لمن القرار بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


نخسر فصل من فصول حياتنا لنغلق الفصل ونبدء في فصل أخر
.
جالت عيناه في أرجاء الغرفة يبحث عن طيفها فهو متأكد بأنها ليست بالأسفل ولم تذهب اليوم للجامعه ولا تدريبها بالمؤسسة بعدما توقفت عن الذهاب إليه رغم إستمرار زميلها أحمس ذلك الشقيق الروحي
وعندما تأتي ذكرى على أحمس على ذاكرته ترتسم ابتسامة ساخرة مستنكرة فوق شفتيه هو لا يستهوي هذا الشاب رغم يقينه إنه شاب مكافح طموح ومجتهد ويعيل والدته تلك السيدة التي جعلت حياتها له بعد ۏفاة والده 

لن ينكر أن مثال أحمس يعجبه ومن أكبر أسباب قبول تدريبه لديه هو إجتهاده وحصوله على تقديرات عالية بجامعته
ولكن زوجته الحمقاء المحبه لمهنتها تركت الفرصة وفضلت أن تقضي سنوات الدراسة كأي سنوات من العمر تقضى
وكحال الكثير من الناس يدرسون أشياء لا يجيدون عقولهم وشغفهم يهواها
اخذت عيناه تدور بالغرفة فتأكد من عدم وجودها بها.. فعلقت عيناه بساعة يده وخرج من الغرفة يبحث عنها والجواب كان يأخذه من الخادمة التي كانت تصعد للتو ومتجة نحو غرفة شهيرة
الهانم فين
توترت وردة قليلا كعادتها حينا يسألها رجلا سؤالا
خرجت يا بيه من ساعتين لا من تلت ساعات كده والله ما أنا فاكرة يا بيه
ضاقت عينين سليم ينفخ أنفاسه حنقا
روحي ناديلي مدام ألفت 
أسرعت وردة في تنفيذ أوامره ناسية الغرض الذي كانت متجها به نحو السيدة الأخرى شهيرة ولكنها توقفت مكانها 
هي البنت اللي بعتها تساعد الهانم موصلتش
أسرعت وردة بالجواب متذكرة الفتاة التي أتت قبل ساعات وعلى يبدو من اختصاصها وما تحمله إنها خبيرة تجميل
جات يا بيه ولما ملقتش مدام فتون.. شهيرة هانم استعانت بيها تجهز خديجة هانم وتساعدها في تسريحة شعرها والحاجات اللي أنت عارفها يا بيه
وسرعان ما كانت تتسع حدقتي وردة وهي ترى امتقاع ملامحه بسبب ما اردفت به غير واعية من تجاوزها في الحديث
أنا بقول أروح انادي مدام ألفت لحضرتك
وفرت هاربة راكضة من أمامه يتبعها سليم بنظراته الغاضبه عائدا لغرفته يضع الهاتف فوق أذنه
...
وعلى رأي المثل بعد ما شاب ودوه الكتاب
هتفت بها السيدة عبلة وهي تنظر لأبنتها مستنكرة وجودها بالمشفى اليوم
رفعت فتون عينيها نحوها وأغلقت الكتاب تنتظر سماع المزيد من عبارات التهكم من والدتها
مش عجبك كلامي يا بنت بطني
ما أنا قفلت الكتاب اللي مش عجبك
ايوة مش عجبني هو أنت هتعملي إيه بالتعليم
التمعت عينين فتون بالحسړة تتذكر نفس عبارات والدتها منذ سنوات حينا عادت من مدرستها بشهادتها تأمل أن تكمل تعليمها
نفس الجملة قولتهالي زمان وجوزتيني حسن وأنا معرفش يعني إيه جواز.. قولتيلي هتفرحي بالجواز والجواز حاجة حلوه وفي الأخر إيه اللي حصل
امتقعت ملامح السيدة عبلة من نفس الحديث الذي تكرره عليها لتشعرها بالذنب
ما أغلب بنات القرية بيتجوزوا في سنك ومحدش طلع خايب زيك وكلهم معاهم بدل العيل عيلين وفاتحين بيوت
ابتلعت فتون غصتها المريرة تتذكر قسۏة حسن معها
ليه خلفتينا كتير وظلمتينا
ازدادت ملامح السيدة عبلة إمتقاعا
ظلمتك يا بنت بطني عشان سترتك بدري
وأخذت السيدة عبلة ترثي حالها تطرق فوق فخذيها تخبرها عن الټضحية التي قدمتها لها ولأشقائها
بدء الصغير الراقد فوق فراش المشفى يستيقظ ينظر إليهم مدهوشا مما يحدث أمامه متمتما بحلق جاف
فتون أنت لسا هنا
واردف متسائلا عن الدراجة التي وعده بها سليم وبات يتسأل عنها كل يوم
هو سليم هيجبلي العجلة أمتى يا فتون
توقفت السيدة عبلة عن الندب وسرعان ما انشرحت ملامحها تنظر لأبنتها لتؤكد عليها أن خسارتها لزوجها خيبة لها ولهم جميعا
جوز أختك يا حبيبي هيجبهالك متخافش ومش أي عجلة.. عجلة كبيره كمان عشان باقية
________________________________________
اخواتك يركبوها معاك وكمان هيوديك البحر تتبسط ولا إيه يا فتون
طالعتها فتون صامته والدتها علقت أمال أشقائها على سليم وعليها وإذا رحل سليم رحل كل شئ عن حياتهم
اقتربت منه تمسح فوق شعره
قوم أنت يا حبيبي بالسلامه وهتلاقي العجلة عندك ها هتسيبني أركب معاك عليها
شوف البت الخيبة عايزه تركب

عجلة قولي يكون عندك عربية أنت اللي تسوقيها
هتفت بها السيده عبلة تستنكر حال أبنتها فلما لا يكون لديها سيارة ملك لها مثل طليقته تلك المرأة الحسناء
شايفه طليقته ذكية إزاي مطلعتش من الجوازة خسرانه
والدتها تظن أن شهيرة تحتاج لأموال سليم هي لا تقارن بشهيرة
وضحكة طويلة دمعت معها عينيها فامتعضت ملامح السيدة عبلة
خليك خيبة كده وضيعي جوازة وعيشة غيرك بيحلم بيها بس اقول إيه طالعه لأبوكي فكل حاجة
اقتربت السيدة ألفت بتوتر منه فقد مر أكثر من ساعتين على طلبه لها ولكنها للأسف أنشغلت ببعض الأشياء بالمطبخ وقد تناست أمر استدعائه لها
أنت لسا فاكرة يا مدام ألفت
اطرقت السيدة ألفت رأسها فعلقت عيناه بالضيف القادم صوبه في حفل بدء يستنكرها.. فحفل صغيرته أنقلبت لحفل عمل وقد وجدها حامد الأسيوطي فرصه للخروج من فشل صفقاته الأخيرة
المدام فين إيه اللي حصل في غيابي
هي مبلغتكش يا بيه إنها رايحة لأخوها المستشفى تزوره وتبعد عن الحفله عشان يعني...
احتدت عينين سليم ينظر لها فاسرعت تفسر له
في حاجة حصلت أنا معرفتش ابلغك بيها واتصرفت من دماغي وطلبت من الهانم متظهرش النهاردة
توقفت السيدة ألفت عن الحديث وهي ترى الضيف على مقربة منهم ثم اتبعته شهيرة
انسحبت السيدة ألفت تستعجب عدم علمه بأمر تركها المنزل اليوم وعدم الظهور بالحفل لتمنح شهيرة الصورة التي تريدها أمام الناس
معقول ميعرفش سبب تجنبها لحفلة النهاردة أنا لازم أوضح ليه السبب
وعادت عيناها تتعلق بشهيرة التي أشرقت ملامحها خاصة اليوم وأصبحت سيدة الحفل والزوجة الحالية التي بحث عنها الجميع اختفت من الصورة
ومن جهة أخرى وقفت دينا حانقة تكاد ټموت من شدة غيظها 
لا تستوعب كيف ستنسحب شهيرة من حياة سليم وستغادر منزله
فقد بدء الجميع يتحدث عن اختفاء الزوجة التي اختارها سليم النجار بعد انفصاله عن شهيرة الأسيوطي والكل أخد يتسأل
هل طلقها بعدما أدرك فداحة خطأه 
مش هتعرفيني على سليم النجار يا دينا
ارتفعت أنفاس دينا حنقا والټفت نحوه ممتقعة الوجه
في إيه مالك كل شويه مش هتعرفيني على سليم النجار سليم النجار عندك اه 
مالك بس يا حببتي لا لا أنت مش عجباني من ساعة ما جينا الحفله
حاوطها الواقف بذراعيه مبتسما بلزوجة تمقتها ولولا ماله وركضه خلفها ليتقرب منها ما سمحت لنفسها بالسير جواره 
إنه لا يملك الشكل ولا المظهر الأجتماعي ولا تعرف من أين له بهذا المال الذي لديه 
وقعت عيناها على شهيرة جوار سليم وقربها الشديد منه تقسم داخلها إنها بدأت تلعب من خلف ظهرها لشعورها بأقتراب الفرصة لتعود زوجته مرة أخرى
طلعتي ذكية يا شهيرة عايزه تفهميني إنك خلاص هتنسحبي من حياة سليم ويفضل بينكم إحترام متبادل.. لا ذكية ومحتاجة مني صقفة يا بنت الأكابر
اجيبلك حاجة تشربيها يا حببتي
انتبهت على ذلك الملتصق بها تنظر إليه شزرا تحاول التحكم في سخطها حتى لا تخسر ماله
مسعد حبيبي
رفرف قلب الواقف ينظر لحسنها الذي سلب فؤاده
مش كنت عايز تتعرف على سليم النجار شكل الفرصه جاتلنا يا حبيبي
التمعت عينين مسعد يلتف برأسه ينظر نحو الواقف وعاد يركز نظراته عليها متسائلا بمراوغة 
هي ديه مراته
وبسخرية شديدة اجابته
لا يا حبيبي ديه طليقته مراته هابله انسحبت من الحفله عشان الناس ميقولوش عليها خدامة.. أصلها كانت خدامة عنده ومرات السواق
ومسعد يسمع حديثها مبتهجا فهو خير من يعلم تلك الخادمة زوجة حسن الصديق الذي غدر به كما غدر به هو الأخر
فتون
تلهف قلبها كحال أذنيها وقد أعطاها صمته ونظراته إليها أملا
ارتفعت دقات قلبها في ترقب تنتظر سماع جوابه ف فتحي سوف يثبت لها اليوم أنه مازال يحمل في قلبه ذرة حب لها كونها شقيقته من دمائه وستستيقظ النخوة داخله
انتظرت ما سيطرب قلبها ما سيخبرها إن لديها عضد فشقيقها لن يخذلها اليوم وسيأخذها معه عائدا بها لمنزلهم وحارتهم
ورغم استحالة ما تقنع به حالها إلا إنها تشعر من نظراته وصمته ببصيص من الأمل
أنت عارفني يا فتحي.. إني شاطرة وبسد في أي شغلانههرجع اشتغل في المصنع من تاني وهجيب ماكنة خياطة أشتغل عليها او ممكن أقف في محل ملابس بعدما أخلص في المصنع أو اشوف شغلانه في أي مطعم.. وليك عليا يا سيدي كل شهر اديك الف جنيه ومش هتحس بيا.. بس خليني أرجع معاك بيتنا
وانسابت دموعها تتذكر جدران منزلها الحبيب تتلهف على سماع جوابه ومنحها الموافقه
طال تفكير فتحي وابتعد بأنظاره عنها.. ينظر للغرفة التي خلت بهم بعدما تركهم جسار لبعض الوقت سويا
أنت بتفكر في إيه يا فتحي المفروض تكون راجلي و سندي يا ابن امي وابويا
تجهمت ملامح فتحي وهو يستمع لسخريتها وتشكيكها في نخوته
ما أنا سندك أه يا ختي ده أنا متشحطط وسايب مصالحي عشان أجوزك للراجل اللي يستهلك
انطفأ الأمل داخلها تنظر إليه تستجدي عاطفته
مترمنيش يا فتحي محدش فيهم عايزني غير

لغرض معين في حياته وبعدين هيرميني
مش أنت اللي هربتي مني عشان متشتغليش مع المعلم وجدي
اعتلت الحسړة روحها فلا أمل بشقيقها
فهل سيكون الأمل بمن ليسوا من دمائها 
كنت عايزني اشتغل في الكباريه يا فتحي
امتعضت ملامح فتحي ينفخ خديه يحسب حسبته داخل عقله فاسرعت في التقاط ذراعه تستجديه مرة أخرى ولكن سرعان ما تركت ذراعه وقد صعقها ما هتف به
جسار باشا لازم يشخلل أيده حبتين مش كفايه هطلع عيل مع عنتر باشا ده أنا واخد من الراجل عشر الآف جنيه
....
استمر في تحريك القطعة النسائية حول أصبعه ينظر إليها بنظرات متلاعبة نظرات كانت جديدة عليها من رجل ك كاظم النعماني
ازدردت لعابها في توتر وحرج فما الذي يفعله وينتظره منها استمرت في تحديقها بفعلته وقد ازدادت نظراته عبثا
هي ديه برضوة فوطة بيتلمع بيها يا جنات
وارتسم الامتعاض فوق ملامحه من عدم إختيارها لكذبة مقنعة
كدبه مش في محلها خالص
اتسعت عيناها وهي تراه يميل نحوها يهمس بعبارته الأخيرة قربها
التقطت أنفاسها ثم حبستها لثواني قبل أن تزفرها بقوة
أسرعت في التقاط القطعه منه متمتمه بحنق
أنت اللي عايز تشوفها حاجة تانية فماليش علاقه بنظرتك للأمور
هل اذهلته عبارتها بالفعل أذهلته زوجته بارعة في تخليص حالها من الأمر بأي حجة سواء كانت مقنعة او لا تمت للأمر بصله
بشوف الأمور بنظرة تانيه.. هحاول ماخدش كلامك بطريقة جارحة وهعمل نفسي مسمعتش تبريرك المضحك
امتعضت ملامحها من قدرته في إثارة حنقها وقبضت فوق القطعه بقوة حتى تخفيها عن عينيه
شكرا لكرم أخلاقك يا كاظم باشا
صدحت ضحكاته عاليا عقب حديثها لا يصدق حاله إنه بات يستمتع بحديثها بل ويضحكه
ماشاء الله شيفاك بقيت محب للضحك أوي مش خاېف لتتعود يا كاظم باشا
إنها بالفعل تستفزه ولكنه بات يعتاد على مناوشتهم الممتعه
اقترب منها يحاصرها بين ذراعيه بطريقة أجفلتها وأثارة حفيظتها من قربه
مهما حاولتي تستفزيني يا جنات مش هتقدري عارفه ليه لأني مقرر أستمتع بالهدنه اللي بينا
قصدك الرحلة اللي
________________________________________
اجبرتني عليها أكون فيها
 

تم نسخ الرابط