أنا لها شمس بقلم روز أمين

موقع أيام نيوز


الانيقة وكأنها تبدلت لأخرىفهناك فرق شاسع بين فتاة الأمس الذابلة وثيابها الغير مهندمة بالمرة وبين تلك الانيقة بثوبها الكلاسيكي وحجابها الرقيق وحذائها لتظهر بجاذبية وأناقةعلى غير عادته تحدث بنبرة حماسية وملامح وجه

________________________________________
ضاحكة يملؤها الحبور 
صباح الخير 
تعجب الجميع وردوا تحيته لتلقي هي الاخرى تحية الصباح ليردوها بوجوه بشوشة عدا تلك الجالسة بمقعدها بملامح وجه صارمةفقد ردت بجموداقترب من المقعد الذي خصص لها وبرأس شامخ سحبه للخلف لتجلس هي ليتحرك ويجاورها الجلوس بمنتهى السعادة تحدثت عصمت برقي 

نورتي سفرتنا يا إيثار أهلا وسهلا بيك
شعرت بارتياح تجاه تلك الخلوقة لتبتسم بخفوت وهي تشكرها بلباقة 
السفرة والبيت كله منور بأهله يا دكتورة
أشار لها علام بابتسامة لتبدأ 
كلي يا بنتي 
هزت رأسها شاكرة ليتحدث لها فارسها المغوار 
أحط لك مربى 
أوك...قالتها بهدوء ليبدأ الجميع بتناول طعامهمنظر للصحن المملؤ بأصناف عديدة من الفاكهة ليقترب عليها قائلا بصوت حنون 
كريز
إيه رأيكشوفتي رديت لك حركة عزة بسرعة إزايعلشان تبقي تبعتيها لي الجناح مكانك تاني
جحظت عينيها وباتت تتطلع عليه بعدم استيعابيا له من داهي شرس لا يترك تاره يبيتنظر لها وبكل براءة تحدث بصوت وصل للجميع 
مبتاكليش ليه يا حبيبيمش بتحبي الكريز
واستطرد مدعيا البراءة تحت ابتلاعها للعابها من شدة الحرج من المحيطين بها وهو يناديها بحبيبيأمامهم بتلك السهولة
طب تاخدي فراولة
نطقت بخفوت وخجل 
ميرسي يا فؤادلما احتاج حاجة هاخدها
كانت عصمت تتابعهما بعينيها وقلبها ينتفض فرحا وهي ترى تغير نجلها الواضح ومشاكسته لتلك الجميلةنطقت بعدما رأت خجلها 
سيبها تاكل براحتها يا فؤاد
كانت فريال أيضا تتابعهما بترقب شديد وعدم رضاوخصوصا بعدما علمت من والدتها وظيفة تلك الإيثار وتأكدت من أنها طامعة بثروة شقيقها ليس إلاتحدث ماجد كي يغطي على صمت زوجته وعبوس وجهها
مبروك يا مدام إيثار وإن شاءالله ترتاحي معانا هنا في البيت
متشكرة يا افندمميرسي لذوقك... كلمات شاكرة قالتها إيثار بهدوء وهي تنظر إليه لتتعجب لعبوس تلك المجاورة لهالتقت أعينهم لتبتسم لها بسماجة قبل أن يصدح رنين هاتف فؤاد لينظر بشاشته ليجده رئيسه فأخذ الهاتف وتحدث باعتذار 
تليفون ضروري ولازم أرد
امسك كفها وقام بوضع قبلة احترام فوقه ليتحدث بعجالة 
مش هتأخر عليك
أومأت له لينسحب للخارج لتشعر على الفور بالضياع في ابتعادهفقد أصبح يمثل لها الأمان بكل ما تحمله الكلمة من معنىانتبهت على سؤال فريال التي وجهته لها بطريقة حادة خالية من اللباقة 
إلا قولي لي يا مدام هو أنت هترجعي لشغل السكرتارية تاني
لتسترسل بذات مغزى 
ولا اكتفيتي بهذا القدر بعد جوازك من سيادة المستشار فؤاد علام 
واسترسلت وهي تركز وتضغط على لقب عائلتها المرتبط بسوق المال والأعمال 
زين الدين
لم يرق لها سؤال تلك اللئيمة لترد بنبرة واثقة ورأس شامخ 
أنا عمري ما فكرت أسيب شغلي ولا هفكر الشغل بالنسبة لي مش مجرد وسيلة للحصول على مستوى معيشي أفضل وبس شغلي بالنسبة لي هو كياني وقيمتي بين الناس
واستطردت للتوضيح 
على فكرة أنا مش سكرتيرة أنا مديرة مكتب أيمن الأباصيري شخصيا وده مش تقليل مني لوظيفة السكرتيرة لأنها لا تقل أهمية عن وظيفتي
لتستطرد بابتسامة هادئة 
بس حبيت أوضح لك
ابتسمت وهي ترفع حاجبها لأعلى بسخرية واستنكار لترمقها والدتها بحدة أما علام فتحدث باستحسان 
برافوا عليك يا إيثارأنا بحب جدا الناس المخلصة لشغلها وبتقدره بعيدا عن الماديات 
مالت على أذن زوجها لتقول باستنكار 
الاستاذة شكلها حافظة لها شوية إنشا وشكلهم عجبوا الباشا الكبير ودخلوا عليه
همس يحذرها 
بطلي تستفزيها بكلامك ده وخلي بالك إنت كده ممكن تخسري أخوك
انتبه الجميع على صوت فؤاد الحماسي وهو يقول لوالده فاتحا كفاه بحبور 
قول لي مبروك يا باشا
تطلع إليه علام بتمعن ليتابع الأخر بذات معنى 
الخبر اللي مستنية بقي لي سنين
الترقية...كلمة نطقتها عصمت بترقب ليهز رأسه بتأكيد لتقفز فريال من فوق مقعدها وتجري مهرولة لترتمي بأحضان شقيقها وهي تهلل متناسية ما حدث بينهما بالامس 
مبروك يا حبيبي مبروك يا فؤاد
الله ببارك فيك يا حبيبتي... نطقها بسعادة وهو ينظر لتلك التي تتطلع عليه بحبور ملئ وجهها لتقف 
دموعك غالية قوي يا حبيبتي 
بصوت متقطع متأثرا ببكائها نطقت عصمت بحنو
مفيش أغلى منك ومن مستقبلك علشان تنزل لهم دموعي يا فؤاد الحمدالله الحمدلله يا حبيبي
قبل رأسها ليجذبه علام أيضا لاحتضانه وتقديم التهنأة له ليسأله
مبروك يا سعادة رئيس النيابةعقبال ما تمسك مكاني 
هنأه ماجد أيضا ليتحرك إلى أن وقف مواجها لهاحاوط وجنتيها بكفاه تحت ارتعاشة جسدها لينطق بعيني تفيض من العشق والحنين 
أكيد مش صدفة إن الترقية اللي مستنيها بقى لي تلات سنين تتمضي بعد ما أمضي قسيمة جوازي منك
أكدت عصمت على حديثه قائلة بسعادة هائلة 
عندك حق والله يا فؤادمراتك جاية وجايبة معاها الخير للكل
غاصت ببحر سوداويتاه متناسية الجميع من حولهما لتنطق بنبرة تشع حنانا 
مبروك يا فؤاد 
إنتهى الفصل
أنا لها شمس
بقلمي روز أمين

بسم الله لا قوة إلا بالله 
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الفصل الخامس والعشرون 
أنا لها شمسبقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين
مر اليوم الأول عليها بسلام داخل قصر علام زين الدينفقد كانت مقابلة البعض لها أكثر من رائعة كمقابلة علام بذاته وزوجته الراقية فقد توقعت إعتراضهما عما حدث أو حتى عدم تقبلهما لوجودها بينهم ليحدث العكس ويعاملاها بكثيرا من اللين والإحترام ناهيك عن رجلها المغوار فقد عاملها بكثيرا من الدلال والرقي أمام عائلته مما عزز الثقة داخل نفسهاإلا من تلك المتعالية حيث تعاملت معها بطريقة لم ترق لها لكنها تغاضت لأجل فؤاد ووالديهاعند غروب شمس اليوم التالي وبعدما تناولت وجبة الغداء بصحبة العائلة وبجوار فؤاد بعد عودته من العملصعد الجميع لينالوا قسطا من الراحةفأخذت هي صغيرها لينضم إليها بالتخت أما عزة فظلت بصحبة العاملات بالأسفلفاقت عند الغروب لترتدي بنطالا فضفاض من اللون الاسود تعتليه كنزة بنفس اللون حتى الحجاب فهي مازالت بفترة حداد على والدها الحبيب اصطحبت صغيرها وخرجت لتتفقد الحديقةفقد كانت جميلة للحد الذي يخطف الانفاس أشجارا صغيرة متناسقة بشكلها وأوراقها الخضراءوزهورا مشكلة بألوان زاهية متنوعةونجيلة خضراء تفترش أرضية الحديقة بأكملها بتناسقمرت بجانب حوض السباحة الكبير والذي يتوسط الحديقة ليهتف الصغير الممسك بكفها وهو يهزها بنبرة حماسية 
ماميأنا عاوز أعوم في البيسين
حثته على المضي قدما وهي تقول له في محاولة منها بإقناعه 
مش هينفع يا حبيبي ده مش بيتنا يا چوإن شاءالله يومين بالظبط وهوديك النادي تعوم هناك براحتك
تذمر الصغير ودق الارض بساقيه مع مطه لشفتيه للأمام كطريقة منه للإعتراضوصلا لحوض للزهور يمتاز بألوان خلابة جذبها عن غيره باتت تتطلع عليها بنظرات منبهرة لتضع يدها تتفقد بعضهم وتميل بجسدها لتستنشق عبيرها ذو الرائحة العطرة والفريدة التي لم ټشتم مثلها من قبلتحدثت للصغير كي تخرجه من تذمره وينسجم معها بالحديث 
شوفت الورد ريحته جميلة قد إيه يا چو
تطلع للزهور وبدأ يتحسسها ويشتم عبيرها ليندمج معهابالأعلىفاق من قيلولته ليلج لداخل حمامه الملحق بعدما قرر أخذه لحماما دافئا يعيد لجسده النشاط والحيوية خرج يلف جسده بالمنشفة وتحرك صوب خزانة الملابس لينتقي بنطالا من الچينز تعتليه كنزة بأكمام طويلة صفف شعره بعناية ونثر عطره المميز وتحرك صوب غرفة أميرته التي أنيرت حياته بعد عتمة طالتدق الباب عدة مرات وحينما لم يأته الجواب إضطر للدخول بعدما شمله الإرتياب عليهاقطب جبينه حين وجد الغرفة خالية ومرتبة مما يعني عدم مكوثها بها وايضا تطلع إلى الحمام ليجد إضاءته مغلقه تحرك للأسفل عبر الدرج بخطوات واسعة وما أن لمح مرور إحدى العاملات ليسألها بنبرة جاهد لتخرج رزينة 
مدام إيثار فين يا وداد 
نظرت عليه لتجيبه باحترام 
خرجت في الجنينة يا باشا
هز رأسه لتسوقه قدميه وقلبه يرفرف يسبقه إليهاخرج يتطلع على المكان بترقب شديد وعيناه تجول الحديقة بلهفة تحولت لراحة واستقرار صاحبتها رجفة بقلبه حين رأها تتجول بين الزهور بينما هي أجملهم وأزهاهمكانت تميل عليهم ټشتم رائحتهم بطريقة أظهرت كم إنجذابها إليهماستمعت لصوته الرخيم من خلفها وهو يقول بمداعبة 
يا بخت الزهور
انتفضت بوقفتها لتواجهه منتصبة الظهر وقد اكتسى وجهها باللون الأحمر الداكن الناتج عن شدة خجلهاشملها بابتسامة رائعة قبل أن ينحني ليحمل الصغير ويثبته بين أحضانه ليميل على وجنته واضعا قبلة حنون قبل أن يقول بنبرة حنون 
أخبارك إيه يا بطل
كويس نطقها بملامح وجه عابسة ليسأله الأخر باهتمام وجدية
مالك يا حبيبيمين اللي مزعلك
أشار بأصبع السبابة باتجاه والدته لينطق بنبرة حزينة
مامي
شهق بافتعال ليحول بصره سريعا على تلك التي نظرت لصغيرها تلومه بعينيها ليسألها بنبرة جادة
مزعلة يوسف ليه يا مامي
خلاص يا چو قالتها بتنبيه للصغير فأعاد هو السؤال للصغير
قولي إنت مامي مزعلاك في إيه
أجابه بعبوس شديد 
قولت لها إني عاوز أعوم في البيسين بس رفضت وقالت لي مش هينفع علشان ده مش بيتنا
على الفور حول بصره إليها يرمقها بنظرات حادة ممتزجة بالحزن واللومفتلك هي المرة الثانية على التوالي التي تخبر بها الصغير بأن هذا ليس بمنزلهما وأن إقامتهما به مؤقتهلينطق بصوت حاد لا يقبل المناقشة بعدما رمقها بقوة وكأنه يحذرها من تكرارها 
مامي بتهزر معاك يا يوسفالبيت ده بقى بيتكم خلاص وهنعيش فيه كلنا مع بعض وبالنسبة للبيسين تنزله وقت ما تحبوأنا هخلي كابتن علي اللي بيعلم بيسان العوم يعلمك إنت كمان
واستطرد بنبرة حنون بعدما حول بصره على الصغير 
تعالى نغير هدومنا علشان نعوم حالا
بجد يا عمو نطقها بسعادة ليتابع متسائلا ببراءة 
يعني اقدر أنزل البيسين زي ما أنا عاوز
أكيد يا حبيبي قالها بتأكيد لينطق الصغير وهو يمرر كفه الرقيق على وجنته 
ميرسي يا عمو وميرسي كمان على الثلاجة اللي طلعتها فوق ومليتها بالشيكولا اللي أنا بحبها أنا سألت مامي وقالت لي إن إنت اللي طلعتها في الاوضة مخصوص علشاني
بنبرة تشع حنانا أجاب على الصغير 
يا حبيبي أي حاجة نفسك فيها تعالى وقول لي عليها وأنا هجيبها لك فورا وملكش دعوة بمامي مامي عندها شوية عقد وكلاكيع كده وأنا هعرف أخرجهم لها بطريقتي نطق كلمته الاخيرة بغمزة وقحة من عينيه لتبتسم وهي تتطلع عليه بسعادةكم كان عطوفا حنونا في معاملته للصغير خرجت عزة من الداخل حاملة فوق يديها حاملا موضوع عليه بعض الفواكه وكأسان من المشروب البارد قد جهزتهما لإيثار والصغير حين لمحتهما يتوجها للحديقةأقبلت عليهم وهي تقول بابتسامة بشوش 
عملت لكم عصير ينعشكم 
واستطردت وهي تنظر إلى ذاك المحب 
يقطعني يا فؤاد باشا مكنتش أعرف إنك هنا عشان كده معملتش حسابك
ولا يهمك يا عزة قالها ببساطة ليتسرسل بنبرة جادة 
حطي الصينية
 

تم نسخ الرابط