إمرأة العقاپ
المحتويات
والمكشوف من الأعلى شعرها المنسدل بانسايبة جزء منه على ظهرها والجزء الآخر على كتفها عيون الجميع متعلقة عليها يأكلونها بنظراتهم أكلا .
أظلمت عيناه بشكل مخيف ونيران الغيرة تأججت في صدره كان سيندفع إليها كالثور الهائج لكنه تمالك أعصابه لعدم ملائمة المكان والوقت لما يود فعله بها الآن .. نظر إلى الرجل وقال بصوت محتدم
هز رأسه الآخر بالموافقة وقال باحترام متبادل
_ اتفضل أكيد
سار نحوها وعيناه لا ترى شيء سوى هدفه لدرجة أن من سيتطلع إليه ويرى وجهه سيصاب بالصدمة من مظهره المريب في تلك اللحظة انتهي آدم من حديثه معها وابتعد بهنا عنها قليلا .
التفتت هي برأسها في عفوية على الجانب فوجدته مندفع نحوها ووجهه يشع بشرارة الڠضب وقفت بثبات تام حتى وصل إليها وانحنى عليها يهمس في أذنها بصوت متحشرج محاولا تمالك أنفعالاته
قد عزمت على ارتداء هذه الفستان عمدا حتى تشعله بالنيران كنوع من الكيد ردت عليه ببرود
_ فستان !
عض على شفاه السفلى ونقل نظره في حركة سريعة بين الزوار ثم هتف بغيظ مكتوم
_ مش عايز استعباط .. إنتي لبستي ده بالعند فيا يعني رغم إني الصبح منبه عليكي إنك متطلعيش بلبس مكشوف
_ وأنا اعند معاك ليه ياروحي .. كل ما في الحكاية إني بحب الفستان ده وشكله حلو عليا عشان كدا لبسته ودي مش أي مناسبة فكان لازم البس اجمل حاجة
كور قبضة يده يجاهد في التحكم بنفسه ثم رد عليها بوعيد حقيقي كله سخط
_ ماشي ياجلنار حسابك معايا في البيت أنا هربيكي كويس
نظرت إلى الرجل الذي كان يقف معه ولاحظت أنه بين آن والآخر ينظر بتجاههم فقالت ببرود متعمد وهي مبتسمة پشماتة
نظرة مطولة بينهم كانت ڼارية منه وثلجية منها تنضج بالوعيد منه وغير مبالية منها .. حتى قطعت النظرة هي عندما تركته وابتعدت متجهة إلى اللوحات حتى تشاهدهم .
ظلت مهرة واقفة أمام إحدى اللوحات لدقائق طويلة تحاول فهم المعنى الفني من وراء لوحة عبارة عن تداخل الون وتزاحمها بشكل غير مفهوم فتظهر في النهاية في شكل لوحة فنية ! .. أين الفن في مزج الون مختلفة بشكل عشوائي لو كان هذا يسمى الفن فما اسهله .
_ أيوة فين المغزي برضوا .. ماهو أنا عايزة الاقي سبب مقنع يخليني ادفع فلوس في لوحة الشوارع دي
_ لوحة إيه !!!
انتفضت بأرضها على أثر الصوت الذي أتاها من ظهرها والتفتت فورا بكامل جسدها فقابلت نفس الشاب الوسيم أو التركي كما وصفته ! .. والغريب أن للمرة الثالثة تقابله بمحض الصدفة ! .
_ افندم
آدم بنظرة قوية
_ إنتي كنتي بتقولي إيه دلوقتي على اللوحة !
التفتت برأسها إلى اللوحة ورجعت برأسها إليه لتقول بثقة معبرة عن رأيها
_ بقول إنها لوحة شوراع
أشار إلى
________________________________________
لوحته بدهشة وهتف يعيد جملتها بنبرة مستاءة من إھانتها له بمعرضه وأمامه
_ دي لوحة شوراع !
مهرة بقرف وعدم إعجاب
_ أيوة فين الفن فيها .. دي شبه شارع السوق عندنا لما بيكون يوم الخميس وتفضل ماشي وسط خلق الله مش شايف حد ولا عارف إنت فين
مسح آدم على وجهه بغيظ وهتف
_ إنتي بتقولي إيه !! .. وبعدين إزاي ډخلتي أصلا
ردت عليه مهرة في نبرة فظة وبغطرسة
_ وإنت مالك دخلت إزاي هو كان معرض اهلك .. بعدين مالك محموق أوي كدا على اللوحة شكلك دفعت فيها الفلوس ومرضيوش يرجعهالك أنا قولت برضوا والله لوحة زي دي خسارة فيها ربع جنية
انحنى عليها أدم وهمس بنظرة مشټعلة ونبرة محذرة
_ بت انتي احترمي نفسك أنا مش عايز أقل ادبي عليكي .. يعني جاية معرضي وبتغلطي في لوحتي وكمان بتقلي ادبك عليا
رمشت بعيناها عدة مرات تستوعب ما سمعته معرضه ولوحته ! .. ظلت تتلتفت برأسها بين اللوحة وبينه حتى قالت أخيرا بذهول
_ دي لوحتك إنت !!!
_ آه تخيلي
عادت تلقي نظرة متفحصة على اللوحة ثم عادت له وهمست بخفوت وجدية كان ملحوظ في نبرتها
_ هو إنت عندك حالة نفسية .. يعني اهلك كانوا لا مؤاخذة بيضربوك إنت وصغير فطلعت معقد أصل أنا أعرف عيل عندنا في المنطقة كان عنده توحد وحالته شبهك كدا فكان أهله بيدوله كراسة الرسم ويفضل يشخبط بالالوان بس .. لدرجة أنهم شكوا أنه ملبوس و....
أوقفها عن الكلام وصاح بها منفعلا
_ بس إيه العبط اللي بتقوليه ده !
_ ده مش عبط دي دراسات نفسية .. نصيحة مني الحق نفسك قبل
متابعة القراءة