انت مازن جوزها صح ...!
صح ...
قالها وهو يلتقط يدها في يده ... كانت رزان مضطره ان تتعامل مع مازن بهذه الطريقة فهي بالرغم من كرهها له الا انها مضطرة الى مسايرته من اجل اختها ...
تنحنحت بارتباك ثم قالت بجدية
معلش يا مازن ... ممكن اتكلم معاك على انفراد ...!
استغرب مازن من طلبها الا انه وافق بالطبع فذهب الاثنان الى غرفة مكتبه تحت انظار سالي المندهشه والمتعصبة مما يحدث ...
جلست رزان امام
مكتب مازن والذي هتف بها متسائلا
اتفضلي يا آنسة رزان ... قولي عاوزة ايه ...
اخذت رزان نفسا عميقا ثم تحدثت بجديه قائلة
انا عاوزة اتكلم معاك بخصوص سالي ...
سالي .!! مالها ...
اجابته بجدية
سالي ملهاش ذنب فكل اللي حصل ... هي متعرفش اي حاجة عن اسباب الجوازة دي ... جدي بلغها انها هتتجوز فاليوم الفلاني ... وهي طبعا انصاعت ليه ...
وانت جاية تقوليلي الكلام ده ليه ...
سألها بتعجب لتجيبه موضحه
سالي اختي الوحيدة ... اتظلمت كتير .... عاشت حياتها كلها وحيدة محرومة من ابسط حقوقها ... مش عاوزاها تتظلم اكترر... اتمنى انك تعاملها كويس وتراعي ربنا فيها ... لانها طيبة ... وبالنسبة لټشوهها فانت بكل الاحوال هتطلقها بعد سنة حسب اتفاقك مع جدي...
وانت عرفتي منين الكلام ده ...
وسام قالي ...
اردفت قائلة بترجي
ارجوك تعاملها كويس ... وانا اضمنلك انها مش هتعمل اي حاجة تضرك ... راعي انها يتيمة ملهاش اب ولا ام ... وانت شفت فنفسك جدها وتصرفاته معاها ...
توتر مازن من حديثها وشعر بانه ظلم سالي باتهامه بانها خططت للزيجة هذه مع جدها ... استحقر نفسه اكثر حينما تذكر معاملته لها وكلامه الچارح الذي قاله في وجهها ...
تنهد بصوت مسموع ثم قال بصدق
متقلقيش يا آنسة رزان ... تأكدي اني مش هأذيها ابدا ...
غادرت رزان الفيلا وقد شعرت بالاطمئنان ناحية سالي فيبدو ان مازن اهلا للثقة وسوف يراعي سالي ولن ېؤذيها ... شعرت بالراحة فهي ستخطط الان للاڼتقام من جدها دون ان تخاف على سالي منه ...
ذهبت الى الشركة لتجد وسام قد سبقها في المجيء ...
ما ان رأها تدلف الى مكتبه حتى قال بجديه
متأخرة ساعة عن معادك ... كنت فين ..
كنت عند سالي ...
اجابته دون ان تتطلع اليه فسألها بسرعة
بجد وهي عامله ايه ...
خاېف عليها اوي انت ...
قالتها بسخريه جعلته يتأفف بضجر بينما اخذت هي احد الملفات وبدأ تقرأه بتركيز شديد حينما سمعت صوته يقول بعصبية شديدة
رشا ممدوح دي زودتها اووي ... هي معندهاش حد فالبلد غيرنا تتكلم عنه ...
ابتسمت رزان بخبث وهي تقول في داخلها
ولسه ... ده اللي جاي احلى ...هتشوفوا هعمل ايه فيكم
كمان ...
مر شهر كامل على تلك الاحداث اعتادت سالي به العيش في منزل مازن بالرغم من شعورها بالغربة في بعض الأحيان حيث كان تقضي اغلب أوقاتها في غرفتها وحيدة لا تراهم سوى في أوقات الطعام والتي تمنت في داخلها ان تأتيها الى غرفتها بدلا من الهبوط الى غرفة الطعام وتناولها وسطهم ...
علاقتها بمازن كانت باردة للغاية فهي لم تكن تراه من الأساس الا وقت النوم فهو يقضي جميع وقته في عمله في شركته ...
اما والدته فلم تكن تراها الا وقت وجبات الطعام ولم تكن تتحدث معها نهائيا فقط تكتفي بنظراتها المبهمة التي لا تدل على شيء ...
ريم الوحيدة التي اصبحت قريبة منها بل صديقة لها ايضا حيث اقتربت منها منذ اول يوم وسرعان ما توطدت علاقتهما سويا بعد ان رأت مدى طيبتها وعفويتها بالرغم من صغر سنها ...
دلفت الى داخل الشركة وهي ترتدي ملابسها البسيطه التقليدية المكونة من بنطال جينز ممزق في مناطق معينة وفوقه قميص اسود اللون وشعرها الطويل يتراقص خلفها ... ترتدي نظارات شمسية سوداء تغطي عينيها الزرقاوتين بينما تتبعها انظار جميع الموظفين ما بين إعجاب وبغض ... إعجاب من جهة الموظفين الذين يدركون جمالها المثير والذي فشلت الملابس الرياضية في إخفائه وبغض من جهة الموظفات اللواتي يتضايقن من اسلوبها الجاف معهن ...
دلفت الى داخل المصعد لتخلع نظارتها وتضغط على زر الطابق الخامس ... خرجت من المصعد ما ان وصلت الى الطابق المنشود فهمت بالاتجاه الى غرفتة مكتبها الا انها توقفت للحظات في مكانها ... ابتسمت بخبث وهي تتطلع الى غرفة مكتب وسام فقررت التوجه نحوه ومناغشته قليلا ... اتجهت بخطواتها الراكضة وهي تشعر بالحماس الشديد وفتحت باب غرفة مكتبة بسرعة الا انها تسمرت في مكانها من المنظر الماثل امامها ...
.. انتفض وسام من مكانه وابعد سكرتيرته عنه ما ان اقټحمت رزان غرفة مكتبه ... تطلع اليه بنظرات مصډومة وشحبت ملامح وجهه بينما ركضت هي متجهه الى مكتبها وهي لا ترى امامها من دموعها التي تغطي وجهها ...
دلفت الى داخل حمام مكتبها بسرعه وفتحت صنبور المياه وبدأت تغسل وجهها علها توقف دموعها فهي لا تحب ان تبكي ابدا او تظهر ضعفها ... توقفت عن البكاء اخيرا بعد معاناة ... تطلعت الى ملامح وجهها الحمراء من اثر البكاء بضيق وأخذت المنشفه وبدأت تجفف وجهها بقوة لتعيده الى طبيعته حينما سمعت صوت وسام ينادي عليها ... تأكدت من عودة وجهها الى لونه الطبيعي وخرجت اليه
لترميه بنظرات باردة وتتقدم ناحية مكتبها وتجلس عليه ...
تنحنح وسام بتوتر ثم قال بحرج واضح
رزان ... اللي ده حصل ...
قاطعته بنبرة جافة
اللي شفته ده انا مليش علاقة بيه ... انت حر تعمل اللي انت عاوزه ...
رماها بنظرات ساخرة أربكتها كثيرا بينما وجدته يتقدم ناحيتها بخطواته الهادئة ... ما ان وصل اليها حتى احاط بذراعيه ليقول بتهكم وهو يتفرس في ملامح وجهها
عاوزة تفهميني انك متأثرتيش خالص باللي شوفتيه ... ولا ساب اي اثر فيكي ...
جاهدت لتظهر صلدة متماسكة امامه فرفعت ذقنها عاليا وهي تقول بثقة
وهيأثر بيا ليه ... هو انت تعنيلي حاجة اصلا عشان تصرفاتك تأثر فيا ...
غامت ملامحه بنظرة عدوانية اخافتها بينما اهتز صدغيه من شدة الڠضب الذي حل به ... اطبق على شفتيه بقوة ثم ابتعد عنها خارجا من غرفة مكتبها وهو يغلي ڠضبا من كلامها الذي جرحه بقسۏة تاركا اياها تتابعه بنظرات متأسفة ...
طرقت ريم على باب غرفة مازن لتفتح لها سالي الباب ... ابتسمت سالي لها بسعادة وهي تقول بترحيب
ريم ... اتفضلي ...
قاطعتها ريم بجديه
لا اتفضل فين ... انت اللي هتغيري هدومك وتتفضلي معايا ...
عقدت سالي حاجبيها لتقول بتعجب
اتفضل معاك على فين ...
اجابتها ريم موضحة مقصدها
نروح المول نعمل شوبنك ...
هزت سالي رأسها نفيا وهي تقول بسرعة وخوف جلي
لا لا مش هروح ...
سألتها ريم باستغراب
ليه ...!
اجابتها سالي بتوتر ظهر في ملامحها
معلش انا مبحبش اخرج ...
مبتحبيش ولا مش متعودة تخرجي ...
تعجبت سالي من ذكاء ريم وادراكها لسبب خۏفها الحقيقي من الخروج ... كانت سالي لا تحب الاختلاط باحد بسبب تشوه وجهها كما انها لا تخرج نهائيا من اافيلا التي كانت تمكث بها ...
توترت سالي اكثر من سؤالها فلاحظت ريم هذا على الفور ... ابتسمت ريم وقالت بنبرتها اللطيفة
يا سالي انتي مخرجتيش بقالك كتير ... مينفعش تفضلي محپوسة فالبيت على طول ...
بس انا مرتاحة كده ...
قالتها سالي بجدية فاردفت ريم بشفقة
وفيها ايه لما تخرجي تغيري جو وتشوفي الناس اللي بره ...
بس انا مش متعودة اخرج من البيت ...
انقبض قلب ريم لما قالته وشعرت برغبة قوية في البكاء على حالها الا انها تماسكت وهي تقول بصرامة مصطنعة
مليش دعوة انا في الكلام ده ...انتي هتخرجي يعني هتخرجي ...
يا ريم ارجوكي افهميني ...
كانت سالي تتوسلها بنطراتها الا انها ريم عقدت ذراعيها امام صدرها وظلت واقفة امام الباب وملامحها تنطق بالاصرار الشديد ...
طب انت مش هتتكفسي وانا معاك بشكلي ده ...
قالتها سالي بخجل لتشهق ريم بقوة وهي تقول پصدمة
اتكسف من ايه بس ... انا بجد هزعل منك ...
سارعت سالي للاعتذار
خلاص اسفة والله ...
خلاص يعني وافقت وهتخرجي معايا ...
بس ممكن نروح مكان تاني غير اامول ...
سألتها ريم بتعجب
ليه ...
فاجابتها سالي بتردد
عشان مزدحم اوي وانا نفسي اروح مكان هادي ...
ابتسمت ليها ريم بحنان ثم قالت
خلاص يبقى نروح نتغدى فمطعم قريب من هنا ...
في المطعم
جلست الفتاتان على احدى الطاولات ليتقدم منهما النادل ويأخذ طلباتهما ... كانت سالي تشعر بالخۏف والرهبة في ان واحد وهي تخفض رأسها الى الأسفل حتى لا يراها احد ويشاهد ملامح وجهها او يلمحها حتى ...
أنهى النادل اخذ طلباتهما لتبتسم لها ريم وهي تسألها
عجبك المكان ...
اجابتها بخفوت
اه جميل ...
تناولت ريم كوب الماء الذي امامها وتناولته ثم وجهت حديثها الى سالي مرة اخرى وهي تقول
قوليلي بقى ... انت فعلا مش متعودة تخرجي من البيت ...
انا مش بخرج نهائي اصلا ...
ليه ...
سألتها ريم بملامح مصډومة لتجيبها سالي بنبرة حزينة
من ساعة متشوهت وانا مخرجتش من البيت ومش بشوف حد غير دادة علياء ورزان والخدم اللي بيشتغلوا في الفيلا ...
طب ليه ...
اجابتها سالي بضعف
كدة احسن ...
زمت ريم شفتيها بعبوس ثم عادت وسألتها بتردد فهي تود معرفة اشياء اخرى عنها وتفهم سبب تشوها وإذا يمكن علاجه ام لا
انت حصل فوشك كده ازاي ...! اقصد يعني حاډثة ولا ايه ...
اجابتها سالي باقتضاب وملامح واجمة
حاډثة عربية ...
فضلت ريم عدم الحديث اكثر عندما شعرت بانزعاج سالي الواضح على ملامحها ... وقررت ان تغير الحديث لموضوع اخر فبدأت تتحدث في عدة مواضيع اخرى ولحسن حظها اندمجت سالي معها في احاديثها ...
في المساء دلف مازن الى الفيلا ليجد والدته في انتظاره والتي نادت عليه ليتقدم ناحيتها وهي يقول بتعجب
ماما ... انتي صاحية لحد دلوقتي ...!
اجابته بهدوء
ايوه عاوزه اتكلم معاك شوية ...
جلس على الكنبة المقابلة لها وهو يسألها
خير ...
عاوزة تسألي عن ايه ...
عن وضعك انت ومراتك ...
ماله ...
انت ناسي انوا بينك وبين جدها اتفاق ولازم تنفذه ...
زفر مازن انفاسه بضيق ثم قال بوجوم
وهي دي حاجة تتنسي ....
طب مستني ايه ...
سألته والدته باستغراب ليجيبها مازن بقلة حيلة
مش عارف ...
مازن حبيبي ... انا عارفة كويس انوا ټشوهها ده مخلي الموضوع صعب ... بس انت لازم تتقبلها ... مضطر تعمل كده ... متنساش انوا لسه الاملاك مش باسمك ... لسه كل حاجة باسم حامد الشناوي ...
كان مازن يدرك ان الحق مع والدته في جميع ما تقوله وقد شعرت والدته بهذا فاردفت بجدية
يبقى انت لازم تخلي جوازكم حقيقي وتخليها تحمل منك بأسرع وقت عشان كل حاجة ترجع باسمك ...
صمت مازن ولم يتكلم لتسترسل والدته في حديثها قائلة
ايه رأيك تاخدها وتسافر ...!
اسافر .. اسافر فين ..
سألها مازن بتعجب لتجيبه
سافروا لأي حته تغير فيها جو وتتمم جوازك منها هناك ...
تطلع مازن اليها بتفكير وقد شعر بالفعل انه بحاجة الى الراحة وتغيير الجو فقال بعد فترة من الصمت
موافق ..
في صباح اليوم التالي
استيقظت سالي من نومتها لتجد مازن جالس على الكنبة يتطلع اليها بنظرات ثاقبة اربكتها كثيرا ...
كانت هذه المره الاولى التي تراه بها عندما تستيقظ فدائما كان يذهب الى شركته قبل استيقاظها ...
صباح الخير ...
قالتها بارتباك شديد ليجيبها بهدوء
صباح النور ...
نهضت من مكانها بخجل شديد واتجهت ناحية الحمام لتغسل وجههاوتفرش اسنانها ...
خرجت بعد لحظات لتجده ما زال جالسا في نفس مكانها ... رماها بنظراتها الهادئة ثم أشار لها قائلا
تعالي اقعدي عشان عاوز اتكلم معاكي شوية ...
تقدمت ناحيته بخطوات متوترة ثم جلست على الكنبة ليستطرد هو في حديثه قائلا
احنا هنسافر بعد يومين ...
نسافر ...فين ...!
سألته بدهشة ليجيبها موضحا
هنسافر شرم الشيخ ... نغير جو شوية ونفك عن نفسنا ...جهزي نفسك بقى ...
استغربت سالي بشدة مما يقوله فهي لم تتوقع منه كلام كهذا كما شعرت بړعب حقيقي فهي لم تخرج ولا مرة من منزلها فكيف ستسافر هذه المرة الى بلدة اخرى ومع رجل غريب لا تعرفه ...!
اما مازن فخرج وهو يفكر في كلام صديقه هاني وما قاله لها ... تذكر حديثه معه وهو يقول بجدية
يا مازن عاملها كويس وأكسبها ... فالاخر هي مراتك وانت مضطر لكده ... اعمل كده لغاية ما تحمل وبعدين سيبها ... ومتنساش انك لو معاملتهاش كويس وقربت منها ممكن تعاند معاك اكتر وكده اتفاقك كله ېخرب ... فكر كويس فكلامي وأعقله ...
قرر مازن ان ينفذ كلام هاني ويتقرب منها لفترة محددة حتى تحمل منه وينفذ اتفاقه مع حامد وبعدها يفعل ما يشاء ...
جلس فادي امام مكتب جده بعد ان طلبه وهو يسأله بضجر
خير يا جدي ... عاوزني ليه ...
اجابه حامد بجدية
عاوزك فموضوع مهم اووي يا فادي ...
موضوع ايه ...
سأله فادي بحاجبين معقودين وملامح مستغربه ليجيبه جده
قبل ما تعرف الموضوع لازم تفهم انك اقرب أحفادي ليا ... ايوه متستغربش ... انت الوحيد اللي خدت حاجات من طباعي ... عيبك الوحيد انك مهمل وسايب كل حاجة تجري من تحت ايديك ...
تطلع اليه فادي بضيق ليردف جده
المهم ... مش هطول عليك ... من الاخر كده انا عاوزك تتجوز ...
قفز فادي من مكانه صائحا
ايه ...!
بينما اكمل حامد بلا مبالاة
والجوازة دي لازم تتم بإرادتك او ڠضبا عنك ...
الفصل الخامس
بس انا مش موافق ....
ابتسامة ساخرة ارتسمت على ثغره وهو يقول بتهكم واضح ونبرة ذات مغزى
مفيش مانع ... بس يبقى من النهاردة ملكش حاجة عندي ...
تقصد ايه ...
سأله فادي بملامح مكفهرة ليعود الجد بجسده الى الخلف مسترخيا في جلوسه وهو يرد عليه ببساطة
يعني هسحب منك كل حاجة ... رصيدك في البنك وعربيتك ... وهحرمك من الميراث كمان ...
انتفض من مكانه هاتفا بعصبية
معناه ايه الكلام ده ... انت بتلوي دراعي ...!
اعتبره زي ما تعتبره ... كلامي واضح ... يا اما توافق عالجوازة دي ... يا اما تاخد هدومك وتخرج من الفيلا وملكش حاجة عندي ... وعرفني ساعتها هتعمل ايه وهتعيش منين ...!
دفع باب مكتب وسام بقوة ودلف الى الداخل قائلا پغضب شديد
هقتله ... ميبقاش اسمي فادي لو مقتلتوش...
انتفض وسام من مكانه بسبب اندفاع فادي الغريب وهجومه على مكتبه بهذه الطريقه ... سأله بقلق واضح
مالك يا فادي ... فيك ايه ... وتقتل مين ...!
اجابه وهو يحرك يديه في الهواء
جدك ...
ليه ...! هو عمل ايه ...!
سأله باستغراب شديد ليجيبه فادي بملامح كارهة
قول معملش ايه ...
أردف قائلا بنبرة
اقل علوا وهو يجلس على الكرسي المقابل له
حامد باشا عاوز يجوزني ...
بجد مين ...!
سأله وسام بتعجب لينهره فادي بعصبيه
هو ده اللي هامك ...!
حك وسام ذقنه بأنامله ثم نهض من مكانه وجلس على الكرسي المقابل لكرسيه قائلا بنبرة جديه
طب اهدى وبلاش عصبية ...
اهدى ازاي ... بقولك عاوز يجوزني بالعافية ولو رفضت هيحرمني من الميراث ...
مط وسام شفتيه باستياء ثم قال بضجر
هو الراجل ده مش هيبطل اذية بخلق ربنا بقى...
انا مش عارف اعمل ايه يا وسام ... مش عارف بجد ...
كان نفسي اساعدك يا فادي ... بس انت عارف محدش يقدر يوقف فوشه ...
زفر فادي انفاسه حنقا ثم قال بنبرة جديه
مينفعش يفضل يتحكم فينا كده يا وسام وكل شويه يهددنا بالميراث ... دي مش هتبقى عيشة ...
طب ونعمل ايه ...
سأله وسام بجديه ليجيبه فادي بنبرة غامضة
هقولك ...
كان الجميع جالسا يتناول طعام العشاء حينما رن جرس الباب فدهبت احدى الخادمات وفتحته ...دلفت شابة شقراء جميلة الى الداخل واتجهت نحوهم وهي تقول بسعادة
مساء الخير ...
التفتت ناحية مازن قائلة بابتسامة مصطنعة
مبرووك على الجواز يا مازن...
اردفت بسخرية
بس مش غريبة شوية انك تتجوز واحده مشوهة كده ... خلصوا الستات العدلة فالبلد عشان تتجوز دي ...
أدمعت عيناها بقوة وهي تستمع الى سخريتها من شكلها ... همت ان تتحرك من مكانها متجهة الى غرفتها الا انها تجمدت في مكانها قبل ان تتحرك وهي تسمعه يقول بنبرة حادة
الزمي حدودك يا رنا ... انا مسمحش لأي حد انوا يهين مراتي او يسخر منها ... اعتذري ليها فورا ... والا ساعتها هتشوفي وشي التاني ...
تفاجئت سالي من ردة فعله فاخر ما توقعته ان يدافع مازن عنها بينما تطلعت اليه رنا پصدمة مما قاله ...
اما ريم فابتسمت بسعادة لردة فعل مازن ووالدته التزمت الصمت ولم يبدو عليها اي ردة فعل اتجاه الموضوع ...
ابتلعت رنا ريقها بتوتر وهي تلاحظ نظرات مازن الحازمه ونبرته القاطعة لتقول باعتذار
آسفة ... مكانش قصدي ...
ما ان دلفت سالي الى الغرفة وأغلقت الباب خلفها حتى انسابت دموعها على وجنتيها بغزارة ... وضعت يدها على صدرها تحاول تخفيف الالم الذي احتل قلبها وثنايا روحها ... ازدادت دموعها اكثر وأكثر وعلت شهقاتها حتى وصل صوتها الى مسامعه ... كان يهم ان يدلف الى الداخل لكنه توقف ما ان سمع صوت بكائها ... اعتصر قبضة يده بقوة وتمنى لو انه ضړب رنا على فمها وأخرسها ... لا يعرف لماذا شعر بالأسى من اجلها ما ان سمع بكائها ... هل هو يشعر بالشفقة عليها ...
طرق على الباب مرتين لتنهض من مكانها بسرعة وتدخل الى الحمام ... تغسل وجهها بالماء وتغسل معه دموعها اللاذعة ... اخذت المنشفة وبدأت تجفف وجهها ... أبعدت المنشفة عن وجهها لتتأمل ملامحها والتي قضى التشوه عليها ... ضغطت على شفتيها بقوة وهي تحاول ان لا تبكي مرة اخرى ... تحركت باناملها على وجهها وهي تشعر بتلك التشوهات شظايا ټحرق قلبها وروحها ...
ابتعدت فورا من امام المرأة وخرجت من الحمام لتجده واقفا امامها واضعه يديه في جيوب بنطاله يطالعها بنظرات هادئة عادية ...
سالي ...
كانت تلك المرة الاولى التي ينطق بها باسمها ...
تحدث بصوت متحشرج وقد بدا الحرج واضحا عليه
بعتذر ليكي مرة ثانيه ... ريم للاسف طبعها كده ... بتحب تحرج اللي قدامها وتقلل منه ... هي بتعمل كده مع الكل مش بس معاكي ...
صمتت ولم تتحدث فقط اكتفت بايماءه من رأسها بينما تحرك هو مبتعدا عنها ...
هم بالخروج الا انه توقف على صوتها وهي تناديه
مازن ...
استدار ناحيتها بنظرات متسائلة لتقول بامتنان حقيقي وابتسامة بريئة خفيفة تركت اثرها في قلبه
شكرا ....
في مطار القاهرة الدولي
كانت تسير بجانبه وهي تشعر بالتوتر والرهبة الكبيرين فهي غير معتادة على الذهاب في أماكن مزدحمة كهذه ...
كانت تخفض رأسها نحو الأسفل طوال الوقت عينيها معلقة بأرضية المطار ... شعرت به يتوقف فتوقفت هي الاخرى بينما أعطى هو جواز السفر خاصته الى الموظفة وتبعه بالجواز خاصتها ...
اكمل المهام التقليدية اخيرا واتجه بها الى الكافيتريا الخاصة بالمطار ...
جلسوا على احدى الطاولات الموجوده هناك ... كانت هي مطرقة برأسها نحو الأسفل كالعاده بينما كان يتأملها بملامح هادئة ...
تنحنح قائلا بنبرة هادئة
سالي ممكن ترفعي راسك شويه ...
رفعت وجهها ناحيته بعد تردد شديد ... كانت تفرك يديها الاثنتين بتوتر بينما تشعر ببرودة خفيفة تحتل جسدها وأطرافها ...
انت عارفة انوا بقالنا اكتر من شهر متجوزين ومنعرفش حاجة عن بعض ...!
هزت رأسها موافقة عن كلامه دون ان ترد عليها بينما أردف هو قائلا بجدية
الرحلة دي عشان نقرب
من بعض ونتعرف على بعض اكتر ...
ثم قال بنبرة ذات مغزى
وعشان جوازنا ميفضلش كده ...
لم تفهم معنى جملته الاخيرة ولم تتجرأ ان تسأله بل اكتفت بهزة خفيفة من رأسها موافقة على كلامه ...
شعر بالارتياح قليلا وهو يراها موافقة على كلامه فهي تبدو في نظره هادئة ومطيعة للغاية ...
حان موعد رحلتهم فنهضا متجهين الى الطائرة ...انبهرت سالي بمنظر الطائرة حالما رأتها وشعرت پخوف شديد بل بالړعب ايضا فكانت تلك المرة الاولى التي ترى بها الطائرة في حياتها ... شعر مازن بخۏفها فقبض على كف يدها وارتقى بها درجات السلم الخاص بالطائرة ...
جلسا في الأماكن المخصصه لهم وبدأت الطائرة في الارتفاع ... دب الړعب في اوصالها ما ان شعرت باهتزازات الطائرة القوية وبدأ جسدها يرتجف بشدة ... قبض مازن على كف يدها معتصرا اياه بين يديه ثم اقترب منها هامسا بجانب اذنها
مټخافيش ...
فتح مازن باب الشاليه ودلف الى الداخل تتبعه سالي ...
اغلق باب الشاليه وتقدم الى الداخل سائلا اياها
عجبك المكان...!
التفتت ناحيته مجيبة اياها بنبرة صادقة
عجبني اووي ....
كانت سالي تشعر بالراحة كونه اختار شاليه معزول قليلا بدلا من المكوث في منتجع سياحي مليء بالناس ...
اتجهت ناحية النافذة تتطلع من خلالها الى البحر بلهفة شديدة ... سألته بملامح متوسله وصوت متردد
ممكن اروح شوية جمب البحر ...
اكيد ...
أردف متسائلا
شكلك بتحبي البحر اووي ...
التفتت ناحيته مجيبه اياه بملامح حزينه
اصل دي اول مره اشوف فيها البحر ...
أنصدم بسرعة لما قالته وحاول ان يستوعبه مرارا ...
معقول ... انتي مروحتيش البحر قبل كده ...
هزت رأسه نفيا واجابته ببراءة
انا اصلا مكنتش بخرج من البيت ...
اردفت قائلة وهي تشير بكف يدها ناحية الباب
انا هروح للبحر ...
هز رأسه متفهما بينما ركضت بسرعة وفتحت الباب متجهة ناحية البحر ...
وقفت امام البحر لتلفحها نسمات الهوا الباردة ويتطاير شعرها الى الخلف ...
كانت تبتسم بسعادة بالغة لاول مرة تشعر بها ... بدأت تدور امام البحر ليتطاير فستانها الزهرى حولها ...
كان قلبها يدق پعنف وروحها تتراقص من السعادة ...
اما هو فكان يراقبها من بعيد بتركيز شديد ولا يعلم لماذا شعر بسعادة غريبة تطفو داخل قلبه وهو يراها بهذا الشكل الطفولي بينما ارتسمت ابتسامة خفيفة على ثغره ...
مساءا
كان واقفا امام النافذة يتابع امواج البحر العاليه بينما عقله غارقا في التفكير ... كان يفكر في هذه الليلة وكيف ستمر عليه ... هو ما زال مترددا فيما ينوي فعله ...
لكنه مجبر على إتمام هذه الزيجة ... فلا داعي للمماطلة اكثر من هذا ... شعر بها تدلف الى داخل الغرفة فاستدار ناحيتها وجدها ترتدي بيجامة طفولية حمراء ذات رسوم كارتونية كما اعتادت ان ترتدي طوال الوقت ...
اتجهت ناحية السرير بنية النوم حينما اوقفها متسائلا
هتنامي ...
اجابته وهي تهز رأسها
اه هنام... فيه حاجة ..
تقدم ناحيتها ووقف امامها ... تحدث قائلا بجديه
سالي ... احنا هنفضل كده لحد امتى ...
سألته بعدم فهم
هنفضل كده يعني ايه ...
أظن جه الوقت اللي جوازنا ييبقى حقيقي ...
اضطربت ملامحها بالكامل وهي تستمع لجوابه ... تحدثت قائلة بصوت متردد
بس ...
بس ايه ... احنا بقالنا شهر متجوزين ...
معاك حق ...
!
هزت رأسها نفيا وهي تقول بجدية
ابدا ...
جلب النادل لهما الطعام فبدئا يتناولاه بهدوء تام قطعه مازن وهو يسألها
قوليلي يا سالي ... انت عندك اخ واحد واخت واحدة صح ...!
اجابته وهي تهز رأسها
صح ... رزان وفادي ... بس فادي من ام تانية ...
بجد ..!
ايوه بابا كان متجوزها قبل امي وماټت ...
هو ابوك ماټ ازاي ...
عمل حاډثة وماټ ... كان عندي سبع سنين وقتها ....
ربنا يرحمه ...
أردف متسائلا بفضول لمعرفة المزيد عنها
طب ووالدتك ...
اجابته باقتضاب
ماټت ...
هز رأسه بتفهم وأكمل تناول طعامه دون ان يسألها أسئلة اخرى
مرت الايام جيده للغاية عليهما ... التقارب بينهما يزداد اكثر وأكثر ... مشاعر سالي تحركت ناحية مازن وباتت تشعر بانها بالفعل تحبه ...
كانت سالي تشعر بسعادة غريبة طوال مكوثها معه ...وكانت تحاول ان تكسبه بكل الطرق ... الا شيء واحد كان ينغض عليها سعادتها وقد قررت ان تضع حدا له ...
في تلك الليلة خرجت سالي من الحمام وهي ترتدي قميص اسود اللون يظهر بياض بشرتها الناصع ...كانت تضع كحل على عينيها واحمر شفاه فاتح اللون على شفتيها ...شعرها البني منسدل على كتفيها...
تفاجأ مازن بما ترتديه وقد ادرك غايتها على الفور خصوصا مع وجهها الاحمر وعينيها المركزة على ارضية الغرفة ...
ابتسم بخبث وهو يقترب منها دون ان تحيد عيناه عنها ... رفع ذقنها بأنامله وتأمل عينيها بشوق ولهفة ... اكثر عمقا بادلته اياها
بلهفة خجولة وهي تحاول قدر المستطاع الا تشعره باي نقص من ناحيتها ... تحاول ان تجعله يشعر بانها انثى كاملة لا ينقصها اي شيء ... انثى قادرة على ارضاء غريزته الرجولية ...
شعرت بأنفاسه الساخنه تلفح جانب وجهها فارتبكت بشدة وارتجف جسدها بالكامل ...
شعر بارتجاف جسدها بين يديه فسألها
مالك ..! خاېفة بردوا ...!
هزت رأسها نفيا وهي مغمضه عينيها ...
افتحي عينيكي ...
فتحت عينيها الزرقاوتين ليحملق بهما بلهفة شديد ... في بحور عينيها فقط يجد ضالته ... مرساه ... وهواه ...
هناك حيث ينتهي كل شيء وتختفي جميع الموانع ولا يتبقى سواه وسواها ...
وكأنها خلقت له وحده وخلق لها وحدها ...
لما بشوف عينيكي بنسى اي حاجة تانية غيرهم ... عينيكي نقطة ضعفي اللي بتقويني ...
بتنسى كل حاجة ...! حتى وشي المشوه ...
سألته بنبرة جادة وملامح متلهفة متعطشة لكلام الغزل والهيام فاجابها وهو لا يحيد أنظاره عن عينيها
بنسى الدنيا وما فيها ...
... فشعرت بانفاسها تزداد بشدة وصدرها يعلو ويهبط من فرط المشاعر التي اجتاحتها ...
مازن ارجوك ...
دفعته بعيد عنها وهي تتوسله بعينيها ان يبتعد ...
سألها بتعجب
مالك ...
لتجيبه بنبرة معتذرة ونفس مقطوع
مش هقدر ...
ابتعد عنها وقد لاحظ دموعها التي بدأت تنهمر على وجنتيها
طب اهدي هبعد خلاص
تحدثت من بين دموعها
مازن اسمعني
اجلسها على السرير وجلس مقابلا لها تحدث بصوت حنون وقد شعر بالشفقة من اجلها
انا بسمعك أهو بس اهدي
انا انا مشوهة يا مازن
كاد ان يخبرها بانه يعلم ذلك لكنه فضل الصمت بينما أردفت هي قائلة بصوت متحشرج
جسمي مشوه
ايه
قالها پصدمة جعلتها تخفض رأسها نحو الأسفل محتضنة إياه بين كتفيها اقترب منها ورفع رأسها بيده متسائلا بنبرة مبهمة
عشان كدة كنت خاېفة اقرب منك
هزت رأسه بضعف بينما اقترب هو منها متسائلا
ليه مقولتيش من الاول
اجابته بصدق
كنت خاېفة
تفهم موقفها و لم ينزعج منها فكل الحق معها اقترب منها مرة اخرى محاولا ان يثبت لها بانه لا يهتم لهذه التشوهات قبل وجنتيها بخفة ثم بدأ برقة إذابتها وانستها جميع ما حولها
امتدت يده ناحية قميص نومها خلع الروب عنها تبعه بقميص نومها ليظهر جسدها العاړي امامه ببطنها و صدرها المشوهن لم يشعر مازن بالنفور من منظرهم وإنما تقدم بانامله وأخذ يتحرك بهما على مكان التشوه متمعنا به بتركيز شديد انهمرت دموع سالي بغزارة من وجنتيها وابتعدت عنه بسرعة مغطية جسدها بالغطاء وهي تهتف به بشهقات متتالية
ارجوك
اقترب منها وأحاط وجهها بكفيه قائلا بتوسل
سالي أرجوك
طفي النور
بس
قاطعته بإصرار شديد
طفي النور ارجوك
أغلق مازن الضوء ثم تقدم ناحيتها مرة اخرى مقبلا إياها برقة إذابتها سويا وأخذتهما الى عالم اخر يدركانه لأول مرة
الفصل السابع
مر الاسبوع رائعا على كل من مازن وسالي ... اقتربا من بعضهما بشكل اكبر وعاشا أوقات جميلة سويا ... تعرف مازن من خلالها على سالي وأدرك مدى جمال شخصيتها وطيبة قلبها ... كان يشعر اتجاهها بخليط من المشاعر المختلفة ما بين الشفقة والعطف والإعجاب ... وكان في داخلة شعور غريب يحثه على الاقتراب منها بشكل اكبر ... شعور لم يدرك ماهيته الى حد الان ... اما سالي فكانت تشعر بسعادة كبيرة لا توصف وكأنها تعيش للمرة الاولى حياتها بحق ... تعلقت بمازن كثيرا وباتت ترى الدنيا من خلاله ... أحبته بشده ولم يحتاج
ماله ...
سألها بتعجب لتجيبه بتوتر
خاېفة منه ...
اختلج قلبه داخل صدره لما قالته فسألها مرة اخرى بقلق
خاېفة من ايه ...
استدارت ناحيته مواجهه اياه برأس منخفض نحو الأسفل ودموع القهر تنساب على وجنتيها ...
رفع ذقنها بأنامله ليتفاجأ بدموعها هذه ... سألها پصدمة حقيقية
سالي انتي بټعيطي ليه ...
اجابته پبكاء
خاېفة لتسبني ... خاېفة ليطلع كل ده حلم مؤقت وأول منرجع هفوق منه وارجع زي الاول ...لوحدي ...
هش ... اسكتي ...
وضع اصبعه على فمها مانعا اياها من اكمال حديثها ... ضمھا بقوة الى صدره وهو يهتف بها
مفيش حاجة هترجع زي الاول ... كوني واثقة من ده ...
توعدني بكده ...
سألته بلهفة ليجيبها بصدق جلي
بوعدك يا سالي ...
خرج من مكتب جده وشياطين الڠضب كلها متجمعة حوله ... دلف الى غرفته وأخذ يدور فيها بعصبية شديدة ... حمل المزهرية الموجوده على احدى الطاولات ورماها أرضا ...
جلس على سريره وهو يضع رأسه بين كفيه ... انه تورط وانتهي الامر ... فهاهو سوف ينفذ كلام ذلك العجوز ويتزوج من ابنة شريكه ... ويصبح تحت سيطرته الكامله ... زفر انفاسه بضيق وهو يعود الى الوراء قليلا متذكرا حديثه مع وسام ابن عمه حينما حدثه بجدية قائلا
نقتله ...
تراجع وسام الى الخلف لا إراديا وهو يقول بعدم تصديق
نعم ياخويا ...!
أردف بعدها قائلا بجدية ودهشه حقيقية
انت بتتكلم بجد ولا بتهزر ...
وانا من امتى بهزر ...... كلامي جد الجد...
وسام متسائلا بشرود
تقتله ... طب ازاي ...
اقترب منه فادي اكثر مجيبا إياه بثقة وعدم خوف
ازاي دي تسيبها عليا... المهم انت موافق ...
شرد وسام بحديثه محاولا ان يوزن الامر داخل رأسه ... لحظات قليله وانتفض من مكانه قائلا بعصبية شديده ...
لا يا فادي الا القټل انا مليش فيه ...
فادي محاولا تهدئته قليلا وإقناعه
طب اهدى شويه وخلينا نتكلم بالعقل ...
وسام بنبرة قاطعة
مفيش كلام فالموضوع ده ... انا مش هشيل ذنب حد ... حتى لو كان جدك بكل جبروته وقسوته ...عاوز تقتله يبقى اقتله لوحدك ... مدخلنيش معاك في المصېبة دي ...
جبان ... وهتفضل طول عمرك جبان ...
قالها فادي بنفور وهو يخرج من مكتب وسام متجها الى الفيلا والأفكار ما زالت تعصف به ...
دلف مازن الى مكتب صديقه هاني والذي نهض من مكانه ما ان رأه مستقبلا اياه بحرارة
الف حمد لله على السلامة ... واخيرا رجعت ...
ضمھ مازن وهو يرد عليه
الله يسلمك ...
جلسا الاثنان على مكتب هاني وأخذا يتحدثا في مختلف الأمور ... تحدث هاني متسائلا
اخبار اسبوع العسل ... نفذت اللي اتفقنا عليه ...!
اومأ مازن برأسه دون ان يجيبه مما جعل هاني يعاود سؤاله بتعجب
مالك يا مازن ...! شكلك مش طبيعي ... هو فيه حاجة حصلت ..!
تنهد مازن بصوت مسموع ثم قال بشيء من الارهاق
محتار يا هاني ... محتار جدا ...
محتار فايه ...
اجابه مازن موضحا ما قاله
من ساعة مرحت معاها وانا حاسس بحاجات غريبة ... حاجات مش لاقيلها تفسير ...
حاجات زي ايه ...!
يعني مثلا انا المفروض أكون بمثل عليها ... بس انا حاسس اني مش بمثل ... المفروض أكون قرفان منها ... بس انا مش قرفان ...
كان يتحدث بحيرة شديدة جعلت هاني يتطلع اليه بنظرات ذات مغزى ليسأله هاني بضجر
بتبصلي كده ليه ...
بحاول أفهمك ...
اجابه هاني ببساطة ثم أردف متسائلا
هو ده بس اللي محيرك...!
هز مازن رأسه نفسا وأكمل
لا ... مش ده بس ... حاسس اني بظلمها معايا ... مدايق عشان بخدعها ... هي متستاهلش مني ده ...
مازن ...!!! اوعي تكون حبيتها ...
تطلع مازن اليه پصدمة شديده ثم نفى ما قاله بسرعة
حبيتها ايه بس ... انت تجننت يا هاني ...!!
وليه لا ... كلامك بيدل على كده ... انا عارف انوا وضعها مختلف ... بس ده ميمنعش انك تكون حبيتها ...
تطلع مازن اليه بحيرة اكبر وسؤال واحد اخذ يتردد داخل عقله .. هل من الممكن ان يكون احب سالي ...! هل من المعقول شيء كهذا ...!
في هذه الأثناء رن هاتفه وايقظه من شروده ... تطلع اليه ليجد المتصل دينا ... تأفف بضجر وهو يغلق الخط في وجهها ...
مين اللي بيتصل ...
سأله هاني ليجيبه مازن بضجر
دينا ...دي عاشر مرة تتصل بيا ...
وانت مبتردش عليها ليه ...
قرفتني يا عم ... وانا مليش خلق ليها ...
رماه هاني بابتسامة تهكمية جعلت مازن ينهض من مكانه فورا خارجا من مكتب هاني بعد ان ألقى التحية بسرعة ...
احتضنت رزان سالي بقوة وهي تبتسم بسعادة .... ابتعدت عنها بعد لحظات وهي تهتف بها بحبور
وحشتيني ... وحشتيني اووي يا سالي ...
وانتي اكتر يا رزان ...
هاا احكيلي ... اخبارك ايه ... انبسطتي ...! شكلك مبسوطة ...
ابتسمت سالي بخجل ثم قالت بصوت خاڤت
انبسطت اووي ....
ابتسمت رزان بخبث من هيئة سالي الخجله ووجنتيها المحمرتين ثم قالت
شكل الأوضاع معاكي عاليه اووي ...
بس يا رزان ...
ڼهرتها سالي بتوتر لتقهقه رزان عاليا ... توقفت أخيرا عن ضحكها وهي تقول
بتتكسفي يا حلوة ...
رزان ...!!!
خلاص خلاص ... سكت ...
اردفت بعدها متسائلة
امال مازن فين ...
اجابتها سالي
راح يشوف صحبه ...
هزت رأسها بتفهم ثم اخرجت دواء من حقيبتها وأعطته لسالي فأخذته سالي منها وهي تسألها بتعجب
ايه ده ....
اجابتها رزان بصوت منخفض
دي حبوب لمنع الحمل ... خديها بانتظام ...
شهقت سالي بقوة ثم قالت پصدمة
مش عاوزاني احمل يا رزان
... ليه ...
ارتبكت رزان من سؤال سالي ... حاولت استعادة رباطة جأشها وهي تجيبها بجدية
عشان مينفعش الاستعجال فالمواضيع دي يا سالي ... انتي لسه متعرفيش مازن كويس عشان تخلفي منه ... لازم تتأكدي انوا بيحبك وهيحافظ عليكي ... وساعتها ابقي احملي وجيبي عيال منه ...
بس ...
قاطعتها رزان
مفيش بس ... اسمعي كلام اختك يا سالي ... محدش هيخاف عليكي قدي ... اشربي الحبوب دي ارجوكي ...
سالي باستسلام
حاضر ...
ابتسمت رزان بارتياح فهاهي الأمور تسير جيدا مثلما ارادت ...
وقف مازن بسيارته امام احدى العمارات ... اخذ يتطلع الكارت الموجود بيده بتركيز شديد ... هبط اخيرا من سيارته واتجه الى داخل العمارة ...
بعد حوالي ثلث ساعة كان مازن جالسا امام طبيب كبير في العمر نوعا ما والذي سأله بجدية
خير يا استاذ ... ايه هي مشكلتك ...
اجابه مازن بتردد
هي مشكلة زوجتي الحقيقة ...
عاد الطبيب وسأله بجدية
مالها زوجة حضرتك ....
تنحنح مازن بحرج ثم اجابه
عندها تشوهات في وشها وجسمها ....
هز الطبيب رأسه بتفهم ثم سأله
كتير ...
ايوه ... الصراحة هما كتير ...
طب مجبتهاش معاك ليه ...
قلت اسمع تشخيصك الاول ... عشان لو مفيش امل أقفل الموضوع من سكات ....
اخرج مازن من جيبه صورة التقطت لهما سويا وأعطاها الى الطبيب والذي تناولها منه واخذ يتطلع فيها بتركيز شديد ... تحدث اخيرا بعد لحظات من التوتر الشديد الذي شعر به مازن
دي تشوهات سببها چروح في الوش وإصابات اظن انها نتيجة حاډثة ...
معنى كلامك ده ايه ... فيه امل انها تتعالج ...
حك الطبيب ذقنه بأنامله ثم اجاب مازن بصراحة شديده موضحا له حالة سالي جيدا ...
الفصل الثامن
خرج مازن من عند الطبيب وهو في أوج سعادته ... مازال كلام الطبيب يرن في أذنه ...
مبدئيا التشوهات ممكن تتعالج ... فيه أمل كتير بده ... بس لازم اعاينها واكشف عليها بنفسي الاول ... حضرتك لازم تجيب المدام واشوفها ...
ركب سيارته وهو يكاد يطير من الفرحة ...فرحة ما زال يجهل سببها ...كل ما يعرفه انه سعيد اكثر من اي شيء ...
وكأن الامر يخصه هو ... وصل أخيرا الى الفيلا ... هبط من سيارته واتجه راكضا الى غرفته ... دلف اليها ليجد سالي جالسه على السرير تبدو وكأنها في انتظاره ... مساء الخير ...
قالها وهو يخلع سترته لتنهض سالي من مكانها وتجيبه بخفوت مساء النور ...
خلع سترته وعلقھا على الشماعة واستدار ناحيتها ليجدها مخفضة رأسها نحو الأسفل وهي تفرك يديها الاثنتين بتوتر... عقد حاجبيه بتعجب من هيئتها وشعر بان هناك شيء ما خلف هذا فسألها بقلق
مالك يا سالي.... شكلك مش طبيعي ...
اجابته سالي پخوف واضح
عاوزة أقولك حاجة ... بس اوعدني انك متزعلش ...
هز مازن رأسه بتفهم طالبا منها ان تكمل حديثها لتردف سالي بتردد
انا عاوزة اخد حبوب منع حمل ...
اضمحلت عيناه بشدة مما قالته ... حاول استيعاب ما تفوهت به ... من اي جاءت بهذا الكلام ولماذا ...
ليه ...
سألها بجمود لتجيبه بارتباك جلي
عشان خاېفة لنكون اتسع ما بجوازنا ده ... بلاش نجيب أطفال من دلوقتي واحنا ممكن منكملش مع بعض ...
قاطعها بنبرة عالية
ليه هي المدام ناوية تطلق ولا حاجة ...
هزت رأسها نفيا بسرعة وهي تقول
ابدا ... بس انا خاېفة انك ټندم انوا تجوزتني وتطلقني ...
ثم انسابت الدموع على وجنتيها بغزارة ...
اخذ نفسا عميقا محاولا إكساب روحه الهدوء ... تقدم ناحيتها بقوة هاتفا بها
انا مش قلتلك قبل كده اني مش هسيبك ... انا مش وعدتك بده ...ردي عليا ...
هزت رأسها مؤكدة كلامه دون ان تنبس بكلمة واحدة بينما أردف هو قائلا بجدية
أمال بتعملي كده ليه ... بتتعبيني معاكي ليه ...
انا اسفه ...
هتفت من بين دموعها ليبعدها عنو و وجهها بين كفي يده ... تطلع الى عيونها بنظرات ولهه ثم اخذ جفنيها بخفة ... قبل انفها ثم ... تجاوبت معه بلهفة وشوق ... هي معه تشعر انها أنثى بحق ... تشعر بمشاعر غريبة تدركها لأول مرة ... مشاعر هو وحده نجح في ايصالها اليها ...
كان هاني جالسا على مكتبه يتابع أعماله حينما دخلت دينا مقتحمة مكتبه ... نهض من مكانه بسرعة قائلا بدهشة شديدة
دينا ... بتعملي ايه هنا ...
اقتربت دينا منه حتى وصلت الى مكتبه ... انحنت ناحيته متسائلة بحدة
صاحبك فين يا هاني ... مش بيرد عليا بقاله كم يوم ليه ...
هاني بكذب
معرفش ... هو مسافر مع مراته ...
بتكدب ليه يا هاني ... هو رجع النهاردة الصبح ... عاوز تقنعني انوا مجاش ليك او اتصل بيك حياتي ...
وحياتك يا دينا مجاش ولا عبرني ...
تحدثت دينا بملامح غاضبة ونبرة متبلدة
انا عارفة انوا بيحاول يهرب مني ... بس انا مش هسيبه كده ... مهو مش انا اللي ينضحك عليها بالسهولة دي ...
هاني بضيق
انتي عاوزة ايه بالضبط يا دينا ...
اجابته دينا بنبرة متوعدة
مش عاوزة حاجة منك يا هاني ... بس خليه يعرف اني مش هسكت... ومش هرضى انوا يسبني بالشكل ده ...
نهض مازن من السرير وارتدى بنطاله بينما لفت سالي الغطاء على جسدها وهي تنظر اليه بتعجب ...
سألته باستغراب
رايح فين ...
اجابها وهو يتجه الى الخزانة ويفتحها
هفهمك دلوقتي ...
اخرج قطعة زهرية اللون من الخزانة وأشار بها اليها لتسآله بعدم استيعاب
ايه ده يا مازن ...
اجابه بسخرية
معقولة مش عارفة ايه ده ... ده مايوه يا حبيبتي ...
طب وبعدين ...
بعدين ايه يا سالي ... ده مايوه ليكي هتلبسيه وتنزلي معايا عشان اعلمك السباحة ...
مازن انت مچنون ... عاوز تعلمني السباحه فنص الليل ...
وثانيا مين قلك اني عاوزة اتعلم السباحة اصلا ...
حك ذقنه بانامله وهو يشعر بالضيق من عنادها ثم قال بلهجة إمرة
قومي يا سالي ... ننزل جوه نتعلم السباحة في البسين... قومي يا حبيبتي وخلي ليلتك تعدي على خير ...
عقدت ذراعيها امامها وهي تثبت اللحاف على جسدها جيدا ثم قالت بلهجة غاضبة
هو كله ټهديد يا مازن ... ولو موافقتش هتجبرني يعني ...
عض على السفلى بغيظ منها ثم اقترب منها ومال عليها مزيحا تلك الخصله التي انسابت على جبينها مما جعلها ترمش عينيها بارتباك شديد ثم قال بلهجة حاول ان يجعلها لطيفة
انتي مش سبق وقلتي انك بتحبي البحر ...
هزت رأسها مؤكده كلامه ليردف قائلا بحب
انا بقى عاوز أعلمك السباحة عشان تقدري تغوصي فالبحر براحتك ...
تطلعت اليه بعدم اقتناع ليكمل هو
ده احسن وقت على فكرة ... محدش صاحي ...
رمقته بنظرات مستنكره ليتطلع اليها ببراءة مصطنعه ... استسلمت للامر الواقع وأخذت المايوه منه وأرتدته ... كان مايوه من قطعة واحده وحمدت ربها انه يغطي تشوهات جسدها ...
بعد لحظات تقدما سويا ناحية حمام السباحه ... شعرت سالي بالخۏف يدب داخل أعماقها وودت لو انها تتراجع عما تفعله الا ان مازن اصر عليها وهو يضغط على يدها متقدما بها داخل حمام السباحه غاطسا بها في وسط الماء ...
في الاول تصلب جسدها من الخۏف والرهبة الا انه بعد فترة وبمساعدة مازن أسترخي جسدها تدريجيا وبدأت تشعر بالاستمتاع في الماء وبرودته التي تنعش جسدها ...
.............................................................................................................................................
في صباح اليوم التالي
كان يسير داخل رواق الشركة بملل شديد حينما لمحها تجلس على مكتبها وأمامها يجلس شاب غريب يراه لأول مره ... تقدم ناحية المكتب بفضول شديد ليراها تضحك بعذوبة وهي تتحدث مع الشاب بأريحية ... رفع احد حاجبيه بتعجب ومط بتهكم شديد ... ولج الى داخل المكتب لتتوقف عن ضحكاتها وهي ترميه بنظرات متعجبه من اقټحام مكتبها هكذا بدون استئذان ... اما الشاب الذي كان معها فنهض من مكانه قائلا بجدية
طيب يا رزان ... انا هروح دلوقتي ... نكمل كلامنا بعدين ...
نهضت رزان من مكان وودعته بحرارة شديده تحت أنظار وسام المغتاضه ... ما ان خرج الشاب من المكتب حتى سألها بسرعة قائلا
مين ده ...
اجابته بلا مبالاة
موظف في البنك ...
وانتي من امتى علاقاتك بالموظفين قوية كده ...
جلست على كرسيها بأريحية وهي تقول بسخريتها المعهودة
دي حاجة تخصني انت حاشر نفسك ليه بقى ... وثانيا انت اللي جابك مكتبي اصلا ... كنت عاوز حاجة مني ...
اجابها بكذب
كنت عاوز اشوفك اذا خلصتي ملفات الصفقة الجديدة ولا لسه ...
منا خلصتها وبعتها ليك امبارح ...
تنهد بضيق فهاهي كذبته انكشفت بسهوله أمامها ... تحدث اخيرا بصوت جدي وملامح متحفزة
متخلينيش نتكلم بصراحة يا رزان ... احنا هنفضل لحد امتى كده ...
سألته رزان بعدم فهم مصطنع
كدة ازاي ...
رزان ...... بلاش طريقتك المستفزة دي ...
قالها بعصبية خفيفة لتقول باستنكار
انا طريقتي مستفزة ...
اقترب منها على عجل وقبض على ذراعي كرسيها بكفي يده محيها بجسده وذراعيه مما جعلها تشعر بالتوتر الشديد والارتباك الملحوظ ... ابتسم ساخرا من توترها وارتباكها فسألها بسخرية
مالك ... متوترة كده ليه ...
اجابته وهي تحاول ابعاد جسدها عن جسده
انا مش متوتره ...
بجد ...
بجد ...
ابتعد عنها قليلا وهو يهز رأسه بتفهم ثم صمت للحظات قصيرة تبعها قائلا
رزان ... هو انتي ليه ادايقتي لما شفتيني انا والسكرتيرة في وضع مش حلو ...
رزا ن وهي تجاوز نفس التهمة عنها
وانا ادايق ليه ... انا مدايقتش نهائيا ...
متأكدة ...
متأكدة ...
أردفت قائلة بملل
ممكن افهم انت بتتصرف كده ليه وعاوز ايه ...
متحاوليش تتغابي يا رزان ... انتي عارفة انا عاوز ايه بالضبط ...
رزان مدعية عدم الفهم
عاوز ايه ...
بحبك وعاوزك ... من زمان مش من دلوقتي ... نفسي اعرف انتي بترفضيني ليه ...رغم اني عارف ومتأكد انك عاوزاني زي منا عاوزك
...
صمتت رزان ولم تجبه فهي نفسها لا تجد الإجابة المناسبة له ... نعم هي تحبه ... ليس الان فقط وإنما من وقت طويل ... لكنها لا تريده ... تخاف قربه ... فهو زير نساء محترم وليس اهلا للثقه ... شعر بترديدها هذا وتخبط افكارها فرفع ذقنها بانامله هامسا لها
رزان انا بحبك ... صدقيني ...
. انا كمان بحبك ...
الفصل التاسع
تطلع وسام اليها پصدمة شديدة من اعترافها المباشر له فاخر ما توقعه منها ان تعترف له بسهولة وهي التي لطالما راوغته وتلاعبت معه وأنكرت مشاعرها نحوه ...
انتي بتقولي ايه ...!
سألها بعدم تصديق لتجيبه بسلاسة
بحبك ... مش ده اللي كنت عاوز تسمعه ...
ايوه ... بس مستغرب ...
مستغرب ليه ...
سألته ليجيبها بصدق
متوقعتش انك اعترفي بالسهولةدي ...
اعترافي ده مش هيغير حاجة ... انا وانت مستحيل نجتمع سوا ...
ليه ... ليه يا رزان انا بحبك ...!
قالها بصدق حقيقي نابع من اعماق قلبه لتهتف به بجدية
عشان انت بتاع نسوان ... وانا ميناسبنيش الوضع ده ...
تطلع اليها بعدم رضا لتسأله باستنكار
بتبصلي كده ليه ...
هو ده السبب الوحيدين يا رزان ... مفيش سبب تاني ...!
تنهدت بصمت ثم اجابته بجديه
لا فيه ... انصياعك لجدي ده مش هيناسبني... انا مش عقدا اعيش تحت رحمته العمر ده كله ...
اقترب منها اكثر حتى بات على بعد مسافة قصيرة منها رفع ذقنها بأنامله واخذ يتأمل ملامح وجهها بتمعن ... تحدث اخيرا بصوت صادق قائلا بحب
انا مستعد اعمل اي حاجة عشانك يا رزان ... انا بحبك جدا ... بالرغم من كل علاقاتي النسائية بحبك ... بالرغم من جدي وسيطرته عليا بحبك ...
أبعدت ذقنها من أنامله ونهضت من مكانها مبتعده عنه وهي تهتف به
الكلام ده مش هيفيد ... ومش كافي بالنسبة ليا ...
اعتصر قبضة يده بقوة ثم قال بنفاذ صبر
امال ايه الكافي بالنسبة ليكي ...!
اجابته بجديه
تثبتلي كلام ده ... تبطل سرمحة مع النسوان ... تخرج من تحت سيطرة جدي وتعمل ليك كيان لوحدك ... ساعتها ممكن ادي لعلاقتنا فرصة ...
كانت تهم بفتح الباب والهبوط الى الطابق السفلي حينما رن هاتفها فذهبت اليه لتجد المتصل مازن ... ابتسمت بخفوت وضغطت على زر الاجابه ليأتيها صوت مازن قائلا
صباح الخير ... صحيتي ولا لسه ...!
اجابته
اه صحيت من شوية وكنت هنزل جوه ...
طب جهزي نفسك عشان هاجي آخدك ...
سألته باستغراب
تاخدني فين ...
اجابها بسرعة
لما تجي معايا هتعرفي ...
اغلق الهاتف في وجهها بعد ان اكمل ما قاله فتنهدت بصمت وذهبت ناحية خزانة ملابسها لتخرج منها ملابس مناسبة لها وترتديها على عجل ...
بعد حوالي ثلث ساعة ركبت سالي بجانب مازن الذي بدأ يقود سيارته متجها الى وجهته المحدده ...
عادت وسألته مرة اخرى
مش هتقولي احنا رايحين فين ...!
اجابها وهو مركز أنظاره على الطريق الذي امامه
هتعرفي بعد شوية ...
بعد دقائق اوقف مازن سيارته امام عمارة ضخمة للغاية فهبطت سالي من السيارة وأخذت تتطلع الى العمارة بتعجب سرعان ما تحول الى صدمة وهي تتطلع الى اسم الطبيب الموضوع في اللافتة الموجودة اعلى العمارة ...
استدارت ناحية مازن ترمقه بنظرات لأئمة صامته لكنها تحكي الكثير ... تحدثت متسائلة بصوت متحشرج
انت جايبني هنا ليه ...
اجابها مؤكدا افكارها
فيه دكتور شاطر اووي هيشوفك ...
سألته مرة اخرى بعيون مدمعة
يشوفني ليه ...!
تنحنح بارتباك وهو يجيبها بجدية
عشان يشوف علاج للتشوهات ...
قاطعته بسرعة
ولو مكانش فيه علاج ...
اجابها بسرعة نافيا ما تقوله
اكيد فيه ... هو قال انوا فيه ...
مازن انا مش عاوزة اروحله ...
قالتها بنبرة اقرب للبكاء فاقترب منها مازن اياها بسرعة قائلا
عشان خاطري يا سالي ... خلينا نجرب نروحله ... مش هنخسر حاجة ... نجرب مرة واحدة ...
تطلعت اليه بعدم اقتناع فهز رأسه مشيرا اليها ان تفعل ما يقوله ... تطلعت ناحية اللافتة مرة اخرى وقد تولد امل في داخلها ان تجد علاج
مناسب لها ... تحولت افكارها فجأة من اليأس الى الامل والطموح في الحصول على وجه وجسم مثالي لطالما حلمت به ... فوجدت نفسها تتبع مازن متجهه معه الى الطبيب ...
جلست سالي امام الطبيب الذي اخذ يتطلع اليها بتمعن شديد وأمامها جلس مازن ... تحدث الطبيب قائلا بجدية
قوليلي يا مدام سالي ... التشوهات دي حصلتلك ازاي ...
اجابته سالي بتردد وخفوت
حاډثة عربية ... كان عندي عشر سنين ... لما العربية اتقلبت بيا ... وقعت من فوق التل ... وفالاخر اڼفجرت قبل ما حد ينقذنا ... الانفجار سبب حروق ليا فوشي وجسمي تحولت لتشوهات ...
هز رأسه بتفهم ثم عاد وسألها مرة اخرى
مرحتيش على دكتور قبل كده ...
هزت رأسها نفيا فنهض الطبيب من مكانها قائلا بجدية
اسمحيلي افحصك يا مدام سالي عشان احدد مدى عمق التشوهات ومدى إمكانية علاجها ...
نهضت سالي من مكانها واتبعت الطبيب الى المكان المخصص للفحص وهي تدعو ربها ان يضع الامل في علاجها ...
خرجا من عند الطبيب وسالي تكاد تطير من الفرح ... ابتسمت بسعادة كبيرة وهي تقول بحبور شديد
انا مش مصدقة يا مازن ... مش مصدقة انوا فيه أمل اني أتعالج ...
مازن بابتسامة هو الاخر
مش قلتلك ... قلتلك انوا الأمل موجود وأنك هتتعالجي...
سالي بلهفة
يعني خلاص وشئ هيرجع طبيعي ومش هخاف من شكلي وانا ببصله ... وجسمي هيرجع طبيعي ...
مازن بين ذراعيه قائلا
كل حاجة هترجع طبيعية يا سالي ...كل حاجة ...
انا بحبك اوووي ...
قالتها بحب حقيقي نابع من اعماق قلبها ... قالتها وهي تشعر بها تستوطن داخل أعماقها ...
تطلع مازن اليها بدهشة من اعترافها ثم جبينها بقوة وصدى كلماتها ما زالت تتردد داخل أذنيه ...
بعد فترة ليست بقصيرة
كانا جالسين امام بعضهما في احد المطاعم الراقية يتناولان طعامها بنهم شديد ...
توقف مازن عن تناول طعامه ثم تنحنح بارتباك فتطلعت سالي اليه بتعجب متسائلة
انت عاوز تقول حاجة صح ...
سالي هو انتي مامتك عايشة ولا مېته ...
تطلعت اليه پصدمة من سؤاله ... سرعان ما ابتلعت صډمتها وهي تسأله باستغراب شديد
وانت عاوز تعرف ليه ...
اعتبري فضول ...
عضت السفلى بتوتر ثم بدأت تتحدث قائلة
ماما عايشة ... بس معرفش هي فين ... هي سابتنا من لما كنا صغيرين ... انا ورزان ... هربت وسابتنا ومن ساعتها احنا منعرفش عنها حاجة ...
قالت كلماتها الاخيرة وهي بالكاد تسيطر على دموعها التي تكورت داخل مقلتيها ... تطلع مازن اليها بشفقة ثم ربت على يدها برفق قائلا باعتذار
انا أسف يا سالي ... مكانش قصدي ادايقك ...
متعتذرش ... انت سآلت سؤال عادي ... انا بس اللي بتحسس شوية من الموضوع ده ...
ابتسم لها بخفوت ثم بدأ يتحدث في أمور اخرى محاولا اخراجها من هذا الموضوع وهي بالفعل اندمجت معه في احاديثه ...
.....................................................................
عاد كلا من سالي ومازن الى المنزل مساءا ... دلفا الى الداخل بعد ان فتحت الخادمة لهما الباب ... اتجها ناحية صالة الجلوس حينما وجدا دينا تجلس هناك برفقة نهى والدة مازن والتي كانت تتطلع اليهم بتوتر شديد ...
نهضت دينا من مكانها ما ان رآتهما وهي تقول بابتسامة
وأخيرا جيتوا ... ده انا مستنياكم بقالي كتير ...
تطلع مازن اليها پصدمة شديدة ... بلع ريقه بتوتر ثم سألها بجمود
خير يا دينا عاوزة ايه ...
ببساطة كده ... مش لما تعرفني بالمدام الاول ... ده انت حتى بقالك اسبوع مش بترد على اتصالاتي ...
تطلعت اليها سالي بقلق وقد شعرت ان هذه السيدة تضمر شيء سيء ناحيتها ... مسكت يد مازن وهي تسأله پخوف
مين دي يا مازن ...
اجابتها دينا عوضا عنه
انا هقولك مين دي ... انا أبقى حبيبته والمفروض كنت هبقى خطيبته كمان لولا جوازه منك ...
دينا ...
نهرها مازن بسرعه الا انها لم تهتم وهي تردف قائلة
متستغربيش كده ... أصل مازن قالي انوا مضطر يتجوزك عشان يرجع أملاكه ...
املاك ايه ...
سألتها سالي بعدم فهم لتجيبها
دينا بقسۏة
الاملاك الي خدها جدك ... املاك عيلة مازن ... واللي اتفق مع مازن انوا هيرجعها ليه في حالة انوا يتجوزك ويخلف منك ... امال انتي كنتي فكرة ايه ... الحب والدلع ده كده ببلاش ...
الكلام ده صحيح يا مازن ...
سألته سالي بدموع لاذعة وهي تقبض على ذراعه بيدها ... صمت مازن ولم يجبها فكررت السؤال على مسامعه مره اخرى
رد عليا ...
استدار مازن ناحيتها مجيبا إياها
ايوه صحيح ...بس انتي لازم تسمعيني الاول وتفهميني...
اسمع ايه ... يعني كل ده كان تمثيلية ... كان كدب ...
كانت تتحدث والدموع تتساقط من عينيها وهي تشعر بطعڼة قوية في قلبها ... شعرت فجأة بالأرض تمد بها فسقطت عليها فاقدة للوعي تحت أنظار مازن الهلعة ...
الفصل العاشر
بعد مرور اسبوع
طرقات متردده على الباب ايقظتها من شرودها الدائم الذي بات رفيقها طوال الفترة الاخيرة ... مسحت دموعها المتدحرجة على وجنتيها باناملها ثم قالت بصوت متحشرج
ادخل ...
دلفت رزان الى داخل غرفتها وهي ترسم ابتسامة خفيفه ... تقدمت ناحيتها وجلست بجانبها وهي تقول
عاملة ايه النهاردة يا سولي...
اجابتها سالي بملامح مشدودة
كويسه الحمد لله ...
تنحنحت رزان بارتباك ثم قالت متسائلة بجدية
فكرتي فالخطوة الجايه ولا لسه ... هتعملي ايه مع مازن ...
أغمضت سالي عينيها بالم ثم فتحتها مرة اخرى وهي تجيبها
أخدت قراري خلاص ... انا هطلق منه ...
سألتها رزان بعدم اقتناع
متأكدة ...
لتجيبها سالي بإصرار
ايوه متأكدة ...
طيب انا عاوزة أتكلم معاكي فموضوع مهم ...
استدارت سالي نحوها بملامح متسائلة لتستمر رزان في حديثها قائلة
بما انك قررت تطلقي ... انا بردوا قررت قرار مهم ...
ايه هو ...
سألتها سالي لتجيبها رزان
احنا هنسافر بره ...
يعني ايه ......
اجابتها موضحة
هنسيب البلد و نستقر بره ... كفاية عايشين تحت رحمة جدي وسلطته ... لازم نتحرر منه ونبدأ من جديد ...
ثم وجهت حديثها الى سالي
وانتي لازم تعملي العملية ...
منين ... هنجيب الفلوس منين ...انتي عارفة انوا الفلوس كلها عند جدي ...
رزان بثقة
انا هجيب الفلوس ... هتصرف ... ملكيش دعوة انتي فالموضوع ده ...
سالي بعدم اقتناع
انتي ناوية على ايه يا رزان ... ناوية على ايه بالضبط ...
تنهدت رزان وقالت
اسمعي كلامي يا سالي وخليكي واثقة بيا ... المهم محدش يعرف فالموضوع ده ... انا هرتب كل حاجة وهنسافر بهدوء ...
هزت سالي رأسها بتفهم وهي تتطلع اليها بنظرات غير مقتنعه وشعور كبير بالخۏف مما هو قادم يعتمل في داخلها ...
.....................................................................
دلف مازن الى مكتب حامد الذي كان ينتظره هناك ... جلس على الكرسي المقابل له متسائلا بضيق واضح
خير ... عاوز مني ايه ...
كان وجه حامد صلب جامد لا تظهر عليه أية تعابير ... سأله بصوت ثابت
انت ناوي على ايه مع سالي بالضبط ...
يعني ايه ناوي على ايه ...!
سأله مازن بعدم فهم ليجيبه حامد
يعني هطلقها زي ما طلبت ولا لا ...!
لا طبعا مش هطلقها ...
ابتسم حامد بأريحية مما جعل مازن يردف بتهكم
بس اتفاقي معاك ملغي ...
يعني ايه ...
يعني سالي مراتي وانا عاوزها ... عاوزها العمر كله ... مش عاوزها عشان فلوس وأملاك زي ما اتفقت معاك زمان ...
ابتسم حامد قائلا بسخرية
ايه حبيتها ...!
اجابه مازن بلا مبالاة
وليه لا ...
مط حامد بتهكم ثم قال
حبها براحتك ... بس متجيش تطالب باملاكك بعد كده ...
املاكي هاخدها وڠصبا عنك ...
اعتبر ده ټهديد ....
اعتبره زي ما تعتبره ... انا سكت كتير ... بسببك خسړت سالي ... وقبلها خسړت فلوسي واملاكي ... بس لو فاكر اني هسكتلك فتبقى غلطان ...
ضړب حامد المكتب بكفي يده قائلا بعصبية
اتكلم على قدك يا مازن ...
نهايتك قربت يا حامد ... قربت اووي ... خليك فاكر ده ...
قالها مازن بتوعد ثم هب خارجا من مكتبه تاركا حامد يتطلع اليه بقلق شديد
...
.................................................................
طرقت على باب مكتبه ثم دلفت الى الداخل لتجده جالسا خلف مكتبه يتابع أعماله بتركيز شديد ... ما ان شعر بوجودها حتى رفع أنظاره من فوق الملف الذي بيده وابتسم لها قائلا بترحيب
يا اهلا برزان هانم ...
اقتربت رزان منها وهي تحمل مجموعة اووف بيدها و ابتسامة قائلة بشوق
وحشتني قلت أجي اشوفك ...
رفع وسام احد حاجبيه قائلا بتعجب
من امتى الحنية دي كلها ...
كده يا ويسو ....ده انا كلي حنية ...
ويسو مين ده كمان ...!
قالها وسام بعدم استيعاب لتجيبه بمكر
ويسو انت يا حبيبي ...
ابتسم وسام مرددا ببلاهة
وكمان حبيبي ....
أردف قائلا بجدية
من غير لف ودوران ... جاية مكتبي ليه يا رزان ...
اجابته بلا مبالاة وهي تمط قليلا للأمام
عشان توقع الأوراق دي ...
مدت يديها بمجموعة من الأوراق فتطلع اليها وسام متسائلا
أوراق ايه دي ...!
اجابته
أوراق تخص الصفقة الجديدة ... امضي عليها بسرعة عشان العميل بره مستنيها ...
هز رأسه بتفهم وترك توقيعه على الأوراق فأخذت رزان الأوراق منه وهي تبتسم بخبث فهاهي خطتها تسير بشكل صحيح كما ارادت وخططت
...................................................................
وقف امام الباب وهو يشعر بتردد شديد ... اخذ نفسا عميقا وزفره ببطأ ثم طرق على الباب عدة مرات لتفتح الباب له وتظهر من خلفها عليا والتي رحبت به بابتسامة
اهلا يا مازن اتفضل ...
دلف مازن الى داخل الفيلا واخذ يتطلع حوله بحثا عنها فقالت علياء
هندهلك سالي حالا ....
ثم ذهبت الى سالي تطلب منها الهبوط ورؤية مازن ...
هبطت سالي درجات السلم واتجهت ناحيته ووقفت امامه واضعا يديها امامها هاتفه به
خير عاوز ايه ...
اقترب منها هاتفا بشوق
وحشتيني جت اشوفك ...
ابتسمت بتهكم قائلة
وده جزء من الخطة ولا ايه ...
سالي انا كنت ناوي أقلك ...
قاطعته
بلاش كدب ... انت كدبت عليا من اول يوم ... وانا للاسف صدقتك ... لو كنت ناوي تقلي ... كنت قلتلي من يوم اعترافي ليك فموضوع حبوب منع الحمل ... بس انت قررت تستمر فكدبتك عشان تحقق مصالحك ...
متظلمنيش يا سالي ...
اظلمك ... انتي اللي ظلمتني وخدعتني ... خلتني اصدق اني ممكن اعيش حياة طبيعية وأحب واتحب ...
اقترب منها اكثر ... قبض على كف يدها ... تطلع اليها بحب معترفا
سالي انا بحبك ... لآول مرة بقولهالك ... انا بحبك بجد ... الاسبوع اللي فات اكتشفت فيه انوا مقدرش اعيش بعيد عنك ... حبيت براءتك ونقاوتك ... طيبتك ... حبيت كل حاجة فيكي ... عارف انوا ده صعب حد يصدقه .... انا نفسي مكنتش مصدقه ... بس انا فعلا بحبك ...
أبعدت يدها بنفور ثم قالت بقسۏة
ودي مين علمهالك ... حامد بيه ولا الست والدتك ...
سالي ارجوكي ...
قاطعته بصرامة
طلقني يا مازن ...
مش هطلقك ...
أردف قائلا
انا بحبك وانتي بتحبيني يبقى اطلقك ليه ...
انا بطلت احبك ... انا عمري محبيتك اصلا ... يمكن انبهرت بيك ... اتعودت عليك ... يمكن عشان كنت اول واحد يعاملني بحنية ... اول راجل فحياتي ... يقرب مني ويلمسني ... دي حاجات خلتني احس اني بحبك ... بس الواقع غير كده .... وخصوصا بعد اللي عملته معايا وخداعك ليا ...
سالي مهما حاولتي تنكري انا عارف انك بتحبيني ...
وانا بقولك طلقني ...
اخذ نفسا وزفره ببطأ ثم قال بعناد
مش هطلقك ... واعملي اللي انتي عاوازاه ...
ثم خرج من الفيلا تاركا اياه تتبعه بنظراته الحزينه ...
...............................................................
بعد مرور يومين
في منتصف الليل
مدت رأسها من باي غرفتها وتأكدت من عدم وجود احد ما في المكان ... خرجت من غرفتها تجر حقيبتها وراءها ... اتجهت الى غرفة سالي التي كانت بانتظارها ... فتحت الباب واشارت لها ان تخرج فخرجت سالي وهي تجر وراءها حقيبتها ...
هبطتا درجات السلم ثم خرجتا من الفيلا متجهتين الى المطار ...
بعد حوالي ساعة ونصف وصلتا الى المطار اخيرا ... بعد ان أكملتا جميع الإجراءات المطلوبة منهما جلستا في صالة الركاب ...
اخذت سالي
تتطلع حولها بتوتر شديد مما جعل رزان تنهرها قائلة
كفاية تبصي حواليكي وترتيني ...
خاېفة اووي يا رزان من اللي بنعمله ده ...
خاېفة ليه ... مټخافيش ... كلهه ساعة ونبقى فوق فالسما ... وهنوصل أمريكا ونبدي حياة جديدة بعيد عن جدك وقرفه ...
صمتت سالي ولم تعقب لكنها ظلت تشعر بالقلق والخۏف من ان يكشف احد ما خطتهما ...
..................................................................
في صباح اليوم التالي
دلفت السكرتيرة راكضة ناحية مكتب وسام وهي تقول
مصېبة يا وسام بيه ... مصېبة ...
فيه ايه ...!
نهض وسام من مكانه بسرعة وتقدم ناحيتها لتهتف به
الجماعة بتوع الصفقة الإيطالية أتصلو بينا وبيقولوا انوا فلوسهم موصلتش ...
يعني ايه فلوسهم موصلتش ... ! اتصلتي بالبنك اتاكدتي انوا حول المبلغ المطلوب ...!
اتصلت ... وقاولولي انهم حولوه لحساب تاني بناء على طلب سعادتك ...
ثم مدت يده بمجموعة من الأوراق والتي اخذها منها وبدأ يتطلع اليها پصدمة شديدة فهي نفسها الأوراق التي وقعها وأعطاها الى رزان قبل يومين...
الفصل الحادي عشر
بعد مرور خمسة أشهر
كان تجوب الغرفة ذهابا وإيابا حينما صاحت رزان بها قائلة
كفاية تروحي وتجي بقى ... دخت بسببك ... اقعدي واثبتي فمكانك ...
توقفت سالي عن حركتها اخيرا ثم قالت بوجه اصفر وملامح متوترة
خاېفة يا رزان ... خاېفة اوي ...
تنهدت رزان ثم قالت بنبرة حنونة
مټخافيش يا سالي ... كل حاجة هتبقى بخير ... تأكدي من ده ...
تسائلت سالي بقلق
انتي متأكدة انوا العملية هتنجح ... اقصد الدكتور متأكد من نجاحها ...
اجابتها رزان بجدية
مهو الدكتور فحصك كويس واكدلك انوا نسبة نجاح العملية كبيرة جدا ... يعني هتعمليها وانتي مطمئنة ...
سالي بنفاذ صبر
والدكتور ده تأخر فين ... واضح انوا مش ملتزم فمواعيده ... مش المفروض يراعي اننا بنستناه ...
رزان باستياء ثم قالت بملل من إلحاحها
يا سالي لسه فاضل كتير عالعمليه ... يعني مش متأخر ولا حاجة ...
صممت سالي ولم تتحدث بل جلست على الكرسي المقابل لرزان عاقدة ذراعيها امامها وهي تنفخ بضيق ...
بعد لحظات قليلة سمعتا صوت طرقات على الباب يليه دخول شخصان الى داخل الغرفة فنهضتا من مكانهما لاستقبالهما ...
فرغت سالي فاهها بدهشة واضمحلت عيناها وهي تتطلع الى الوجه الذكوري الوسيم الذي اقتحم المكان وفعلت رزان المثل ...
بينما تحدث الرجل الأخير وهو طبيب تجميل كبير فالسن معرفا اياهم على هذا الوسيم
دكتور محمد ... اختصاص جراحة تجميل وهو اللي هيعملك العملية يا انسه سالي ...
توترت سالي بشدة فهي لم تتوقع ان يكون الطبيب على هذا القدر من الوسامة التي خطفت أنظارها بدهشة شديده اما رزان فقد انتبهت لنفسها اخيرا وآفاقت من شرود افكارها وهي ترحب بالطبيب الذي حياهم ابتسامة وجلس يتحدث معهم عن تفاصيل العملية ...
...................................................... ...............
كان واقفا امام جده برأس منخفض للأسفل يستمع الى المحاضرة اليوميه التي يلقيها جده على مسامعه منذ اختفاء حفيدتيه بعد اختلاس الصغرى لاموال الشركة ...
يا جدي والله دورت عليهم بس الاقيهم فين ... أمريكا كبيرة وصعب الاقيهم ...
ضړب الجد على الطاولة بقبضتي يده قائلا بصوت غاضب
مشكلتك مش مشكلتي ... تلاقيهم ليا وترجعهم ...
ده على أساس انهم أطفال ... خليك واقعي ...
يعني ايه ...
سأله حامد ليجيبه وسام بجدية
البنات خرجوا من سلطتك ... ومحدش هيقدر يرجعهم ... زمان مكانوش قادرين يتحركوا خطوة بعيد عنك ... عشان الفلوس كانت عندك ... بس الفلوس خلاص بقت معاهم ... معدش فيه حاجة تخليهم يستحملوك ويرجعوا ليك ...
مهو لولا عمايل حضرتك وغباء تصرفاتك مكنش حصل كل ده ...
ابتلع وسام إهانته ولم يجبه بينما اكمل حامد قائلا
دور عليهم تاني ... لو ملقتهمش ساعتها مش هيبقى ليك عندي حاجة ...
يعني ايه ...
سأله وسام بارتباك ليجيبه حامد بصرامة
يعني هسحب منك إدارة الشركة وكل حاجة ... وهاخد منك العربية والشقة ... هخليك عالحديدة ... عشان تبقى تغلط بعد كده ...
اعتصر وسام قبضتي يده بقوة ثم خرج من المكتب پغضب شديد ليقابل فادي في طريقة والذي سأله بجدية
لسه مسمعتش اخبار عنهم ...
لسه ...
جرب تسأل علياء مرة تانيه ...اكيد هي تعرف حاجة عنهم ...
سألتها وقالت متعرفش ... وجدك هددها وقالت انها متعرفش حاجة ... واهي قاعدة عندنا من ساعة مهربوا وجدك حاططها تحت المراقبة ...
هز فادي رأسه بتفهم ثم سار متجها الى غرفته تاركا وسام يفكر بعمق ويحاول إيجاد حل لهذه المصېبة التي أوقعته رزان بها ...
................................................ .....................
دلف مازن الى داخل غرفته واغلق الباب خلفه پعنف شديد ... منذ قليل اجرى اتصالا مع وسام يستفسر منه اذا ما نجح في إيجاد مكان زوجته ام فشل كالعاده ... وكالعادة كان الجواب انه البحث مستمر بلا نتيجة ... لقد اختفوا تماما كأنما انشقت الارض وابتلعتهم ... هو كان يبحث من جهة ووسام من جهة اخرى والنتيجة واحده ... خلع سترته الجلدية ورماها على السرير ثم جلس عليه واضعا رأسه بين كفي يده ... سمع طرقات على الباب يتبعه دخول ريم التي اقتربت منه رابتة على كتفيه متسائلة بتردد
مفيش اخبار جديدة عنهم ...
اجابها باختصار دون ان يرفع رأسه
مفيش ...
جلست بجانبه على السرير وهي تقول
متقلقش يا مازن ... هتلاقيها باذن الله ...
مظنش...
قالها مازن بيأس جلي لتنهره ريم
متقولش كده ... انا متاكده انها هترجع ... سالي بتحبك وهترجع عشانك ...
بس انا جرحتها ...
قالها بالم واضح لتربت ريم على كتفه قائله
معلش ... بكره تعوضها وتنسيها چرحا ده ...
هعمل المستحيل عشان تسامحني ... بس ترجع ...
تطلعت اليه ريم بأسف شديد وهي تدعو بداخلها ان تعود سالي سالمه اليه وتسامحه ...
.....................................................................
كانت رزان تقف امام غرفة العمليات بوجه محمر من شدة البكاء ... منذ ساعتين دخلت سالي الى غرفة العمليات ... دخلت بعد ان ودعتا بعضيهما ودخلتا في نوبة بكاء شديدة ... كانت واقفة تدعو ربها ان تخرج سالي سالمة من العملية وان تنجح في التخلص من هذه التشوهات فسالي تستحق ان تعيش بوجه جميل مثالي ...
اكثر من عشر سنوات وهي تعيش حبيسة وجهها المشوه هذا منعزله عن العالم بأسره وكل هذا بسبب جدها الذي رفض ان يعالجها اڼتقاما منها ... او ربما من والدتها ... جدها الحقود الذي كان يكره الجميع حتى ابناءه ... احيانا تشك بانه مريض نفسي ... فهو يكره احفاده بشده ... ويرفض ان يقدم لهم اي شيء يسعدهم ... يستغل امتلاكه للاموال بالتحكم بهم وفرض سلطته عليهم ... لطالما ترجته ان يعالج سالي الا انه رفض بشدة مذكرا إياها بوالدتها التي هربت وتركتهما والتي يكرهها بشدة ... يظن ان بفعلته هذا ينتقم منها ...والدتهما التي تخلت عنهما وذهبت بعيدا ...
افاقت من شرودها وأفكارها على صوت باب غرفة العمليات يفتح يليه خروج الدكتور محمد منه فركضت ناحية متسائلة بلهفة
ايه الأخبار يا دكتور طمني ...
اجابها الدكتور بابتسامة مريحة
كل حاجة تمام ... العملية نجحت ... والمړيضة بخير ... هتفوق اول ما البنج يفك منها ... اثار العملية ونجاحها هتحتاج أسبوعين او اكتر عشان تبان ...
زفرت رزان بارتياح بينما أردف هو قائلا
كده احنا عدينا اهم شوط فعلاجها ... فاضل التشوهات اللي بجسمها ودي هنستنى فترة عشان نعملها ...
هزت رزان رأسها بتفهم ثم شكرته وذهبت مسرعة الى غرفة سالي لتطمئن عليها
...............................................................
بعد مرور ثلاثة أسابيع
كانت سالي واقفة امام المرأة وهي تفرك يديها الاثنتين بتوتر شديد ... تكورت الدموع داخل مقلتيها ودب الخۏف في أعماقها ... تقدم الدكتور محمد منها ومعه رزان التي كانت تشعر بتوتر وقلق شديدين وتدعو ربها طول الوقت ان تكون النتيجة مرضية ...
جاهزة يا سالي ...
سألها محمد بحنو لتأتيه إيماءه من رأسها كجواب لها فأردف قائلا
غمضي عينيكي ...
أغمضت عينيها بينما تقدم هو منها وبدأ يفك عنها الشاش الملفوف حول وجهها ... خلعه عنها ليظهر وجهها اخيرا فشهقت رزان بقوة واضعة كف يدها على فمها بينما امرها محمد
افتحي عينيكي ...
فتحت سالي عينيها ببطء شديد وقد ارتفعت نبضات قلبها عاليا حتى خيل لها انها باتت مسموعة للجميع ... فتحت اخيرا عينيها
بالكامل لتنصدم مما تراه أمامها ... كان وجهها جميلا للغاية خاليا من اي تشوه ... أدمعت عيناها بقوة وارتجف جسدها بالكامل ولم تستطع ان تتحرك من مكانها او تفعل اي شيء ... فقط ظلت واقفة امام المرأة تنظر الى وجهها بعدم تصديق ... اما رزان كانت دموع الفرحة تهطل من مقلتيها بغزارة ومحمد يتطلع الى سالي بانبهار فهو لم يتصور ان تكون بهذا الكم من الجمال ...
وأخيرا بدأت سالي تستعيد وعيها وتستوعب ما حصل معها ... انسابت الدموع على وجنتيها بغزارة بينما ارتسمت على شفتيها ابتسامة واسعة ... استدارت ناحية رزان التي ركضت اليها بقوة ... ظلتا هكذا لفترة طويله بينما خرج الدكتور محمد من الغرفة تاركا إياهما لوحديهما ...
بعد فترة ليست بقصيرة ابتعدت سالي من بين رزان وهي تهتف بعدم تصديق
انا مش مصدقة نفسي يا رزان ... معقولة انا رجعت طبيعية وشئ طبيعي زي الاول ...
مش قلتلك يا سالي ... ربنا هيعوضك على صبرك ده ...
انتي السبب يا رزان ... لولاك عمري مكنت هعمل العملية ...
ربتت رزان على وجنتيها ثم مسكت يدها بحنو بالغ وهي تقول بحب
متقوليش كده يا سالي ... انتي اختي الكبيرة وكل حاجة ليا ... لو معملتش ده عشانك هعمله عشان مين
ابتسمت سالي لها ثم
كان يسير داخل رواق شقته ذهابا وإيابا. هو يفكر بعمق ... اخذ يلعن رزان التي فعلت به هذا وأوصلته الى ما هو عليه الان ...
رن هاتفه بهذه الأثناء فتقدم ناحيته وحمله من على الطاولة ليجد المتصل فادي ...
زفر بضيق وهو يجيب عليه ليأتيه صوته البارد قائلا بجمود
تعال الفيلا فورا ... جدك ماټ ...
ايه .........
قالها بصوت مصډوم ثم أردف قائلا
انا هلبس واجي حالا ...
أغلق الهاتف في وجهه وذهب مرتديا ملابسه على عجل ثم خرج من الشقة متجها الى الفيلا وهو يكاد يطير من الفرح فهاهي جميع مخاوفه ذهبت والى الأبد ...
.....................................................................
كانت جالسة في شقتها تتابع التلفاز حينما صړخت رزان فجأة
سالي الحقي ...
انتفضت سالي من مكانها وهي تسألها
فيه ايه مالك ...
اجابتها رزان وهي تنهض من مكانها حاملة الايباد خاصتها معها
جدك ماټ يا سالي ...الأخبار بتقول كده ...
معقول ...
قالتها سالي پصدمة شديدة ثم أخذت الايباد منها وأخذت تقرأ الخبر المنشور على احد المواقع الالكترونية الشهيرة ...
هنعمل ايه دلوقتي ...
قالتها رزان متسائلة وهي تجلس على الكنبة لتهتف بها سالي بعدم فهم
نعمل ايه فايه ...
اجابتها رزان موضحه
الورث يا سالي ... انتي نسيتي انوا احنه ورثه ليه ...
صمتت سالي ولم تتحدث وأخذت تفكر في حديث رزان بينما هتفت رزان بها فجآة
احنا لازم ننزل البلد فورا ...
بلاش يا رزان ... وسام مش هيسيبك بعد عملتك دي ...ومازن مش هيسيبني بردوا ...
التفتت ناحيتها رزان قائلة بتحدي
منا مش هسيب الورث ليهم يستمتعوا بيه ... محدش هيقدر يقرب مننا ... انا مش هسمح ليهم بكده ...يستجروا بس يقربوا مننا وانا هاكلهم بأسناني ...
انا بقيت اخاڤ منك والله ...
قالتها سالي بمرح لتبتسم رزان لها قائله بجدية
الأشكال دي لازم الواحد يتعامل معاهم كده وإلا مش هيعيش ...
.....................................................................
جلس فادي ووسام سويا بعد ان انتهت مراسم العزاء ... تحدث فادي بجدية قائلا
هنعمل ايه دلوقتي ...
سآله وسام
هنعمل ايه فايه ...
فالورث ... مش هنوزعه ...
صمت وسام ولم يجبه بينما انحنى فادي ناحيته قائلا بمكر
بقولك ايه احنا نقسم كل حاجة بينا بالتساوي انا وانت ...
. طب واخواتك ...
سأله وسام پصدمة ليجيبه فادي بلا مبالاة
هما مش هربوا ... لا وكمان سرقونا ... يبقى ملهمش حاجة عندنا ...
وسام بجدية
انا لو عليا مخليهمش يطولوا حاجة ... بس شرعا وقانونا ليهم حق فالورث ده ...
مط فادي باستياء ثم قال بضجر
مليش دعوة انا ... انا عاوز حصتي من الميراث ... اخذها و اخلص بقى ... بس احنا نبيع الفيلا وكل حاجة وكل
واحد ياخد نصيبه ...
قاطعه رنين الجرس والذي تبعه دخول احد الضباط الى الفيلا ... فنهض وسام مرحبا به ...
تحدث الضابط بجدية قائلا بعد ان جلس أمامهما
تبينت حاجة جديدة فۏفاة حامد بيه ... تبين لينا انوا ماټ مسمۏم ...
الفصل الثاني عشر
ما ان خرج الضابط من الفيلا حتى عم الصمت ارجاء المكان ... كلاهما كان صامتا ومئات الأفكار تدور داخل رأسيهما ... تطلع وسام الى فادي بنظرات مشككه جعلت الاخير يرمقه بلا مبالاة وهو ينهض من مكانه ينوي الذهاب الى غرفته لكنه توقف حينما سمع وسام يناديه قائلا
استنى ...
استدار فادي ناحيته متسائلا بضيق
نعم ....!
مقولتش رأيك في الكلام اللي اتقال ...
قالها وسام بشيء من السخرية جعلت الاخير يرمقه بنظرات غامضة وهو يقول بجدية
اقول ايه يعني ... ماټ مقتول ... ده شيء متوقع لواحد زي جدك ... مفضلش حد معملش معاه مشكلة ...
بالبساطة دي ... عندك الوضع عادي ... دي چريمة يا استاذ ... يعني فيه قاټل ... والقاټل ده اكيد نعرفه كويس ...
وبعدين ...
قالها فادي بنفاذ صبر ليقترب منه وسام قائلا بنبرة ذات مغزى
اللي قټله اكيد كان ليه مصلحة بكده ... كان هيكسب حاجة من وره قټله ...
عاوز توصل ايه ... انوا انا اللي قټلته ...!
سأله بسخرية ليردف وسام بثقة
انا واثق انوا انت اللي قټلته ...
اشمعنا ...!
انت هتستعبط ... مانت جايلي بنفسك وناوي تخلص منه ...
فادي بجدية
ده كان زمان ... لما قرر يجوزني ... بس بعدين الموضوع كله اتفشكل ... يبقى مفيش سبب يخليني اقتله ...
كان فادي يتحدث ببرود امام نظرات وسام ونبرته المشكله ...
تطلع اليه وسام بتفكير وهو يحاول ان يصل الى الحقيقة اما فادي فاسترسل في حديثه قائلا
وليه متكونش انت اللي قټلته ..!
نعم ياخويا ...
قالها وسام بعدم تصديق ثم أردف قائلا باستنكار
وانا هقتله ليه ان شاء الله ...
فادي بنبرة جادة
مش هو هددك انوا هيسحب منك كل حاجة لو ملقتش رزان وسالي ... يبقى انت اكتر واحد نفسك تقتله ..
انت عاوز تلبسهالي وخلاص ...!
صاح به وسام صارخ ليرد عليه فادي بصرامة
مانت اللي عاوز تلبسهالي ...
أردف قائلا بجدية
بص يا وسام أقفل الموضوع ده ... خلي الشرطه هي اللي تلاقي الجاني ... كده افضل لينا احنا الاتنين ...
قال كلماته الاخيرة وارتقى درجات السلم متجها الى غرفته بينما تتبعه نظرات وسام المتوترة ...
كانت تجهز حقيبة سفرها حينما دلفت سالي الى غرفتها وهي تهتف بها
انا متوترة اوي من اللي بنعمله ده يا رزان ... بلاش استعجال وخلينا قاعدين ...
زفرت رزان انفاسها بضيق ثم قالت بجدية
يا حبيبتي هنستنى ايه اكتر من كده ... ما العزا خلص اهو ... يبقى لازم نرجع ونشوف الجوز دول هيعملوا ايه فالورث ... دول ممكن ياكلوا ورثنا علينا ...
تطلعت اليها سالي بعدم اقتناع لتهتف بها رزان
بتبصيلي كده ليه ...
اجابتها سالي بجدية
طب ممكن اعرف هتعملي ايه مع وسام ... وسام اللي خدعتيه واستغلتيه ...
اجابتها رزان بلا مبالاة
هعمله ايه يعني ... هيتكلم شوية شويتين ويسكت بعدين ...
براحتك يا رزان ... بس ابقي افتكري اني حذرتك ....
هزت رزان رأسها ولم تعلق وعادت بتركيزها ناحية حقيبتها التي تعدها ...
وقف امام المرأة يعدل من هندامه ويتأكد من حسن مظهره ... كان يرتدي بذلة سوداء عملية ... وضع عطره المفضل ثم اتجه خارجا من غرفته ... هبط درجات السلم متجها الى خارج منزله حينما أوقفه صوت نداء والدته ليستدير ناحيتها متسائلا
خير يا ماما عاوزة ايه ...!
اجابته والدته بسعادة
واخيرا يا مازن خرجت من القمقم اللي انت فيه ...
اردفت متسائلة بجدية
انت رايح فين ...
اجابها بضيق
رايح عند هاني ....
ليه ...
يعني ايه ليه ... مينفعش اروح عند صاحبي ....!!!
يا حبيبي مقصدش...
اردفت قائلة بجدية
بس قلي ... هتعمل ايه ... حامد ماټ خالص ...
قاطعها
هعمل ايه فايه ... حتى لو ماټ ...
ده علاقته ايه فيا ...
ازاي علاقته ايه ... كده فرصتك زادت بانك تسترد املاكك ...
ازاي بقى.... حتى لو ماټ ... فاكرة انوا أحفادي هيرجعوا ليا املاكي ... ايه اللي هيخليهم يعملوا كده ....!
مطت والدته وهي تقول بضيق
معرفش بقى ... انا فكرت كده ...
متفكريش تاني ... وانسي الموضوع ده نهائي ...
أنساه يعني ايه ...
صاحت به متعجبه ليوضح لها مقصده
يعني انا قررت اشتغل وابني نفسي من جديد ... عندك اعتراض ... كفاية اووي اللي حصل بسبب الاملاك دي ...
كل ده عشان سالي هانم ... انت صدقت انك بتحبها ...!
وليه لا ...!
وهي بالشكل ده ...!
تنهد بقوة ثم قال بجدية
عارفة انا اول مشفتها يوم الفرح اڼصدمت ... منكرش ده ... بس اتعاطفت معاها ... حسيت بالشفقة عليها ... مع اني مبينتش ليها ده ... اضطريت ابين ليها العكس ... شعوري فالاول ناحيتها كان تعاطف ...
وبعدين ...
لما خدتها وسافرنا اسبوع ... اتعرفت عليها من قريب ... كانت تصرفاتها تصرفات طفلة بجد ... طفلة بريئة وهادية ... اتشديت ليها ... اتشديت ليها جدا .. . كنت بحس بالمتعة والسعادة و انا معاها ... حتى وشها مبقتش اهتم لټشوهه ده ... بقيت اشوفه عادي بالنسبالي ...
انت بتحبها بجد يعني ...
مازن بصدق
ايوه حبيتها ... حبيت برائتها وعفويتها وخجلها ... اللي مشفتهمش عند اي واحده تانيه ... عارف انوا الموضوع صعب يتصدق ... بس قلوبنا مش بايدينا ... دي فايدين ربنا ... هو اللي يخلي فيها حب اللي عاوزه ...
قال كلماته الاخيرة ثم خرج من الفيلا تاركا والدته تتابعه بنظراتها المتأسفة ...
وقفت سيارة أجرة امام قصر حامد الشناوي ... هبطت كلا من رزان وسالي منها ... حملتا حقائبهما وتقدما ناحية القصر ... ضغطت رزان على جرس الباب لتفتح الخادمة لهما الباب ... دلفت رزان الى الداخل بثقة تتبعها سالي المتوترة بشدة ...
تقدمت رزان ناحية صالة الجلوس وهي تهتف بصوت عالي
صباح الخير ....
وسالي ورائها ...
انتفض وسام من مكانه واخذ يتطلع إليهما بنظرات مصډومة سرعان ما تحولت الى اخرى متوعدة ... نهض فادي الاخر من مكانه وقد ارتسمت معالم السخرية على وجهه ليقول بتهكم
كنت متوقع انكم هترجعوا ... الورث يستاهل بردوا ...
رزان بنفس السخرية
منا مش هسيبه ليكم يعني ...
كنتوا فين ...
سألهم وسام بحدة ثم وجه حديثه ناحية سالي
وكمان عملتي العملية ... دي اكيد من الفلوس اللي سرقتها الهانم اختك ...
ڼهرته رزان
متتكلمش معاها ... اتكلم معايا ...
انتي بالذات تخرسي خالص ... انتي ليكي عين تتكلمي ...
رزان بتحدي
ليا عين ونص ...
لو فاكرة اني هعديهالك تبقي غلطانة ... ورحمة امي وأبويا مش هسيبك يا رزان ...
تطلعت سالي اليه پخوف بينما هتفت به رزان بسخرية
متقدرش تعمل حاجة ليا يا وسام وانت اكتر واحد عارف ده ...
تطلع اليها وسام پحقد ثم هب خارجا من الغرفة وشياطين غضبه تلاحقه ... اما فادي فتطلع إليهما ببرود ثم خرج من الغرفة ايضا متوجها الى غرفته ...
جلست رزان على الكنبة باسترخاء شديد لتهتف بها رزان بضجر
بتعملي كده ليه فوسام ... انتي عارفة انوا بيحبك ... وانتي كمان بتحبيه ...
انا بحبه اه يا سالي ... بس هل يا ترى وسام بيحبني ... وهل يا ترى وسام ممكن يتغير عشاني ... انا اعرف وسام اكتر منك ... وعارفة انوا مش بيحب غير نفسه ... وانوا مش هيتغير ...
يعني هتعملي ايه ...!
اجابتها رزان بجدية
هدفن حبه فقلبي ...زي ما دفنته لسنين طويلة ... وهركز على مصلحتي...فهمتي هعمل ايه يا سالي ...!
في المساء
طرقت رزان على باب غرفة جدها ليأتيها صوت وسام سامحا لها بالدخول ... دلفت بخطوات واثقه ناحيته ليرميها بنظرات باردة ... جلست على الكرسي المقابل له وهي تقول بجدية
انا جيتلك بنفسي اهو ... عشان ننسى الخلافات اللي بينا ونركز فاللي جاي ....
عاد بظهره الى الوراء قليلا قائلا بغموض
اللي هو ايه
...!
اجابته
الورث ... خلينا نتفاهم عشانه ...
تطلع اليها بنظرات مبهمة ثم قال بجدية
مهو هيتقسم بينا حسب للشرع ... نتفاهم فايه بقى ...!
عدلت رزان من وضعية جلوسها ثم بدأت تتحدث بوضوح
انت عارفة انوا الشركة كبيره ... وشغلها عالي ... وطبعا فادي عاوز نبيع كل حاجة ونقسم الفلوس ...
اكيد ...
واحنا مش معقول نضحي بشركتنا اللي اشتغلنا وتعبنا فينه لسنين طويله ...
انتي عاوزة توصلي ايه ...!
انحنت بجسدها قليلا الى الامام قائلة بنبرة جادة
الشركة ناخدها انا وانت وسالي ... نديرها انا وانت ... انت ليكي نص الأسهم وانا وسالي النص التاني ... فالمقابل القصر ده يبقى لفادي ... وده هيعوض حصته فالشركة ... والباقي يتقسم بالعدل ...
ده انتي حاسباها من جميع النواحي ...
فالورقة والقلم وحياتك... تحب اوريك ...
طب وسالي موافقة ...!
انا فهمتها على كل حاجة وهي موافقة ...
شرد وسام قليلا ثم قال
اديني فرصة افكر واقرر ....
فرصة ايه ... مش محتاجة تفكير على فكرة ...
حك وسام ذقنه بأنامله ثم صمت قليلا ليقول بعد تفكير استغرق عشر دقائق
موافق ....
وبالفعل بعد خمس دقائق كانوا الاربعة مجتمعين في صالة الجلوس وقد تولى وسام الحديث موضحا لفادي ما قرروه سويا ...
تطلع فادي اليهم ببرود ثم قال
يعني انتوا عاوزين تاخذوا الشركة وتدوني القصر ...
بالضبط ...
صمت فادي للحظات يفكر بالأمر ويحسبه جيدا تحت نظراتهم المتوتره ليقول اخيرا
معنديش مانع ... انا المهم عندي اخد فلوسي كامله ... من غير متنقص مليم واحد ...
تنفس الجميع الصعداء فهاهو اتفاقهم يجري كما هو مخطط له ...
في صباح اليوم التالي
طرقات خفيفة على باب غرفتها جعلتها تستيقظ من نومها وتفتحها لتجد علياء امامها والتي هتفت بها بسرعة
مازن جوزك برة وعاوز يشوفك ...
بتقولي مين ...!
صړخت بعدم تصديق ثم قالت باندفاع
طيب هجهز نفسي وانزله ....
تقدمت ناحية الخزانة وأخرجت منها فستان زهري قصير بعض الشيء وارتدته ثم وضعت القليل من الماكياج ورفعت شعرها قليلا ... شعرت بتوتر شديد فهي لم تتوقع ان تتم المقابلة بينهما بهذه السرعة ... خرجت من ا خرجت من غرفتها بخطوات متوتره وهبطت درجات السلم لتجده واقفا على بعد منها موليا اياها ظهره ... ما ان شعر بوقع خطواتها حتى استدار اليها لينصدم بشده مما رأه امامه ... تصنم في مكانه وهو يحاول استيعاب مظهرها الجديد وما اصبحت عليه ... تحدث اخيرا بعد ان استعاد وعيه واستفاق من صډمته
سالي ...! انتي عملتي العملية ...!
اجابته بجدية
ايوه عملتها ...
ابتسم لا إراديا وهو يقول
ماشاءالله بقيتي احلى مما تخيلت ...
انعقد حاجبيه وهو يتذكر هروبها وسفرها دون إذن منه ليقول بنبرة حادة
بس انتي ازاي تعملي كده يا هانم ... ازاي تسافري من غير أذني ...
اجابته سالي بلا مبالاة مصطنعة
انا طلبت الطلاق وانت رفضت ... يبقى من حقي اعمل اللي انا عاوزاه ...
لا مش من حقك ... انتي ست متجوزه ... مينفعش تسافري من غير متعرفيني...
عالعموم كويس انك جيت ... عشان انا عاوزاك فموضوع مهم ... وكنت ناوية اكلمك عشانه ...
موضوع ايه ...
سألها باستغراب لتجيبه
انا عاوزة اطلق ...
اياكي تسمعك تقولي الكلام ده تاني ... طلاق مش هطلق ...
قالها بعصبية شديدة لتجيبه
هتطلق يا مازن ... ولو مطلقتش هخلعك ...
نعم ياختي ... تخلعيني ...
قالها بعدم تصديق من ثقتها العالية وبرود أعصابها وهي تتحدث ... لم يكن يصدق انها نفسها سالي التي عرفها ببراءتها وطيبتها ... اما سالي فكانت تضغط على نفسها حتى تظهر بهذا الشكل امامها ... فبالرغم من كونها تشعر بالاشتياق الشديد اليه الا انها قررت ان تتعامل معه على هذا النحو ...فهو بنظرها يستحق هذا بسبب خداعه وكذبه عليها ...
الفصل الثالث عشر
لو فاكرة انوا كلامك ده هيأثر فيا تبقي غلطانه ... انتي ليا يا سالي وانا عمري مهسمحلك تبعدي عني ...
تراقص داخلها سعادة بسبب كلماته تلك ... اصرارها عليها يجعلها تشعر بقيمتها عنده ... ضغطت على نفسها حتى
لا تظهر السعادة على ملامحها ...
براحتك ... بس بكره لما تشوف قرار الخلع بلاش تطلع جنانك عليا ...
اعتصر قبضة يده بقوة قائلا بتوعد
متستفزنيش يا سالي ...
انا مش بستفزك ... انا بفهمك اللي هيحصل ...
اقترب منها عدة خطوات حتى أصبح قريبا جدا منها ...رمقها بنظرات ساخرة ثم قال بجدية
اعملي اللي انتي عاوزاه يا سالي ... انتي ليا ... برضاكي او ڠصبا عنك ...
خرج بعدها من الفيلا ...
تقدمت علياء من سالي وهي تقول بجدية
بيحبك وتبقي غبية لو ضيعتيه من إيدك ...
استدارت سالي ناحيتها قائلة بجدية هي الاخرى
وانا كمان بحبه ...بس لازم اخد حقي منه الاول ...
بعد مرور عدة ايام
دلفت رزان الى مكتب وسام بعد ان طرقت الباب ... تقدمت ناحيته ليهتف بها
خير ... عاوزة ايه ...
عاوزة اتكلم معاك فموضوع مهم ...
قالتها وهي تجلس قبالته ليسألها بتعجب
موضوع ايه ...!
اجابته رزان
إدارة الشركة ... لازم تبقى بيني وبينك ... متنساش انوا انا المسؤولة عن اسهمي انا وسالي ... يعني انت النص وانا النص ... يبقى انا من حقي أدير الشركة معاك ...
طبعا ... محدش يقدر يقولك غير كده ...
صمتت ولم تعقب وصمت هو الاخر للحظات ... تحدث بعدها متسائلا
هو انتي ليه عملتي كده معايا يا رزان ... ليه مطلبتيش مني اساعدك بدل ما تضحكي عليا ...
اجابته رزان بجدية
عشان مكنتش هتساعدني يا وسام ...
مين قال كده ...
بلاش نضحك على بعضنا يا وسام ...
نهضت من مكانها وي تقول بأسف
انا بعتذر منك يا وسام لو خدعتك ... بس انا كنت مضطرة لده ...
هز وسام رأسه بتفهم بينما خرجت رزان من المكتبه تاركة اياه يتابعها بنظرات تملؤها الحيرة ...
كان يسير ذهابا وإيابا وهو يقول بغيظ
الهانم لسه مصرة عالطلاق ... انا مش عارف اعمل معاها ايه ...
اهدي يابني وفكر بعقل ...
قالها هاني بجدية محاولا امتصاص غضبه الا انه هتف به بغيظ
مش قادر يا هاني ... انت مشفتش هي بقت مستفزة ازاي ...
طب اقعد وخلينا نتكلم بهدوء ...
جلس مازن على الكرسي المقابل له وهو يقول بضيق
اتكلم ...
سالي بتحبك يا مازن ... انا متاكد من ده ... بس هي مچروحه منك ... لازم تراعي ده شوية ...
تنهد مازن بقوة وهو يقول
انا مراعيها والله ... بس كمان انا تعبت منها ومن عنادها ... انا بجري ورآها طول الوقت وبترجي فيها ...
تطلع هاني اليه بحيرة ولم يعرف ماذا يقول له ... نهض مازن من مكانه ليسأله هاني بتعجب
رايح فين دلوقتي ...
اجابه مازن بجدية
راجع البيت ... عاوز ارتاح شويه ...
ده انت جيت من شوية ...
معلش يا هاني ... عاوز اقعد مع نفسي وأفكر شوية ...
براحتك ...
كانت جالسة امام التلفاز تتابع احد البرامج التلفزيونية بملل شديد حينما اقتربت رزان منها وجلست بجانبها ...
تحدثت رزان متسائلة
مالك يا سالي ...شكلك مدايقة ...!
اجابتها سالي بجدية
مفيش بس تعبانه شوية ...
من ايه ...
سألتها رزان بقلق لتجيبها سالي
عندي صداع ...
خدتي دوا ...
هقوم اشرب دلوقتي ...
هزت رزان رأسها ثم التزمت الصمت وهي تتتابع سالي بنظراتها ...
عادت وسألتها
انتي مدايقة عشان مازن ...
وهدايق ليه ...
بلاش تكذبي عليا يا سالي ... انا عارفة انك بتحبيه ...
زفرت سالي انفاسها بضيق وهي تقول بحنق
هو للدرجة دي باين عليا اني بحبه ...
بصراحة اه ...
اردفت رزان بجدية
طالما بتحبيه كده ارجعيله ... ليه ټعذبي نفسك كده وتعذبيه معاكي ...
اجابتها سالي
هرجعله يا رزان ... بس مش دلوقتي ... لما يحس بقيمتي ... ويعرف انوا انا معدتش زي الاول ...
براحتك يا سالي ...
قالتها رزان بابتسامة وهي تربت على كتفها لتبتسم سالي هي الاخرى ثم تنهض من مكانها لتجلب الدواء لها ...
عادت سالي بعد ان شربت الدواء لتجد رزان تتحدث في الهاتف ... اغلقت رزان الهاتف ووجهت حديثها اليها قائلة
الدكتور
محمد اتصل بيا يا سالي ...
بجد عاوز ايه ...
سألتها سالي باستغراب لتجيبها رزان
بيقول انه هينزل مصر الاسبوع ده ... عشان تجهزي للعملية ...
يااه تصدقي كنت ناسياها...
ودي حاجة تتنسي يا سالي ...
متحمسة ليها جدا ...بس يارب تنجح ...
هتنجح زي اللي قبلها باذن الله ...
في صباح اليوم التالي
اوقف مازن سيارته وهبط منها ليجد سالي تخرج من الفيلا ... تقدم ناحيتها لتتأفف بضيق وهي تقول
خير ... جاي ليه ....
اجابها ببرود
جاي عشان اشوف مراتي واطمن عليها ... من حقي ...
انا بخير يا سيدي ... تقدر تتفضل وتروح ...
اعتصر قبضة يده بقوة حتى لا ينفعل عليها ... تحدث ببرود مصطنع
حبيبتي يا سالي ... للدرجة دي واحشك ... ايه الترحيب الحار ده ...
ابتسمت بسخرية وهي تقول
اه تخيل ... كنت ھموت وأشوفك ...
تنهد بصمت وقال
هنفضل كده لحد امتى يا سالي ...
ارتبكت سالي من سؤاله ... حاولت استعادة رباطة جأشها وهي تقول
يعني ايه ...
كلامي واضح يا سالي ... مش محتاج تفسير ...
انا قلت اللي عندي ...
قالتها بإصرار ليزفر بضيق
كفاية يا سالي انا تعبت ....
وانا بقولك طلقني ...
مش هطلق ... انا بحبك ...
وانا بحب واحد تاني وعاوزه اتجوزه ...
تصنم في مكانه مما قالته ... هل تجرأت وقالت انها تحب اخر امامه ... ضغط على كف يده بقوة وهو يقول
لو سمعتك بتقولي كده مرة تانيه قدامي مش هرحمك ...
انا خلاص يا مازن اتغيرت ... قررت انسى الماضي وابدأ من جديد ... انا محتاجة الغي الماضي ده ... وعشان كده لازم اطلق منك ...
يعني انتي مصرة يا سالي ....
سقط قلبها أسفل قدميها خوفا من ان يفعلها ويطلقها ...
بردوا مش هطلقك .... حتى لو اصريتي لاخر عمرك ...
في هذه الأثناء توقفت سيارات الشرطة امامهم وخرج منها عدة الضباط ... تقدم احد لضباط متسائلا
انت مازن الشربيني ...
ايوه ...
خير يا حضرة الضابط ... فيه ايه ...
سألته سالي بقلق ليجيب الضابط موجها حديثه لمازن
انت متهم في الشروع پقتل حامد الشناوي ... بعد ما لقينا تسجيل ليك وانت بتهدده بده ...
قبض الضابط على مازن وادخله الى سيارة الشرطه تحت انظار سالي التي ركضت بسرعة ناحية الفيلا ...
دلفت سالي الى الفيلا بخطوات راكضه وهي تصرخ پبكاء
رزان ... ألحقيني ...
انتفضت رزان من مكانها والتي كانت تتناول فطورها بجانب وسام وفادي وركضت نحوها ...
فيه ايه يا سالي .. مالك ..
مازن ... قبضوا عليه ...
ليه ...
سألتها پصدمة لتجيبها باڼهيار
بيقولوا انوا قتل جدي ..
فيه الخير والله ...
قالها فادي بسخرية لترمقه رزان بنظرات حادة ثم تتقدم ناحية سالي مهدئة من روعها
اهدي يا حبيبتي ... اكيد في حاجة غلط ...
تحدث وسام بشفقة
اهدي يا سالي ... اكيد فيه حاجة غلط ...
عاوزة اروحله ....
قالتها سالي بضعف لتهز رزان رأسها موافقة على ما قالته وهي تقول
حاضر يا حبيبتي هاخدك هناك ....
استني ... انا هاخدكم ... مينفعش تروحوا وحدكم هناك ...
اخذ وسام كلا من رزان وسالي الى مركز الشرطة ...
بعد حوالي ساعة من الانتظار خرج المحامي من مكتب الضابط وهو يقول
تم حپسه على ذمة التحقيق ... للاسف ليه تسجيل ليه وهو بېهدد حامد بيه والشرطة مصدقت لاقت حاجة اخيرا في القضية دي ...
اڼهارت سالي على الكرسي وبدأت تنتحب بشدة ... جلست رزان بجانبها تواسيها بينما هز وسام رأسه بأسف شديد ...
بعد لحظات خرج مازن من غرفة التحقيق لتنتفض سالي من مكانها وتتوجه ناحيته ...
تحدث مازن بلهفة
سالي انا بريء والله ... انا هددته اه بس مقتلتوش ...
مصدقاك يا مازن ... مصدقاك والله ...
سار مازن خلف الضابط وهو يتطلع خلفه نحو سالي التي تبكي بالم شديد
مرت اسبوعين ومازن داخل السچن ... وسالي مڼهارة و تبكي طوال الوقت ...
دلفت رزان اليها وهي تحمل صينية الطعام لتجدها كما هي جالسه على سريرها جسدها بيديها وتبكي ...
جلست بجانبها
بعد ان وضعت الصينية على الطاولة ... وهي تقول بحنان
كفاية عياط يا سالي بقى ... ھتموتي من العياط ...
مش قادرة يا رزان ...
مسحت رزان دموعها بكفي يدها ثم حملت الصينية ووضعتها امامها وهي تقول
طب كلي شوية عشان خاطري ...
مش قادرة ....
عشان خاطري يا سالي ...
فجأة اقټحمت علياء الغرفة وهي تقول بلهفة
مازن يا سالي ... واقف بره ...
انتفضت سالي من مكانها وخرجت راكضه من غرفتها لتجده امامها ... ركضت اليه بقوة ... بادلها وهو رأسها بشوق ولهفه ... ابتعدا عن بعضهما اخيرا ليهتف بها
وحشتيني ... وحشتيني اكتر مما تتخيلي ...
وانت وحشتني اكتر ...
سامحتيني با سالي ... قولي انك سامحتيني ...
سالي بحب
سامحتك من زمان ...
يا ريتني كنت اتحبست من زمان ...
ابتسمت بحب بينما تقدمت رزان قائلة بسعادة حقيقية
حمد لله على سلامتك ...
اجابها مازن بابتسامة
الله يسلمك ...
خرجوك ازاي ...!
سألته سالي ليجيبها مازن
ملقوش ادلة كافية عليا فاخلوا سبيلي ..
ابتسمت سالي براحة بينما قال هو
مش يلا بقى ...
يلا ايه ...
سألته سالي بعدم فهم ليجيبها
مش يلا نرجع بيتنا ...
سالي بخجل
انت مستعجل ليه ...
حرام عليكي يا سالي ... انا مستني بقالي كتير ...
تمام هروح اجهز هدومي واجي معاك ...
تنهد مازن براحة فهاهو اخيرا استعاد سالي بعد معاناة طويلة معها ..
اتفضل يا دكتور محمد ... اقعد ...
جلس محمد امامها وهو يسألها
امال مدام سالي فين ...
سالي راحت مع جوزها ... سافروا يومين يغيروا جو ...
تنهد محمد بصمت ثم قال بجدية
انا عاوزك فموضوع مهم ...
موضوع ايه ...
سألته بعدم فهم ليجيبها بعد تردد
هخش فالموضوع على طول ... انا امي اسمها ماجدة صفوان احمد ...
انتفضت سالي من مكانها وهي تطالعه بعدم تصديق ... أيعقل ان يكون الدكتور محمد أخاها من أمها ... هزت رأسها بعدم تصديق وتكورت الدموع داخل عينيها ...
في نفس الوقت رن الجرس لتفتح الخادمة الباب ... اقتحم الشرطة المكان ليتحدث احدهم قائلا
فين رزان الشناوي ...
اشارت له الخادمة نحو صالة الجلوس ليدلف الضابط اليها ويتحدث قائلا
آنسة رزان انتي مطلوب القبض عليكي پتهمة قتل جدا حامد الشناوي ...
الفصل الاخير
كان وسام يقود سيارته متجها الى الشركة حينما رن هاتفه ... اخرجه من جيبه وأجاب عليه ليأتيه صوت علياء الباكي وهي تخبره بما حدث ... اوقف سيارته بجانب الطريق وهو يحاول استيعاب ما يسمعه ... اغلق الهاتف ورماه بجانبه ثم قاد سيارته متجها الى مركز الشرطة ...
وصل بعد حوالي نصف ساعة ليهبط من سيارته ويركض بسرعة ناحية المركز ... حاول اقټحام مكتب الضابط الذي يحقق معها الا ان احد الضباط منعه من هذا ... وقف بجانب المكتب وهو يشعر بقلق وتوتر شديدين من اجلها ... بعد حوالي نصف ساعة اخرى خرج المحامي وهو يهز رأسه بأسف شديد ... تقدم وسام ناحيته بسرعة متسائلا
عملت ايه ...
اجابه المحامي
للاسف فيه ادلة كتير ضدها ... أهمها انها هددت حامد بيه انها تقتله باعلى صوتها وبشكل علني ... كمان هروبها وقت الحاډثه وسفرها بره وعودتها بعد مۏته زودت الشكوك ...
يعني ايه ... يعني هتتحبس ...
للاسف حاولت اخرجها بس منفعش ...
في هذه الأثناء خرجت رزان من مكتب التحقيق ليركض وسام ناحيتها وهو يهتف بها
متقلقيش يا رزان ... مش هسيبك هنا ... هخرجك يعني هخرجك ...
انا مقتلتوش يا وسام ... انا هددته اه بس مقتلتوش ....
كانت تتحدث بدموع لاول مرة يراها فيها ... لم يحتمل ان يراها هكذا فاقترب منها بقوة وهو يهدئها قائلا
متقلقيش يا رزان ... هعمل المستحيل عشان أخرجك براءه ...
قبض الضابط على ذراعها وسحبها خلفه بينما اقتحم وسام غرفة مكتب الضابط بعصبية شديدة وهو يقول
هو انتوا كل شوية قابضين على حد من العيلة وجايبيه هنا ... بحجة انوا هدد المرحوم ...
الزم حدودك يا استاذ وسام ... انت مش بتكلم موظف عندك
...
قالها الضابط بتحدي وهو ينهض من مكانه مواجها له ... تحدث وسام بجدية محاولا ان يسيطر على غضبه
رزان بريئة ... مش معنى انها هددته تبقى قټله ...
لو بريئة يبقى هتخرج براءه ... مع اني اشك فده ... لانوا كل المؤشرات بتقول انها قټلته ...
زفر انفاسه بضيق ثم تطلع الى الضابط بنظرات كارهه ... خرج بعدها من غرفة التحقيق وتوجه خارج مركز الشرطة باكمله وهو يعد نفسه ان يجد دليل براءتها بأسرع وقت ...
قبضوا عليها ... انت بتقول ايه ...
ايوه يا ماما ... قبضوا عليها ... وانا رحت معاها وفضلت هناك ... لحد ما إبن عمها جه ... اول مشفته روحت على طول قبل ميشوفني ....
انا لازم اروح هناك ...
قالتها ماجدة بلهفة ليمنعها بسرعة
تروحي فين يا ماما ... مينفعش ...
يعني ايه مينفعش ... انا قلت هروح يعني هروح ...
طب استني اتصل بيهم الاول وافهم حصل معاها ايه ...
انا مش قادرة استنى ...
قالتها وهي تتجه خارج الشقة ليوقفها متسائلا
طب هتروحي فين ...
اجابته وهي تخرج
هروح في القصر عندهم اشوف بيحصل ايه هناك ...
كان مازن يقود سيارته بتوتر شديد وسالي جانبه تبكي بقوة ... لقد عادوا من سفرهم قبل ساعتين ... لتتصل علياء بسالي وتخبرها بما حدث مع رزان ... اڼهارت سالي فورا وطلبت من مازن ان يأخذها الى منزلهم ...
وبالفعل هاهو يتجه بها الى هناك ...
اوقف مازن سيارته بجانب القصر فهبطت سالي منها بسرعة وتوجهت الى داخل الفيلا ...
رنت جرس الباب لتفتح الخادمة لها الباب ... اقټحمت المكان وهي تصرخ
دادة علياء ... انتي فين ...
ركضت علياء ناحيتها بقوة لټنهار سالي بين باكية ... تقدم مازن الى الداخل ايضا ... اتجه الجميع الى صالة الجلوس فجلست سالي بجانب علياء وهي تبكي ... اما مازن فجلس على الكنبة المقابله لهما وكان هناك فادي ايضا ....
طب هما حبسوها دلوقتي ...
تسائل مازن ليجيبه فادي
ايوه ... بيقولوا كل الأدلة ضدها ...
تحدثت سالي من بين بكاءها
رزان مستحيل تعمل كده ... مستحيل تقتله ...
فجأة اقتحم وسام المكان وهو يهتف صارخا
فادي ...
انتفض فادي من مكانه متسائلا
فيه ايه ...
تقدم ناحيته قابضا على قميصه وهو يهتف به
ارتحت دلوقتي ... لبست التهمة لغيرك وارتحت ...
انت بتقول ايه ... انت اټجننت ...
قالها فادي وهو يدفعه بعيد عنه بينما نهضت سالي وعليا ومعهما مازن وهم يتطلعون اليهم بعدم فهم ...
ابتعد وسام عنهم قائلا
اټجننت ... اټجننت عشان بقول انك انت اللي قټلت جدي ...
ايه اللي انت بتقوله ده يا وسام ...
حدثته سالي بصوت متحشرج ليجيبها وسام
ايوه يا سالي ... أخوكي هو اللي قتل جدك ...
ثم استدار ناحية فادي
مش انت بردوا اللي جيت وطلبت مني اني اقتله معاك ...
شهقت سالي پصدمة بينما تحدث فادي پخوف
انا قلت اه بس ده مش يعني اني القاټل ...
عالعموم قول الكلام ده للشرطة لانوا انا سجلت كلامك ليا ساعتها وهوريه للشرطه ...
ايه ...
صړخ فادي بعدم تصديق بينما تحدثت علياء بصوت جهوري
لا فادي مقتلوش ... فادي ميقتلش ...
وانت عرفتي منين . ..
قالها وسام بسخرية لتجيبه علياء
عشان انا اللي قټلته ...
ايه ...
صړخ سالي بعدم تصديق ثم قالت بدموع
انتي بتقولي ايه يا داده ...
ايوه انا اللي قټلته يا سالي ... انا اللي سميته ... طلبت من الشغالة تحطله السم كل يوم فالاكل ... والكلأم ده من ساعة جوازك من مازن ...
ليه ... ليه عملتي كده ...
سألها وسام لتجيبه بمراره
عشان ان لازم انتقم منه ...
ليه يا دادة ... ټنتقمي منه ليه ...
عشان حرمني من ابني ...
تطلع اليها الجميع بدهشه بينما اكملت پبكاء
ايوه ... فادي يبقى ابني ... ابني اللي انحرمت منه طول عمري ...
اتسعت عينا فادي بعدم تصديق وهو يستمع الى ما تقوله ...ايعقل ان تكون علياء مربية سالي هي والدته ...
لم تكن صدمة سالي
ووسام ومازن باقل منه ... اڼهارت علياء على الكنبة وهي تنتحب پقهر ...
انتي كدابه ... انا امي ماټت ... ماټت من زمان ...
قالها فادي بملامح ذابله لتهز رأسها نفيا وهي تقول من بين دموعها
لا مماتتش... انا أمك وعايشة ...
ازاي ...!
سألها فادي لتجيبه
كنت فقيرة زمان وأبوك حبني واتجوزني قبل ما يتجوز ام سالي ... حامد كرهني من اول يوم وحاربني ... لغاية ما هددني انوا هيقتلك لو مطلبتش الطلاق وبعدت عن ابنه ... طبيت الطلاق وأطلقت ... ولما ابوك ماټ اترجيته انوا يساعدني لاني كنت فقيرة ماديا جدا ... انا بصراحة كنت عاوزة اقرب منك باي طريقة ... ولقيت دي فرصتي ... وفعلا قرر انوا يخليني داده لسالي .... مش حبا فيا بس عشان سالي كانت مشوهة وكان فاكر اني هعيش حياتي فړعب وخوف منها ... مكنتش اشوفك الا نادرا ومن بعيد ... اتحرمت منك سنين طويلة بسببه ... ولما شفت تعذيبه ليك ولسالي اللي بعتبرها بنتي ولبقية أحفاده ...قررت اني اتخلص منه ... أنقذكم من جحيمه وبنفس الوقت انتقم منه ...
ما ان اكملت كلامها حتى اندفع فادي خارجا من الغرفة متجها خارج الفيلا باكملها ... بينما اڼهارت علياء تبكي لتنهض بعدها وهي تقول لوسام
خدني عشان اعترف بجريمتي واخرج رزان ... هي ملهاش ذنب ...
تطلع وسام اليها بشفقة ولم يعرف ماذا يفعل ... كان يراها ضحېة أكثر مما هي قاټلة ... تحدث اخيرا قائلا بجدية
خليكي انتي هنا ومتعمليش حاجة دلوقتي ... انا هحاول اثبت براءة رزان ... من غير ما احتاج ليكي ...
بعد مرور اسبوعين
كان وسام يقف امام مصلحة السجون بانتظار خروج رزان بعد ان ثبتت براءتها اخيرا ... وصل ايضا كلا من مازن وسالي ...
خرجت رزان اخيرا من السچن لتركض سالي ناحيتها رزان بقوة مبادلة اياها ...
وحشتيني ... حمد لله على سلامتك ...
وإنتي اكتر ...
ابتعدا عن بعضهما بعد لحظات ليتحدث وسام قائلا بنظرات متلهفة
حمد لله على سلامتك يا رزان ...
شكرا يا وسام ....
تحدث مازن الاخر
حمد لله على سلامتك ...
الله يسلمك يا مازن ...
اكيد تعبانه دلوقتي ... خلينا نروح البيت فورا ...
قالتها سالي لتجيبها رزان بإرهاق
فعلا تعبانة اووي ...
يلا بينا ...
قالها وسام وهو يتجه ناحية سيارته بينما ذهبت رزان مع مازن وسالي التي رفضت ان تتركها ابدا ...
بعد حوالي ساعتين كان الجميع جالسا يتناولون طعامهم ومعالم السعادة بادية على وجوههم ...
تحدثت رزان متسائلة
امال فادي فين ... مشفتهوش يعني ...
ابتلعت سالي ريقها بتوتر بينما اجابها وسام بجدية
منعرفش ...
يعني ايه ...
سألته رزان بعدم فهم لتجيبها سالي بخفوت
اختفى فجاة ... من ساعة ما ....
ساعة ايه ... متتكلموا ...
هنا تحدث وسام وأخبر رزان بكل شيء ... بدءا من معرفتهم بان علياء هي القاټلة انتهاء بخروج فادي واختفاءه لأكثر من اسبوعين ...
تطلعت رزان اليهم پصدمة محاولة استيعاب ما يقولونه ... هزت رأسها بعدم تصديق وهي تتسائل
انتوا بتتكلموا بجد ولا بتهزروا ....
لا بجد ...
قالها وسام بجدية لتتطلع اليها بنظرات حائرة ...
ربتت سالي على كتفها وهي تقول
كلنا انصدمنا زيك يا رزان ... الصدمة كانت كبيرة علينا ...
هزت رزان رأسها بتفهم ثم نهضت من مكانها مخبرة اياهم انها ستتجه الى غرفتها ...
مساءا
طرقت رزان باب غرفة مكتب جدها ودلفت الى الداخل لتجد وسام هناك والدي ابتسم ما ان رأها ... ابتسمت له وهي تجلس على الكرسي المقابل له ...
ترك وسام الملف الموجود بين يديه واخذ يتأملها كانت تبدو متوترة من امر ما ...
مالك يا رزان ... عاوزة تقولي حاجة ...!
تسائل وسام بجدية لتجيبه رزان
انا عاوزة اشكرك يا وسام ... لولاك مكنتش خرجت براءه ...
متقوليش كده يا رزان ... احنا ولاد عم ... يعني ډم واحد ...
تطلعت رزان اليها بصمت بينما أردف متسائلا
بقيتي احسن دلوقتي ..
بحاول استوعب كل اللي حصل بس مش قادرة ...
قالتها بالم ليتنهد وسام بصمت ثم
يقول
عارف الموضوع صعب بس لازم نتقبله ... امال سالي تعمل ايه ...
وسام انا عاوزة اقولك موضوع مهم ...
ايه ...
سألها بقلق لتجيبه بتردد
امي رجعت ...
عارف ...
عرفت منين ...!
سألته باستغراب ليجيبها
مهي جت هنا وشافت سالي ...
انتفضت من مكانها قائلة
بتقول شافت سالي ... ازاي تتجرأ وتجي هنا ...
اهدي يا رزان واسمعي ...
اهدى ايه ... هي عاوزة مننا ايه اصلا ... هي مش اختارت تبعد عننا ...
على فكرة الست طلعت مظلومة ...
يا سلام ... مظلومة ...
قالتها بسخرية ليقول وسام بضيق
ممكن تقعدي وتسمعي ...
جلست رزان على مضغ بينما اخذ وسام يسرد لها ما قالته ماجده بعد ان عرفه من مازن ...
ما ان اكمل حديثه حتى قهقهت رزان بصوت عالي ثم قالت
والمفروض اني اسامحها بعد اللي قالته ده ...!
يا رزان ...
قاطعته
ده مش مبرر ... هي سابتنا سنين طويلة مع جد مفيش فقلبه رحمه ... تخلت عننا عشا خاطر ابنها ... خليها تشبع بيه بقى ...جايه عاوزة مننا ايه ...
اردفت بعدها قائلة
من فضلك انسى الموضوع ده يا وسام ... وبلاش نفتحه تاني ... الست دي مكانش ولا هيكون ليها دور فحياتنا ...
قالتها وهي تنهض من مكانها متجهة الى الخارج الا انه استوقفها صوت وسام وهو يسألها
تتجوزيني ...!
استدارت ناحيته وهي ترمقه بنظرات غير مصدقة
العمر مفاضلش فيه كتير يا رزان ... نتعب نفسنا ليه ... خلينا نتجوز ...
ياريت كان عندي ثقة كفاية فيك يا وسام ... بس انا بخاف منك ...
قالتها بصدق حقيقي ليقول بجدية
نجرب ... مش هنخسر حاجة ... مش يمكن خۏفك يطلع مش فمحله ...
تطلعت اليه بعدم اقتناع بينما تنهد وسام وهو يدعو ربه ان توافق على طلبه فهو يريدها ولا يريد شيء اخر غيرها ...
بعد مرور اسبوعين اخرين
في المستشفى وتحديدا في احدى الغرف الخاصة كانت سالي ترقد على سرير المشفى بعد ان اجرت العملية ... بجانبها يجلس مازن ممسكا بيدها ... ويجلس حوليها وسام ورزان وريم ووالدة مازن ...
كان الجميع يتحدثون سويا بمرح وسعادة فعملية سالي نجمت بامتياز ...
سمعوا طرقات على الباب يتبعها دخول الدكتور محمد مبتسما وهو يسأل سالي عن احوالها ... لقد اصرت سالي ان يجري هو لها العملية كونها ارتاحت له ... وبالرغم من معارضة رزان لهذا في بادئ الامر الا انها وافقت على مضغ خوفا على سالي ...
بعد ان تأكد م حمد من سلامتها استأذنهم خارجا وهو يرمي رزان بنظراته المترجيه مما جعلها تلكز وسام في ذراعه ...
فيه ايه ...
هتف بها وسام حانقا لتقول له
بيبصلي بنظرات غريبة ... فاكر اني هعطف عليه وعلى امه ...
متبقيش قاسېة كده يا رزان ...
قالها وسام بنفاذ صبر لتضربه على ذراعه قائلة بغيظ
انا قاسېة ولا انت اللي نحنوح ...
نحنوح...! فيه بنت تقول لخطيبها كده ...
قالها پصدمة شديدة بينما أشاحت هي وجهها بعيد عنه ...
في هذه الأثناء دلف فادي الى الغرفة فاڼصدم الحميع حالما رأوه خصوصا بذقنه الطويلة التي نمت ...
تقدم ناحية سالي قائلا
حمد لله على سلامتك يا سالي ... عاملة ايه دلوقتي ....
انا بخير الحمد لله ... انت عامل ايه يا فادي ...
كويس الحمد لله...
الټفت اليهم جميعا قائلا
انا جيت عشان اطمن على سالي واودعكم....
تودعنا ...
قالها وسام متسائلا ليجيبه فادي
انا قررت اسافر أمريكا واشتغل هناك ...
تطلعت اليه رزان بحزن شديد بينما تسائلت سالي بالم
ليه يا فادي ...! متخليك معانا ...
حابب ابعد شويه وابتدي من جديد ...
اقترب من سالي بعدها من رأسها ثم قال
سامحيني يا سالي ... انا مكنتش ليكي الاخ اللي بتحلمي بيه ...
مسحت دموعها وهي تقول
عمري مزعلت منك يا فادي انت اخويا الوحيد ...
ربت على كتفها بحب ثم ودع ماز وأسرته بعد ان أوصاه على سالي ...
اشوفك بخير يا ابن عمي ...
قالها وسام وهو بقوة...ابتعد عنه بعدها وتقدم ناحية رزان التي بالكادداستطاعت ان تخفي دموعها ...
اليه
من رأسها ثم ابتعد عنها قائلا
سامحيني يا رزان ...
مسامحاك يا فادي ...
تنهد بارتياح ثم استدار لهم قائلا
اشوف وشكم بخير ...
خرج بعدها لتدلف ماجده بدلا عنه ... انتفضت رزان من مكانها بعصبية وهمت ان تخرج الا ان يد ماجده أوقفتها وهي تقول
استني يا رزان ... استني ارجوكي ...
المكان اللي انتي فيه انا مليش مكان فيه ...
سامحيني يا بنتي ... سامحيني ارجوكي ...
مقدرش ..
قبض وسام على ذراع رزان وجذبها خارج الغرفه بينما تقدمت ماجدة من سالي التي أشاحت بوجهها بعيدا عنها ...
انحنت ماجدة ناحيتها وهي تقول
حمد لله على سلامتك يا حبيبتي ...
ثم بدأت في البكاء ... شعرت سالي بالشفقة من اجلها فاستدارت ناحيتها متسائلة
طب بټعيطي ليه دلوقتي ...
سامحيني يا بنتي ... سامحيني بالله عليكي ...
قالتها وهي تهم في يدها لتبعدها سالي فورا وهي تقول بدموع
مسامحاكي ... مسامحاكي يا ماما ...
والدتها بقوة ثم جلسا يتحدثان سويا ... بعد حوالي ساعة ودعتها والدتها وخرجت وكذلك والدة مازن وريم ...
اقترب مازن منها قائلا بحب
وحشتيني ...
وحشتك ايه ... منا قدامك طول الوقت
انتي بتوحشبني على طول ...
ابتسمت بخجل بينما أردف
بحبك ...
وانا بحبك ...
قالها وهو برقة إذابتها سويا ثم بشده اياها الى