فراشة في جزيرة الذهب بقلم سوما العربي
المحتويات
تقبيلها كما أراد لكنها لم تتحمل.
و أنتضفضت تشهق پصدمة....ربما ما
كان عليه أن يفاجئها بتوالي رغباته هكذا...بالأخير هو بالنسبة لها المعلم زيدان.... كانت ترهبه بشدة.
و وقفت أمامه تلهث منكمشة حول نفسها تبتعد عنه.
و هو وجهه أراضا بحرج لا يعرف كيف يواجهها.
وكان صوت جرس الباب بمثابة المنقذ له من ذلك الموقف المحرج ..ليس له وحسب بل لحورية كذلك التي ركضت تجاه الباب تفتحه.
حورية... ماعلش يا بنتي لو جيت لك بدري كده وأنتي لسه عروسة بس انا....
قاطعتها حورية تردد بقلق
أنتي تيجي في أي وقت يا خالتو..مالك كده في أيه
قلبي واكلني على رنا يا حورية...شوفت حلم صعب قوي وقومت من النوم مفزوعه...قلبي مش مرتاح و أنا قلبي دليلي...بنتي فيها حاجة... أنا متأكدة.
بقولك أنا حاسة بيها دي بنتي... أنا مش جايه ازعجك أنتي وعريسك يا بنتي.. أنا بس عايزة منك عنوان الشركه الزفت إلي طلعتها الرحله المنيلة دي ...هروح هناك أسأل أشوف في ايه ومش بتكلمنا ليه وليه تليفونها على طول مقفول كده يمكن هما عارفين يوصلوا للفريق بتاعهم .
طب هاتي العنوان يابنتي خليني أروح.
لا تروحي إيه أنا جايه معاكي.
و جوزك يا بنتي.
تقدم زيدان بعدما جمع بعض من شتات نفسه اخيرا و حمحم بصوته ثم تحدث
ست جنات صباح الخير ... واقفه على الباب كده ليه أدخلي مايصحش كده ده بيتك ..مش تدخليها يا حورية.
أاا... لأ دي.. أصلها مستعجله... ماعلش هروح معاها مشوار كده لحد الشركة بتاعت رنا أصلها مش عارفه الطريق.
نظر لهما بإستغراب ثم سأل
مشوار ايه.. أنا في الخدمة وبلاش أنتي تنزلي.
رفضت جنات على الفور وقالت بحزم
لا يا حبيبي كتر خيرك...خليك أنت مع عروستك وخلي حورية كمان أنا عارفة انك خاېف عليها وأنها مايصحش تخرج دلوقتي... أنا عايزة العنوان بس.
لا يا ست الكل أنا ماقصدش أنا قصدي أكون أنا معاكي يمكن تحتاجي حاجة بس خلاص ..روحي معاها يا حورية وخلو بالكو من نفسكم.
قالت حورية
دقيقة واحدة وهكون لبست.
دلفت حورية للغرفة تاركه زيدان يحاول مضايفة خالتها لكنها لم تستغرق وقتا طويلا وخرجت بعدما بدلت ثيابها تردد
يالا أنا جاهزة.
حورية.....خلي بالك من نفسك.
نظرا له فقال بتوتر
ومن خالتك.
هزت رأسها موافقة ثم غادرت مع خالتها وتركته ينظر لأثرها بمشاعر مختلطة.
_______________________________
في مكان جديد عامر بالأشجار و النباتات النادرة وينابيع المياه خيم فريق البحث الخاص بالشركة المصرية وجلسوا متعبين منهكين وردد أحدهم
ازي الحال دلوقتي...متسوحين و متبهدلين ومش
عارفين نوصل لأي حاجة لأ و وفوق ده كله هنرجع للشركة في مصر بأيدينا فاضيه... أيد ورا و أيد قدام..يارب الست منه تكون مبسوطة كده و مرتاحة.
رفعت منه وجهها وقالت بنزق
وهي منه مالها يا سي نزار
رد نزار پغضب
مالك بالذمة ليكي عين تسألي
وقفت منه وصړخت فيه
خد بالك من كلامك يا نزار واتكلم على قدك ..مش أنا إلي يتقالي كده وبلاش تخليني احطك في دماغي أنت عارف إلي بحطه في دماغي بيحصل فيه إيه وبتكون نهايته إيه.
طبعا طبعا
يا أستاذة منه مانتي والأستاذة دعاء حطيتوا رنا في دماغكم وبعدها لعبتوا لعبتكوا القڈرة والبت تاهت مننا في عرض البحر ويا عالم عايشة و ماټت.
تعيش ټموت مش قصتي و وطي صوتك يا نزار أحسنلك وماتنساش إن أنا مديرتك.
وقف نزار من جلسته بسرعة يقول ساخرا
شي لله يا مديرة...هو أنتي لسه عايشة الوهم كلنا عارفين مين هي المديرة الحقيقية...رنا الي خۏفتي منها ومن شطارتها وعشان كده عملتي فيها إلي عملتيه عشان بس تبقي مديرة الكامب على أساس إيه مش عارف ولا عارف إزاي خيالك صورلك أنك تنفعي ...تقدري تقوليلي دلوقتي هيبقى إيه الحال واحنا راجعين للشركه إلي صرفت على الرحلة دي ملايين الملايين على أمل بالعائد إلي هنرجع بيه لما نوصل للدهب مش عارفين أنك ضحيتي بالخبيرة إلي كانت معانا وأنتي مسوحانا وكل يوم مش عارفه توصلي لنتيجه واحده صح.. ده انتي بتطلعي نتايج الميكروسكوب غلط ...بقالنا أد إيه هنا وكل يوم تعشمينا لحد ما خلاص.
أرتبكت منه من حديث نزار الصام والذي كان بالصميم وكشفها فوقف باقي أعضاء الفريق يحاولون تهدئة الموقف بينما قالت منه
أنت إزاي تتجرأ تقولي كلام زي ده...أعتبر نفسك متحول للتحقيق أنت سامع.
هيييئ ...حوش حوش... إسم الله... أنتي فاكرة إننا لما نرجع مصر هيكون الوضع هو الوضع ... أنتي مش عارفه أنتي عملتي إيه ولا إيه.
ألتف نزار يواجه زملائه مكملا بحدة
وانتو... ساكتين كده ليه... واحده لحم و ډم كانت معانا وفقدناها و الهانم عمالة تلبسنا في الحيط ..هنرجع مصر نقولهم إيه
وقفت إحدى عضوات الفريق تقول
لاااا... إحنا بنفذ التعليمات وبس وأستاذة منه ...هي المسؤولة عن كل حاجة حصلت وبتحصل ولا إيه يا ريسة
أحتدت عينا منه وهي تنظر لهم
فوقف شخص آخر يؤكد
مالك بتبصي لنا كده ليه إحنا نفذنا كل إلي قولتي عليه ولسه مكملين مشي ورا دماغك وشطارتك إلي فلقتينا بيها و أنتي إلي غفلتينا ساعة ما مشينا بالمركب من الجزيرة إلي وقفنا ريست فيها
أكملت الفتاة الأولى
و ساعتها قولتي إن عددنا كامل ولما سألنا على رنا قولتي أنها في الكابينه نايمة شوية عشان جالها دوار البحر... وما أكتشفناش الکاړثة الحقيقية غير بعدها بكتير ولا نسيتي يا مديرة
رفعت منه هامتها وقالت بجحود
والله خلاص خلصتوا..ياريت إلي عندو كلمه يخليها لنفسه وآه.. أنا المسؤولة هنا يالا من قدامي كل واحد على شغله مش عايزة لك كتير...يالااا..
تحركوا جميعا على مضض يردد كل منهما
نتحرك على إيه والنبي
قال يعني ماشية صح وعارفة بتعمل ايه
دي احنا ولا إلي بيبلط البحر
صړخت بغيظ وعنجهيه
مش عايزة أسمع صوت ومخصوم من كل واحد فيكم أسبوع عشان تبقوا تتكلموا قوي.
نظروا لها بلا مبالاة وسخرية ثم تحركوا جميعا وبقت منه وحدها مع دعاء آلتي كانت تنظر لها بقلق بالغ قالت
وبعدين يا منه... احنا كده روحنا في
داهيه..لا وصلنا للدهب ولا عملنا حاجة وكمان إلي أسمها رنا دي هيتهمونا فيها.
يتهمونا في إيه... واحدة نزلت من المركب وتاهت عنا كنا هنعمل لها إيه
و باقي الفريق... ماسمعتيش قالوا إيه
خلي حد فيهم ينطق بكلمة كده وشوفي أنا هعمل فيه إيه
يا منه.. إحنا حتى مانجحناش و ما عرفتيش توصلي للدهب..هنرجع مصر نقولهم إيه
في تلك الأثناء دق هاتف منه بإتصال من القاهرة فنظرت هي و دعاء لبعضهما ثم فتحا المكالمة.
في القاهرة
وصلت حورية مع خالتها لمقر الشركة التي تعمل بها ربنا.
وصلت بالمصعد للطابق المنشود تسأل عن المدير وأرشدتها إحدى الفتيات لغرفته.
فوقفت أمام سكرتيرة مكتبه التي شملتها بنظرة بعينها
ثم سألت
أقدر أساعدك إزاي
فقالت حورية
عايزين نقابل مدير الشركة لو سمحتي
في ميعاد سابق
لأ...بس... إحنا مش هناخد من وقته كتير.. إحنا قرايب رنا فهمي وكنا عايزين أي طريقة تطمنا عليها يعني لو أنتي هتقدري تطمنينا وتوصلينا بيها فتمام مش ضروري ندخله
زمت الفتاة بأسف وردت
للأسف يافندم مش هقدر أفيدك لكن ممكن تدخلي لأستاذ عاصم كمان عشر دقايق بالظبط هو في أجتماع وقرب يخلص... اتفضلوا أستريحوا.
تقدمت تجلس بجوار خالتها تنتظر إلى أن أذنت لهما السكرتيرة بالدخول فتقدمت مع خالتها تدق الباب.
وقف عاصم عن مكتبه يرد بإنشغال
إدخل.
فتحت حورية الباب ودخلت جنات أولا وهي بعدها تردد
السلام عليكم.
لم ينتبه عاصم كثيرا كان منشغل بجمع أوراقه..نظرت جنات لحورية التي حمحمت بصوتها ثم قالت
أحمممم.... أستاذ عاصم.
رفع نظره لها ما أن أستمع لأسمه من ذاك الصوت العذب لتفتن عيناه و هو يرى أحدى الحوريات متجسدة أمامه حتى أنها ترتدي فستان قطني أبيض.
فبدت ناعمة مثل حلوى المرشميلو...بهت عاصم و أنعقد لسانه لا يسعه سوى التطلع لها يمتع أنظاره بحسنها النوراني يتوه في ملامحها.
نظرت جنات وحوريه لبعضهما بإستغراب ثم رددت حورية تسأل
أستاذ عاصم
رد بتيه وذهول
هو.
فتقدمت تكمل
أنا حورية
فقال بتأكيد
أنا قولت كده والله
أفندم
لم ينتبه أو يبالي بحدتها وإنما كان يبحث عن شيء واحد مهم شغل باله... أول ما اهتم به هل تلك الحورية متربطة أهنالك خاتم خطبة أو زواج بيدها
تنهد بارتياح وهو يرى أصابع كلتا كفيها فارغة تماما.. التقط أنفاسه وكأنه كان بمهمة صعبه ومصيرية.
ثم قال بترحاب شديد مبالغ فيه
أتفضلي أتفضلي يا أنسة حورية.
تقدمت مع خالتها إلتي لم تكن تبالي لكل أفعاله حاليا هي كل همها ابنتها الآن.
جلست كل منهما مقابله فقال
تشربي إيه.
نظرت له بإستغراب وكأنه معتوه..هل خالتها شفاف لهذه الدرجة
وردت
لأ مالوش لزوم أنا....
قاطعها يردد بيقين تام
حورية.
تنهدت جنات بسأم فلاحظها عاصم أخيرا وقال
أ.. أهلا وسهلا يا مدام.
أهلا بك يا بني... أنا جايه وعايزه أسألك عن رنا
رنا
نظرت له حورية بضيق تسأل هل هو غبي أم معتوه ثم أكملت
حضرتك أنا حورية بنت خالة رنا فهمي ودي خالتي ومامتها وأحنا جايين لحضرتك عشان نطمن عليها لأنها من ساعة ما سافرت ومافيش أي خبر او إتصال عنها.
لكن عاصم كان لا يزال تحت تأثير إنعجابه بحوريه وجمالها فهتفت بنفاذ صبر
يا أستاذ.
أجفل أخيرا ينتبه ثم قال
أاا..ااه..رنا..ماهو.. يعني.. إزاي... ممكن عشان الشبكة هناك ضعيفة جدا... أنا هتواصل معاهم دلوقتي وأحاول اخليكم تكلموها
تهلل وجه كل من حوريه وجنات التي سألت بلهفة
صحيح يابني
أيوة طبعا...ثواني.
رفع سماعة هاتفه بتصل برقم منه إلى أن جاء الرد فتحدث وعينه على حورية بإعجاب لا يمكنه تنحيتها
الو... أيوة يا منه . إيه الأخبار عندك.
كله
تمام يا عاصم
تمام... طيب رنا ايه أخبارها
إرتبكت منه وتلجلجت في ردها حين سؤلت عن رنا فقالت
كو.. كويسه.
طيب هي فين مامتها هنا وبتسأل عنها عايزة تكلمها.. ايديها التليفون
هاااا...ألاا.
نعم في ايه يا منه
جمعت منه كل شجاعتها وكذبها ثم قالت بقوة وثبات
هيكون في ايه يا عاصم..بس الفريق دلوقتي كله في الموقع وأنا عند الخيم والشبكه مش شغالة هناك.
خلاص لما ترجعوا ..كله تمام عندك.
تمام تمام.
أنهى معها الأتصال ونظره مازال على حورية يردد بإنجذاب ولباقة
شوفتي ياستي..أطمنتي
زاغت عينا حورية.. نظرات الرجل صريحه تماما أي فتاة تعرف تلك النظرات جيدا... حاولت تحاشي النظر له وتوجهت لخالتها تسألها
ها يا خالتو...أتطمني
لسه بردو.
ماهو قال كويسة وفي شغلها ولما ترجع بالليل هيكلمها... إيه رأيك.
هزت جنات رأسها بتقبل فنظرت حورية لعاصم لتجده ينظر لها مبتسما فقالت بإرتباك
خلاص يا أستاذ عاصم وأحنا متشكرين جدا لحضرتك و
متأسفين على
متابعة القراءة