أبناء يعقوب بقلم ولاء رفعت
المحتويات
المال بفئة مائة جنية وأجابت
لو قولتي ليا هيبقى فيه مېت جنية تانية زيها.
ابتلعت لعابها وهي تنظر إلى الورقة المالية باستسلام فقالت
هقولك بس بالله عليكي كأن ما قولتلكيش حاجة
أطلقت راوية زفرة كدلالة على أن صبرها قد أوشك على النفاذ وقالت
انجزي يا سعيدة ما أنتي عارفاني ومش أول مرة تحكي ليا.
حمودة عرف من واحد صاحبه إن المعلم يعقوب خده معاه عشان يشهد على العقد مع عم عرفة.
ضيقت راوية ما بين حاجبيها
عقد إيه ده اخلصي قولي بسرعة.
كانت تنظر إلى الأسفل تارة وإليها تارة أخرى ثم أخبرتها بتوجس
عقد جواز المعلم يعقوب على البنت اللي كانت بتشتغل عنده.
في المساء عاد من المتجر إلى منزله ليطمئن على صغيره وعلى زوجته الأولى التي وجدها تجلس في منتصف الأريكة ترتدي جلبابا أسود اللون وكذلك الوشاح أيضا أسود علم على الفور بأن هناك کاړثة في انتظاره فسألها
حدقت نحوه بنظرة أخبرته ما تشعر به جيدا فأجابت
لابسة أسود على بختي وحظي.
ضيق ما بين حاجبيه بامتعاض يسألها
لا حول ولا قوة إلا بالله ليه بتقولي كدا
نهضت وتقدمت منه فتوقفت تلقي عليه سؤالها الذي فاجئه بقوة
أقولك حمد لله على السلامة ولا أقولك مبروك يا عريس
واضح جواسيسك اللي زقاهم علي قاموا بالواجب أيوه يا راوية أنا أتجوزت.
و في هدوء يسبق العاصفة أخبرته قبل أن تطلق العنان لثورة ڠضبها
البت اللي أتجوزتها دي تطلقها حالا يا أنا يا هي.
ظل ينظر في عينيها بصمت حتى أخبرها
مش هطلقها واللي عندك اعمليه أنا الشرع محللي اتنين وتلاتة وأربعة معملتش حاجة حرام.
بس أنا مش موافقة.
استدار إليها وقال
موافقتك من عدمها مش هاتفرق أنا استحملت منك كتير ولا فكراني نايم على ودني وماعرفش بتعملي إيه من ورايا تحبي أقولك أنتي كنتي بتعملي إيه عند حسنات
أيوه كنت بعملك عمل عشان ما تروحش تتجوز عليا وعشان أخلف منك تاني.
صاحت
بتلك الكلمات فصاح هو أيضا پغضب
غلبها البكاء رغما عنها لتخبره من بين دموعها
أنا عمري ما أذيتك والأعمال دي عشان ما تبقاش لغيري.
وأدينى أتجوزت.
كلماته كنصال آلاف من الخناجر ټطعنها بقوة حتى خارت قواها ولا تريد شيئا سوى الآتي
أخبرها بتحد وإصرار
مش هطلقها.
قالها وكاد يذهب فأوقفته تقبض بيدها على ذراعه
يبقى تطلقني أنا.
جذب ذراعه من قبضتها قائلا
اقصري الشړ يا راوية أحسن لك طلاق مش هطلق.
أخبرته بتحد
أنا هاسيب لك البيت وماشية.
وقف أمامها مباشرة وبنظرة ټهديد قال لها
لو سيبتي البيت مش هترجعي له تاني.
قامت راوية بتنفيذ ما أخبرته به ومنذ ذلك الحين وهي تمكث لدى والدتها مرت الأيام حتى أكتمل شهر كامل قد مضي بينما هو كان ما بين المتجر والمنزل الجديد.
عاد من المتجر لتوه فقامت باستقباله بحفاوة وترحاب تخلع له حذائه وتخبره
أنا النهاردة عاملة لك الأكلة اللي أنت بتحبها.
تسلم إيدك يا حبيبتي.
يلا بقى أدخل غير هدومك واغسل إيديك قبل
ما الأكل يبرد وليك عندي مفاجأة بس بعد ما نتغدى.
وعلى المائدة كان يتناول طعامه شاردا فسألته زوجته لتطمئن عليه
مالك يا حبيبي فيه حاجة مزعلاك
ابتسم على مضض وهز رأسه بإنكار فأجاب
لا ما فيش شوية مشاكل في الشغل بس.
أنا مش عايزاك تشيل حمل هم أي حاجة أبدا طول ما أنا معاك.
نظر إليها مبتسما وقال
ما انتي اللي مهونة علي أي حاجة بتحصل كفاية أبص بس في عيونك بحس إن أنا في الجنة.
ضحكت بدلال وقالت
هنبقى في الجنة بإذن الله والسبب هيكون اللي هنا.
أمسكت بيده ووضعتها على بطنها عقد ما بين حاجبيه يحاول استيعاب ما تخبره به سألها
هو انتي...
هزت رأسها وأكملت
أنا حامل يا يعقوب.
خد يا بني أكياس اللحمة دي ووزعها على كل أهل الحارة.
قالها يعقوب فعقب عرفة
ربنا يزيدك من نعيمه يا معلم وربنا يقوم الجماعة بالسلامة.
يا رب يا عرفة يا رب.
وبعدما انتهى من الدعاء وجد أمامه شيخا كبيرا
في العمر ألقى التحية عليه
السلام عليكم يا يعقوب يا بني.
شعر يعقوب بأن هناك أمرا ما وقد أتى إليه هذا الرجل من أجله.
وعليكم السلام يا عم سليمان أتفضل.
ذهب كليهما وجلس كل منهما على كرسي مقابل إلى الأخر الذي يحدق إليه بعتاب ولوم قائلا
أنا جاى لك وزعلان منك جامد ينفع اللي عملته مع راوية ده
أخبره يعقوب بتبرير ما قد فعله
أنا معملتش حاجة حرام.
عقب الأخر
بس كان لازم تقولها يا بني وتسيبها تختار.
شعر بالضيق والضجر لذا قال له
بص يا عم سليمان أنا عارف مقام راوية بنت أختك عندك غالي قوي بس يعلم ربنا أنا براعي ربنا فيها ازاي و كل طلباتها مجابة ومسألة جوازتي التانية دي محسوم أمرها عايزة ترجع البيت أهلا و سهلا أنا ما قولتلهاش تسيب البيت
متابعة القراءة