عاصفة الحب بقلم سهام صادق
المحتويات
تتحدث بها وكأن العمل بالنسبه له شئ كان يريده بل إنه ارغم عليه من أجلها وحرك يده على خصلات شعرها يشعثه
_ هاخدلك اجازه من المدير نفسه
فمدت شفتيها حانقه
لا انا مبحبش الوسطه
فضحك وهو يجذبها إليه ويلثم خدها
خلاص خدي انتي الاجازه واستغلي سلمي واسهمها في الشركه بدل ما اقفلكم المكان واقعدوا انتوا الاتنين في البيت
_ الصغير ما انت عشان حوت في السوق عايز تاكل السمك
فحرك حاجبيه وهو يرفعها نحوه حتى أصبحت عيناها بعينيه
انا حوت ياسمكه
فضحكت بقوه وهي تحرك له رأسها إيجابا
ماشي يازينه هوريكي الحوت هيعمل ايه
وضاعت معه بعالمه الذي يمد لها يده ليأخذها فيه معه وفي وسط غمرة مشاعرهم الهائجة هتفت
لتأتيها الاجابه وهو يبرهن لها قولا وفعلا
...........
نهض احمد من جانبها يسحب علبه سجائره من أحد الأدراج واتجه نحو الشرفه ينفث دخان سيجارته بذهن شارد
تركت له كيانها واعطته نفسها كما اعطته من قبل قلبها.. أما هو لم يعطيها شئ إلا واجب يفعله ليله كانت هي فيها صاحبة المشاعر والتوق لمذاق الحب معه
سمع صوتها وهي تناديه بعدما أحكمت غلق مئزرها وسارت بالقرب من الشرفه المفتوحه
أحمد
فأطلق زفرة قويه لا يعلم اهي ندم ام راحه ام شيئا بعيدا يجهله
ودهس عقب سيجارته أسفل قدمه
ودلف إليه يغلق الشرفه خلفه
لم يكن يطالعها وهو يسألها
حسيت بالبرد
فهتف معتذرا وهو يلتف نحوها
معلش كنت محتاج ادخن
ووقف باقي الحديث بحلقه وهو يراها تقف أمامه بهيئتها البريئه تضم يدها على جسدها وترتعش فبدء يشعر ببروده الغرفه
انت مكنتش پتدخن كتير.. ايه اللي حصلك
فأقترب منها بخطوة تجذبها خطوة أخرى ليسحبها نحوه وعيناه تلمع من الرغبه والرد كان في عالم آخر
هما رايحين رحله.. ده شغل ياست الكل
فجذبته امينه للداخل كي يشرب قهوته معها
يعني اسيبهم ياكلوا من أكل الشارع
ربنا يباركلنا في عمرك
وجلست تسأله وهم يرتشفون القهوه سويا
عرفت تراضيها امبارح.. زينه طيبه وبنت حلال
لاحت على شفتيه ابتسامه حالمه وهو يتذكر ليله أمس.. فأبتمست امينه خلسة وهي تتمنى أن تراه دوما سعيد
...........
غفت بعد أن ازداد ضجرها من الرحله الطويله بين مصر والولايات المتحدة.. كان يقرأ في احد الكتب بتريث لېختلس النظرات إإليها من حينا لآخر فوجدها تتكئ على قبضة يدها وتغفو كالأطفال جانبه بعدما اصابها الملل وهي تطالع السحاب
اتسعت ابتسامته وهو يغلق الكتاب القابع بين ايديه وقد اعطته حرية مطالعتها ليمسح علي وجهها بخفه هاتفا داخله
حتى وانتي نايمه بريئه ياشهد
واعدل من وضعها لتنام براحه فأتسعت عيناه وهو يجدها تتشبث به... فأنفرجت شفتيه بضحكه خافته ومال نحوها هامسا
شهد لو عايزه تنامي على كتفي مافيش مشكله بس كده وضعنا مش تمام
لتفتح عيناها وابتعدت عنه پصدمه تشيح وجهها بعيدا عنه
لا انا صحيت خلاص ومش هنام تاني
وتمتمت داخلها بخجل عن فعلتها
كفايه فضايح
..............
داعبت عيناها بنعاس وهي تتمايل في خطواتها بعدما دلفوا للشقه أخيرا.. وبدأت تنتبه لمساحه الشقه الواسعه وتعلقت عيناها على الدرج الداخلي فالشقه تتكون من طابقين
لتنظر لتصميم الشقه والأثاث العصري ثم وقعت عيناها على الشرفه الزجاجيه وما ورائها من ناطحات سحاب لتقترب مذهوله من جمال ما تشاهد وبحثت عنه لتجده يقف خلفها يقعد ساعديه أمام صدره وينتظر حديثها
الشقه ديه هنعيش فيها
فأبتسم يوسف
وهو يقترب منها
عجبتك
لتلمع عيناها بأنبهار
جدا
وسألته بعفوية
هي أيجار ولا ملكك
فلم يتمالك يوسف ضحكاته ليهتز جسده من شدة الضحك
لا ملكي ياشهد
فهتفت وهي تبتعد عنه وتتأمل ما أمامها
كويس انها ملكك اصل لو إيجار هتدفع فلوس كتير اووي وهتأكلني جبنه طول الاسبوع
ضحكات لأول مره يضحكها من قلبه.. لتلتف نحوه حانقه
هو انا بقول نكته
فأبتسم وهو يقترب منها بخطوات معدودة
أنتي اللي نكته جميله ولذيذه ياشهد
لتتورد وجنتيها خجلا ثم اشاحت عيناها عنه
عايزه اكلم ماما
فنظر لساعة يده وطالعها وهي تتثاوب بنعاس واعطاها هاتفه فالوقت أصبح الآن بمصر العاشرة صباحا وصعد لأعلى يعطيها حرية الحديث مع والدتها
..............
تنهدت نجاة بسأم وهي تستمع لحديث تلك السيدة التي رأتها في عرس صديقتها
وانتي بقى ياحببتي عندك كام سنه
فزفرت نجاة أنفاسها وناولتها كأس الشاي متمتمه
عندي سبعه وعشرين
فلوت المرأة شفتيها وهي تصدر من فاها صوتا كلما ارتشفت رشفة من الشاي
ياحببتي ياختي اتطلقتي من عز شبابك
كانت نفس الاسطوانة اليوميه التي أصبحت تسمعها اما شفقه أو تهكم أو فضولا لمعرفه أسباب طلاقها
كل شئ قسمه ونصيب
فرمقها المرأة بنظرات متفحصه وتركت كأس الشاي علي الطاولة بعد أن انهته
ندخل في الموضوع بقى ياحببتي... انا ست دغري
فنظرت نجاة لها وقد بدأت تقلق من طريقة حديثها
اتفضلي انا سمعاكي
وكان الموضوع كما توقعت عريسا اخر
..............
مضغ فريد الطعام ببطئ وهو يجيب على أسئلة عدلي عن أوضاع السوق ورجال الأعمال اللذين بدئوا بالصعود... عشاء كان عملي ونادين تجلس تتناول طعامها بصمت والسؤال الدائم لها منه
متى ستخبره بما ينتظره والخبر ليس إلا حملها
وانتهت جلسة الطعام لتأمر نادين الخادمه بصنع القهوه وقد تكفل فريد بتوظيفها بعدما أراد أن يبعث له حماه بواحده من خدمه ولكن هو يعلم مخططه من ذلك
معلش ياولاد ديما من وقت للتاني باجي اقعد معاكم
وجلسوا بغرفة الضيافة وكالمعتاد الحديث لا ينقطع عن العمل.
................
فتحت عيناها تنظر حولها لتنهض بفزع
ديه مش اوضتي
لتتكئ برأسها على ظهر الفراش ټضرب جبهتها بخفه تحادث نفسها
فوقي ياشهد انتي دلوقتي مش في مصر
ونهضت من فوق الفراش ترتدي حذائها المنزلي الذي يشبه شكل الأرنب وفتحت باب الغرفه تتثاوب لتهبط لاسفل فتشم رائحه الطعام لتضع بيدها على معدتها التي بدأت تصدر اصواتا
واتجهت نحو المطبخ تهتف بحماس طفولي وعفويه
انا جعانه اوي
فألتف نحوها يوسف وهو يرتدي قميصا انيقا ويشمر أكمامه وتفحص هيئتها التي جعلته يبتسم فنظرت لحالها بحنق
ماله شكلي
وهبطت بعيناها تتأمل حذائها وأطراف بنطالها ثم الجزء العلوي لمنامتها وفركت شعرها وهمست بخفوت قد سمعه
ايه المنظر ده
ليقهقه يوسف بصخب بعدما تمالك نفسه للحظات
أنتي مش مقعول انا مضحكتش في حياتي كده
فأستاءت من تعبيره عنها وقد ظنت انه يستهزء بها
فوضع الطعام أمامها يلاطفها
قطتي المشاكسه الاكل اه كلي وانا رايح المستشفى
وباغتها بقبلة رقيقه وضعها على وجنتها
وتحرك من أمامها يعدل هندام ملابسه ثم غادر
لتلتف نحوه واضعه بيدها على وجنتها التي طبع قبلته عليها تسأل حالها
هو عمل كده ازاي
لتبتسم دون شعورا منها وتلتهم طعامها بجوع
................
أنهت سهرتها مع شقيقة زوجها وحماتها المرأة الطيبه التي تحتويها وكأنها أبنتها وصعدت لشقتها تنظر لساعة هاتفها تخاطب نفسها
هو اتأخر كده ليه... الساعه عشره جات ولسا مرجعش
وابتسمت وهي تتذكر الثوب الذي أعطاه لها منذ يومان واخبرها انه يريدها أن ترتديه الليله
فلمعت عيناها بخجل ولكن داخلها كان لديها رغبة قويه أن تتزين له
طالعته نادين بعدما راجع احد الملفات معها وهم جالسين بالغرفه فوق الاريكه ونهض من جانبها يحمل هاتفه متمتما
ما بترديش ليه يازينه
لتنظر إليه نادين تطمئنه
اكيد بتعمل حاجه او مش سمعاه
فتنهد فريد بعدما هاتفها للمرة الثالثه ثم وضع هاتفه على الطاوله بجانب الأوراق وأخذ يدلك عنقه
محتاج اخد دش دافي عشان اقدر اكمل
وأشار نحو بعض الأوراق لتهتف نادين بمرح
وانا هروح اعملنا قهوة نشربها
................
خرجت من المرحاض تجفف خصلات شعرها واخذت تصفف شعرها ثم طالعت حالها بالمرآة بعدما اكتملت صورتها... لتتذكر هاتفها الذي ألقته علي الاريكه فألتقطته كي تهاتفه لتتسع عيناها وهي تجد ثلاث مكالمات منه
وضعت نادين صنية القهوة على الطاوله بعدما أزاحت الأوراق جانبا... وكادت أن تبدء في مراجعه الملف الذي كان بيدها قبل أن تهبط لاسفل لأعداد
القهوة
ليصدح رنين هاتفه فرمقت الاسم المدون فألتقطت الهاتف وهتفت بعفوية
ازيك يازينه.. فريد في الحمام بياخد شاور اول ما يخرج هخليه يكلمك
ووضعت نادين الهاتف مكانه بعدما انتهت المكالمه وهي لا تعلم أنها أشعلت نيرانا في قلبها دون قصد منها
لتهوي زينه بجسدها تفترش الأرض وتسند ظهرها خلف الفراش ټدفن رأسها بين ركبتيها
بدء قلبها يخبرها انه لم يتزوجها حب أو على الأقل بدء يراها امرأه سيحبها يوما ولكن قلبها ينفي كل شئ وكأنه يريد أن يصدق ما يريده
الفصل السابع عشر
_ رواية عاصفة الحب.
_ بقلم سهام صادق
رفعت عيناها نحوه لتجده يجفف شعره فأبتمست وهي تشير للقهوة
القهوة للأسف بردت
فألقي المنشفه جانبا لتتذكر أمر زينه
زينه اتصلت بيك بس حسيت انها زعلت لما رديت عليها
وأخفضت عيناها نحو الأوراق التي ترتبها بخجل
من غير ما اقصد قولتلها انك بتاخد حمام... باين فهمت حاجه تانيه
ليلتقط فريد هاتفه سريعا زافرا أنفاسه بثقل
هتفسر الحكايه غلط مراتي وبقيت عارفها
وأخذ ينتظر أن تجيب عليه... ليزيل الهاتف عن أذنه حانقا
نادين انا لازم أمشي هحاول ارجع الصبح بدري واجي افطر معاكي
فنهضت من فوق الاريكه متفهمه
لو مقدرتش تيجي هحاول اخترع اي مبرر متقلقش
أغمض عيناه بقوة بعدما رأي رقدتها وهي نائمه.. كانت تغفو على الفراش تحتضن الوسادة بين ذراعيها.. فأقترب منها وهو يلقي سترته جانبا وجلس جوارها يمسح علي خدها
زينه
كانت تسمعه ولا تسمعه فعقلها يأخذها لعالمها الجريح
وشعرت به وهو يعدل وضعتها ويدثرها أسفل الغطاء ثم تمدد جانبها
افتحي عينك يازينه
فسمع صوت أنفاسها... فرفع ذقنها إليه هامسا
زينه انا عارف انك صاحيه وسمعاني
وابتسم وهو يجدها تفتح عيناها له
سيبني انام يافريد أو اعمل نفسي نايمه مفرقتش بس بكون مرتاحه ومبفكرش
وانا مش عايزك تنامي ولا تفكري عايزك تبقى معايا بقلبك وبس
شدد من ضمھا له فزفرت أنفاسها حانقة
ديه انانيه بقى
فأتسعت ابتسامته وحرك انامله بخفه على وجنتها اليمني
لا مش انانيه ده امتلاك وحب
ضعف قلبها للحظات حتى شعرت بأقتراب أنفاسه منها.. فدفعته عنها وابتعدت تسمح على وجهها پعنف.. فأنصدم من فعلتها بعدما كانت بدأت تتجاوب معه وقبل أن تترك له الغرفه حدقت به بقوة
مش ھتلمسني تاني يافريد غير لما اللعبه تنتهي
..............
ضجرت من مكوثها بمفردها في غرفتها الساعه كانت السابعه مساء وبفرق التوقيت لم تعد بأمكانها الاتصال بوالدتها أو شقيقتها في أي وقت تريده.. ثلاثه ايام لها هنا علمت فيهم معنى كلمة غربه حتى لو كانت غربة من أجل الأحلام من أجل أن تكون إنسان بحاضر جديد.. جمله فارس مازالت صداها داخلها وهو
متابعة القراءة