أنا لها شمس بقلم روز أمين
المحتويات
الدموع قد تكونت بعينيها
الله يرحمك يا عم غانم كنت راجل طيب
عبست ملامحها وتحركت إلى الخزانة لتنتقي ثوباباتت تتفحص الثياب لتهتف عزة وهي تمسك بثوب رائع كلاسيكي ناعم ذو أكمام طويلة تنتهي بأساور مغلقتين بزرارين من اللون الذهبيأما قصة الصدر تبدأ بياقة كلاسيكية من القماش الستان على شكل Vيلتف فوق خصره حزاما ايضا باللون الاسودولجت للحمام وبعد قليل خرجت لتشهق عزة وهي تقول بانبهار من إطلالتها المبهرة
ابتسمت لتتحرك صوب طاولة الزينة لتقف أمام المرآة التي عكست صورتها مما جعلها تتطلع برضابدأت بلف الحجاب وإحكامة برتابة لتجلب لها عزة حذاءا جلدي باللون الاسود ذو كعب عالي مما أعطاها مظهرا خلابا وزاد طولها لعدة سنتيمتراتاستمعت عزة لصوت هاتفها فنظرت بشاشته لتنطق قائلة
ده أيهم أخوك كلمني وانا جاية في الطريق وكان عاوز يكلمك علشان يطمن عليكوقالي إنك عاملة له حظر
مش عاوزة أكلم حدهما عاوزين مني إيه تانيمش كفاية اللي حصل لي من راهم
هرولت عليها لتقول في محاولة منها لتهدأة روعها
إهدي يا إيثار أيهم ملوش دعوة بيهمده هو اللي كلمني وقالي أكلم أيمن بيه علشان يلحقك وكلمني إمبارح بالليل وقال لي إن أمك وعزيز رفضوا يرفعوا القضية
وبدأت تقص عليها ما حدث تحت استغراب إيثار من موقف أيهم الرجولي بالنسبة لها
أتت السيدة الأنيقة وهي تمشي برقي لتجيبها بعدما وضعت كفيها فوق بعضيهما واحنت رأسها قليلا كنوعا من التوقير
أفندم يا دكتورة
سألته مستفسرة
فريال والولاد فين
أجابتها بإبانة
مدام فريال طلبت الفطار يطلع لها هي وبيسانفوق
تطلعت أمامها بتركيز ثم أخرجت تنهيدة عميقة قبل أن تنظر إلى العاملة لتقول بهدوء
تحت أمرك يا دكتورة... قالتها المرأة بوقار لتتحرك عائدة إلى المطبخزفرت عصمت باستياء إستنكارا لأفعال نجلتها العنيدة ثم نظرت للدرج وتحركت صوبه لتصعدة مرة أخرىبعد قليل دقت فوق باب الجناح الخاص بصغيرتها لتستمع إلى صوت ماجد الذي نطق بوقار
فتحت الباب لتجده واقفا أمام المرآة يعقد ربطة عنقه بعدما ارتدى ثيابه استعدادا للذهاب إلى الجامعةأما فريال فكانت تجلس فوق الأريكة متكئة على ذراعها تجاورها بيسان المنشغلة بمشاهدة مسلسلها الكرتوني المفضلالسنافرإلتفت ماجد صوب الباب لينتبة باحترام لوقوفها لتلقي هي عليهم تحية الصباح قائلة ببشاشة وجه
صباح الخير
على عجالة نطق ماجد باحترام
صباح النور يا دكتورةإتفضلي
قالها وهو يشير لها بكفه باتجاه الداخلاعتدلت فريال وردت تحية والدتهاتطلعت عصمت على ماجد ونطقت تسأله باهتمام
رايح الجامعة
أومى بإيجاب ليسألها مستفسرا بعدما لاحظ عدم ارتدائها لملابسها الرسمية التي ترتديها بالجامعة
هو حضرتك مش رايحة الجامعة النهاردة ولا إيه
أجابته باستفاضة
إتصلت بالجامعة وأخدت أجازة عارضة علشان مرات فؤاد ما تحسش إننا مش مهتمين بوجودها
لوت فريال فاهها بطريقة تهكمية ثم قلبت عينيها بضجرأما ماجد فوافقها التفكير ثم نطق وهو يرتدي
________________________________________
حلة بدلته
أنا نازل
اقترب على زوجته وضع قبلة فوق رأسها وأيضا صغيرته ثم مال ليلتقط حقيبته الجلدية من فوق طاولة صغيرة وانسحب للخارج ليترك لهما المجالتطلعت عليها لتسألها بتعجب عن الصغير
هو فؤاد لسه نايم ولا إيه
بملامح وجه عابسة أجابتها بنعم لتتحرك والدتها وتجاورها الجلوس لتقول بنبرة هادئة
أول مرة تطلبي من سعاد تطلع لك فطارك هنا
تنهدت بعمق لتقول بملامح جامدة وهي تنظر لشاشة التلفاز متلاشية النظر لوالدتها
محبتش أزعج فؤاد باشا بوجودي
واستطردت متهكمة بعدما لاحظت إهتمام والدتها بتلك الدخيلة على قصرهم
واهي فرصة علشان تعرفوا ترحبوا كويس بالكونتيسة
أخرجت تنهيدة حارة مع هزات بسيطة من رأسها إستياءا لحديثها الناقم ليخرج صوتها مؤنبا لنجلتها قائلة
ليه كل ده يا فريالعاملة كل ده ليه!
إنت عاوزة تجننيني يا ماما صح...نطقتها فريال بحدة بعدما إلتفت بجسدها لتصبح في مواجهة والدتها ثم استرسلت بنبرة لائمة
أنا مش قادرة استوعب اللي حصل ولا قادرة أفهم موقفك إنت وبابابسهولة كده تقبلتوا الموضوع وسمحتوا لواحدة جاية من الشارع إنها تدخل بيتنا وتعيش وسطنا من غير أي قيود
تعمقت بعينيها ثم هزت رأسها پجنون لتسترسل باعتراض شديد لموقف والديها المخزي بالنسبة لها
ده انتوا حتى مسألتوش عليها علشان تأمنوا لوجودها وسطنا!
اتسعت عيني عصمت ذهولا وهي تستمع لكلمات صغيرتها الغاضبة لتنطق باستنكار
أنا اللي بجد مش مصدقة رد فعلك المبالغ فيه على الموضوعإنت شايفة نفسك بتتكلمي إزاي والطريقة اللي بتكلميني بيه!
تذمرت كالاطفال وهي تقول بنبرات صادقة
يا ماما حاولي تفهميني انا خاېفة على أخويا وده من حقي
واسترسلت بقلب يعتصر ألما على ما مر به شقيقها بالماضي
فؤاد مر بتجربة بشعة حولته لبني أدم تاني ولسة لحد الوقت متأثر بتوابعها
واسترسلت بكلمات مستنكرة يشوبها التوجس
نعرفها منين البنت دي مش يمكن تكون أسوء من نجلا ولعبت عليه لحد ما اتجوزته علشان فلوسه ومنصبهويرجع يعيش نفس الۏجع تاني!
أمسكت بكفي إبنتها باحتواء لتجيبها بنظرات حنونة
يا حبيبة قلبي خليكي واثقة في أخوك أكتر من كده فؤاد مش صغير ولا من النوع اللي بينساق ورا قلبه وبس هو أكد ل بابا إنه سأل عليها كويس جداده يعرفها من فترة كبيرةوأكيد مش هياخد خطوة زي دي غير لما يكون مطمن لها وواثق منها أكتر من ثقته في نفسه
تنهدت بعمق لتسترسل بقلب أم توجع لسنوات لاجل صغيرها
يا بنتي إحنا ما صدقنا إن ربنا يفك عقدته ويتجوز وبعدين أخوك شكله بيحبها بجد
أيوا الأستاذة شكلها عرفت تملكه كويس قوي...نطقت كلماتها بحدة لتسترسل بغيرة ظهرت بينة بعينيها
أشاحت ببصرها عنها لتضحك الاخرى ثم وقفت وهي تقول
هاتي بيسان ويلا علشان نلحق الفطار وياريت تبقي لطيفة مع البنت علشان متزعليش فؤاد منك أكتر من كده
انسحبت لتلحق بها تلك المتمردة مصطحبة ابنتها معها
داخل فيلا أيمن الاباصيري
يلتف الجميع حول طاولة الإفطار يتناولون الطعام بهدوءنظرت لارا إلى شاشة هاتفها تتفحصه وهي تقول بسعادة
فون إيثار إتفتحهقوم أكلمها علشان أطمن عليها
قالت كلمتها الاخيرة وهي تهب واقفة ليوقفها صوت أبيها قائلا
إصبري يا لارا إبقي كلميها متأخر
أجابته بحماس
إيثار بتصحى بدري يا بابي
تحدث بنبرة جادة
النهاردة أول يوم جواز ل إيثار ولازم تراعي ظروفها الجديدة
جحظت أعين الجميع ليسأله أحمد باستغراب
مين دي اللي إتجوزت يا بابا إيثار!
ابتسم ليقص لهم ما حدث لتجحظ عيني سالي وهي تسأل بذهول
إيثار وفؤاد علام طب إزاي!
واستطردت تسأل بحيرة
وأهله وافقوا كده عادي
أجابها ببساطة وهو يتناول طعامة
آه طبعا وافقواسيادة المستشار بنفسه أكد لي وانا بكلمه بالليل اطمن على إيثار إنه بلغ أبوه وأبوه مرحب بالموضوع
هزت رأسها بذهول أيعقل أن تتزوج تلك البسيطة بذاك الوسيم الثري وتصبح سيدة مجتمع تنتمي للوسط الراقي بعد أن كانت تنتمي للطبقة الكادحة ابتسمت نيللي لتنطق وهي تقول بتأكيد لصحة نظرتها للأمور
علشان تبقي تصدقيني لما أقول لك أي حاجة بعد كده
تنفست بضيق لتجيبها بملامح وجه مستاءة
والله يا طنط الواحد ما بقى مصدق اللي بيحصل حوالينا من كتر غرابته
إيثار تستاهل كل حاجة حلوة...نطقتها لارا بنبرة سعيدة لترمقها سالي باستخفاف وعقلها الباطن يستنكر ما حدث بشدة
كان يقف بوسط غرفته مازال محتضنا ذاك الرداء يشتم به رائحتها التي سلبته لبه بعيني مغمضة وقلب ينتفض بقوة وكأنه عاد مراهقا من جديدتلك المشاعر التي يحياها معها لم تمر عليه من ذي قبللذة من نوع خاص يتذوقها لأول مرة معهافكل شيئ معها مميزا وغريبنظراتهماالإبتسامات المتبادلة
ثواني يا حبيبي
ابتلع باقي كلمته وهو يتطلع لتلك الواقفة امامه وابتسامتها البلهاء تملؤ وجهها وهي تبسط ذراعيها بالرداء لتقول
البيجامه بتاعتك يا باشا
لتسترسل وهي تشير للغرفة المجاورة
إيثار بتقول لك إنها جاهزة
كظم غيظه بداخله وأشار لها بالإنصراف لتزيدها عليه تلك الثرثارة حيث سألته بابتسامة مستفزة
تؤمرنيش بحاجة يا باشا
رمقها بحدة ليهتف من بين أسنانه بغيظ لو خرج لفتك بها
روحي من وشي يا عزة
وقبل أن تجيبه قام بصفع الباب بوجهها لتلوي فاهها وهي تقول باستياء
ماله ده كمان
بالداخلأمسك البيجامة وقام بتعليقها لتجاور الرداء وتحدث بصوت عالي وقلبه يغلي كالبركان
ماشي يا إيثار
هدمت أحلامه وبكل لؤم بعثت له بتلك الثرثارةتحرك للخارج ودق بابها لتخرج عليه بهيأتها المهلكة وبعد أن كان غاضبا تحول لمذهول عاشق بقلب يدق من لوعة العشق والإشتياق تحمحم ليقول بصوت متأثرا بضربات قلبه القوية
إنت أكيد ناوية على جناني
رفعت حاجبها باستفسار ليسترسل بما جعلها ټغرق بخجلها
إعملي حسابك إني مش هقدر أتحمل كتير لو استمرينا بالشكل ده
فيه حاجة يا سيادة المستشار...نطقت بها عزة التى ظهرت من خلف إيثار لينتفض جسده متطلعا عليها بعيني متسعة
فيه إيه يا ست إنت
وضعت إيثار كف يدها تكظم به ضحكاتها على ذاك الذي كاد أن يصاب بذبحة صدرية على يد تلك الغريبةرمقها بنظرات متوعدة وهو يقول
بتضحكيطيب يا إيثار
ثم حول بصره لتلك الحاملة للصغير وهتف بحدة وهو يشير لها بأن تتقدمه
قدامي يا عزةخضتين زي دول وهقطع الخلف نهائي يا ماما
تعالت ضحكات حبيبته رغما عنها ليرمقها بغيظ مصطنع لتتحرك عزة تسبقهم على الدرج وضع ذراعه لتتأبطه في أول خطوة يعلن بها ملكيته أمام الجميع تحركت بجانبه بقلب سعيد وعقل لم يستوعب بعد ما أصبحت عليه فقد سارت بين ليلة وضحاها زوجة فؤاد علام زين الدين الرسمية ما كان حاله يختلف بكثيرا عنهامال عليها ليقول بصوت هامس معاتبا إياها
بقي باعتة لي عزة الاوضة يا إيثار
ضحكت بخفوت ليسترسل بوعيد
ماشيإبقي قابلي اللي هيجرا لك يا مدام فؤاد علاممن سوء حظك إن جوزك مبيسبش تاره يبات
حد قال لك عني إني هبلة...قالتها بتهكم لتسترسل بدهاء وهو يتمعن بملامحها منتظرا تفسير جملتها
بقى عاوزني أدخل للأسد عرينه بإرادتي
أجابها بثقة عالية
وغلاوتك عندي لتدخليه قريب وبكامل إرادتك.
هزت رأسها مستنكرة غروره ليكملا طريقهما إلى أن وصلا لغرفة الطعام وولجت عزة بالصغير لغرفة خاصة بإطعام أطفال المنزل عن طريق المشرفات على إطعامهم بعيدا عن الطاولة الرئيسية كي لا يحدثوا فوضىولجا للداخل ليلتفت الجميع إليهما لتفاجأ فريال الجالسة بمقعدها وهي تتطلع على تلك
متابعة القراءة