لن ابقى على الهامش
المحتويات
أثق فيه وهتكون أخر راجل أثق فيه مستحيل اغلط من تاني واصدق حد مستحيل.
تحدثت والدة سوزي بحدة قائلة
لأ ياحبيبي احنا وافقنا تتجوز بنتي رغم فرق السن الكبير لما لقيتها بتحبك ومتعلقه بيك لكن تقهرها وتزعلها كل يوم والتاني يبقى خلاص.
مصطفى پغضب
مش فاهم انا زعلتها في ايه بنتك متجوزاني وعارفه ان زوج وعندي عيال ايه اللي جد
مصطفى محذرا
لو سمحتي التزمي حدودك معايا أنا حر أعمل اللي يعجبني
تخصني يا دكتور أنا معنديش غيرها ومش هسمح لحد يقهرها طول ما انا عايشة.
مصطفى والمطلوب مني
والدة سوزي تنسى العبط اللي انت قولته أنا بنتي متتساواش مع غيرها وكفاية اوى انك سايب التانية علي ذمتك واحنا راضيين
مصطفى ولو قولتلك لأ
والدة سوزي يبقى تطلق بنتي
سوزي متدخلة في الحديث ماما ايه اللي بتقوليه ده
صعد فيصل الي شقته بثقة يدعيها كي لا يظهر أمامها حزنه وضعفه حاول فتح الباب كعادته لكنه لم يفلح تنهد بضيق ودق جرس الباب إلى أن استمع إلى صوت همس تستعلم عن هوية الطارق قائلة
فيصل پغضب افتحي ياهمس مين يعني اللي هيجي دلوقت.
همس بجدية نعم الولاد مش هنا جاي ليه يا دكتور
فيصل پجنون افتحي الباب بقولك ايه اټجننتي!
فتحت الباب كي يكف عن صياحه فدلف پغضب قائلا
في ايه أنا مفروض استأذن قبل ما اجي بيتي
همس اه ده المفروض احنا اتطلقنا يعني بقيت غريب زيك زي أي راجل
فيصل نعم!
همس اللي سمعته ومش معنى ان البيت ملكك يبقى تروح وتيجي علي مزاجك
همس بدهشة وانت فكرني كنت بلعب معاك!
فيصل بس أنا كنت بريحك عارف انك متضايقة فقولت انفذلك طلبك يمكن تهدي.
همس اهه قولتلي يعني انت طلقتني علشان تريحني والله كتر خيرك يعني مطلقتنيش لأن غرورك ميسمحش اني ارفع قضية خلع.
فيصل بتعب طب ممكن أقعد الأول ونتفاهم
همس مفيش تفاهم يا فيصل
انتهينا خلاص ياريت تحترم علاقتنا اكتر من كده.
همس بسخرية
ويا ترى بقى العروسة موافقة
فيصل بتحذير بلاش نبدأ الاسطوانة دي يا همس أنا مش هستني الاذن منها ولادي قبل أي حد
همس تصدق البنت دي بدأت تصعب عليا متعرفش انها وقعت مع واحد مختل زيك.
انتفض پغضب واقترب منها لكنها حذرته قائلة بجدية
والله العظيم لو لمستني لكون رايحة عاملة محضر عدم تعرض انت فاهم
فيصل هي وصلت لكده
همس اه يا فيصل وصلت وخلي في بالك ولادي في حضانتي بمزاجك أو ڠصب عنك سامع
فيصل وقد فاض به
انت ايه مبتحسيش أنا مش قادر اتخيل حياتي من غيرك وقولتلك وصارحتك اني هتجوز مخونتكيش ولا ضحكت عليكي بتحرمي شرع ربنا ليه!
همس بهدوء يعتصر فؤادها ويدعوها إلى الفتك به
أنا حرة مش عاوزاك ومفترض انك تركز في حياتك الجديدة وتنسى الماضي شاغل نفسك بيا ليه
فيصل تمام يا همس أنا كنت جاي أخد هدومي بعد اذن
جنابك وبالنسبه لولادي فوقت ما احب اخدهم فلازم تفهمي ان مفيش مخلوق يقدر يمنعني.
تركها ودخل الي غرفته يجمع أغراضه لتقع عينه علي ألبوم صورهما الممزق حمله ونظر إليه پصدمة ورفض توجه الي همس متسائلا
انت قطعتي صوري يا همس للدرجة دي
همس بمرارة مش صورك لوحدك دي صور بتجمعنا سوا ذكريات كنت بحافظ عليها من أي حاجة تخربها لكن خلاص مبقلهاش عندي قيمة ولا حابة افتكرها ولا احافظ عليها كل صورة منهم بتأكدلي ان اخترت غلط كل ابتسامة صافية اخدتها مني اتبدلت لشعور صعب واحد زيك يحس بيه شعور بالعجز والخيبة والمرارة ياريت متزعلش اوي كده على شوية صور كانوا وهم زي علاقتنا بالظبط.
ابتسمت كاميليا بعدما شاهدت فيصل يلج الي المشفى تطالعه باشتياق وقد انقطع اسبوع عن العمل دون سبب محدد وكلما تحدثت اليه يخبرها انه مرهق ليس إلا لا يعلم لم أخفى عنها أمر طلاقه من همس هل لديه أمل أن تعد إليه همس أم يأبى الاعتراف بما ألت اليه الأمور بينهما!
اسرعت كاميليا تجاهه فابتسم بهدوء قائلا
ازيك يا دكتورة اخبارك ايه
كاميليا بخير الحمد لله انت عامل ايه بقيت احسن
فيصل أه الحمد لله مشوفتيش دكتور مصطفى
كاميليا في العمليات وقال لما توصل تستناه في مكتبه
فيصل تمام.
كاميليا بتردد ايه رأيك تيجي النهاردة تتغدي في البيت عندنا وتحاول تكلم بابا
فيصل بجدية والدك محبكها بزيادة وحقيقي مش فاهم موقفه
كاميليا علشان خاطريأنا مش عاوزاه يفضل مخاصمني كده
فيصل ماشي يا كاميليا هحاول معاه تاني
كاميليا بسعادة خلاص هستناك نروح سوا
فيصل تمام هروح أنا اشوف مصطفى.
بمنزلها تجلس بتوتر بعدما انضم اليهما والدها يرتشف كوب القهوة بترو وسكون وكأنه لا يراهما تحدثت كاميليا بمرح تسعى لاستمالة والدها قائلة
ايه يا بابا حضرتك زعلان علشان الماتش ولا ايه
طاهر بهدوء أزعل من ايه الخسارة مش عيب ولا تقل من صاحبها بالعكس أوقات بيخسر الانسان علشان يفوق ويبدأ من جديد
فيصل بتحدي حضرتك الخسارة ملهاش غير معنى واحد وأي تبرير بيبقى زي عدمه.
طاهر ده بينطبق عالناس الضعيفة الهشة أما الانسان القوي بيقاوم لأخر نفس.
فيصل دي وجهات نظر عموما بعد اذن حضرتك أنا جاي النهاردة نحدد معاد لكتب الكتاب والفرح
طاهر بلهجة جادة
كاميليا قدامك أهي اتفق معاها وهي هتبلغني ومبروك مقدما
فيصل پغضب أنا نفسي أفهم موقفك ده اعتراض عليا كشخص يعني ولا مجرد فرض رأي وخلاص!
طاهر بحدة أوعى صوتك يعلي في بيتي انت فاهم أنا من الأساس مش شايفك علشان ارفض أو اوافق والدكتورة اللي بتحاول تحايلني بكلمتين كأني عيل وهرجع في كلامي بتحلم فاهمه يا كاميليا بتحلمي لأني مبرجعش في كلمة قولتها لو على رقبتي استأذنك يا دكتور أنا بنام بدري خد راحتك مش هتفرق كتير معاك ولا معاها.
من أروع عطايا الخالق واكثرها غموضا مشاعرنا فهي ملك لنا دون غيرنا ومهما حدث تبقى بداخلنا نحب ونكره ونحزن ونسعد نحيا وندعي أننا أحياء ولا يمكن لأحد مهما بلغت سطوته أن يدرك الحقيقة إلا نحن.
غامت عيناه ببريق خاص به من الحب والاعتياد ما يجعلها تعشقه اكثر واكثر ربما ليس عاشقا لها وربما يعشقها دون أن يدري فحواجز النفس تعيقنا من الاستمتاع بما نملك وتجعلنا تائهين نبحث پجنون عن سعادة نمتلكها بالفعل ولا نشعر.
اقتربت أماني قائلة بترقب وشيء من الرهبة
انت لسه متضايق يا ياسين والله الحمل نزل ڠصب عني بعدين احنا ربنا راضينا مش فاهمة انت مكبر الموضوع كده ليه
ياسين بحزن مفروض افرح يعني ان ابني ماټ.
أماني اللي يشوفك يقول اول مرة نخلف
ياسين بتوضيح أنا لو بأيدي اخلف كل سنة عيل
أماني اه وانت بتحمل ولا بتولد ما الكلام سهل
ياسين وأنا مقصر معاكي في ايه عمرك طلبتي حاجة ورفضتها
لاحظت شقيقته توتر الاجواء فهمست اليه قائلة بحنو
أهدى شوية وسبها متقفلهاش عالواحدة ولا هي لازم تبقى فرح اللي قدامك علشان تفوت وتسكت!
اعادته
شقيقته إلى ثباته نعم هي من تكبح جموحه دون جهد منها ولكن شقيقته محقة أماني زوجته ولها كل الحق في التغاضي معها عن الصغائر.
ابتسم بخفوت قائلا بصوت هامس
حاضر ياست المحامية دي لو دفعالك فلوس مش هتدافعي كده .
شقيقته مراتك وأم ولادك وشايلة أمك وزي اختنا مندافعش ليه وبعدين حد قالك تتجوز واحدة ادك اهي طالعة خلقها ضيق زيك
رفع صوته كي يشاكس أماني قائلا
لأ دي أكبر مني ب شهور
أماني بغيظ محسسني انهم ٤ سنين يعني.
ياسين ياستي أنا راضي بس بجر شكلك.
تساءلت سلوى الشقيقة الصغرى لياسين قائلة
همس أخبارها ايه بعد الطلاق
ياسين بتقول انها كويسة بس اكيد لأ.
سلوى عادي بكره تتعود وتنساه.
ياسين مفيش حد بينسى شخص كان بيعشقه.
سلوى حتى لو مقدرتش تنسى كفاية انها تحافظ علي كرامتها.
ياسين ربنا يعوضها بالخير مفيش حد عارف بكره مخبي ايه همس كلمتني وقالت هتفتح شقة أبوها القديمة مكتب هندسي.
سلوى فكرة حلوة جدا برافو عليها.
ياسين ربنا يوفقها ان شاء الله هروحلها لو محتاجة أي حاجة اساعدها فيها.
وعم الصمت وكل شخص بداخله قناعات مختلفة البعض يرى أن همس قاسېة والآخر يراها قوية قادرة علي النجاح ولا أحد يعلم الصواب والخطأ سوى الأيام القادمة
قرر مصطفى معاقبة سوزي وتركها لدى والدتها فقد فاض الكيل من تحكمات والدتها وقد استشعر ارتياحا لغيابها فها هو يقضي وقته كاملا بصحبة رضوى التي لم تبد تعجبا من بقائه بل توقعت أن سوزي قد اعترضت علي عودته اليها لذا آثرت الصمت لكنها صدمت مصطفى بعدما أخبرته بالعرض الذي قدمت همس اليها.
صاح مصطفى بوجهها معترضا لكن رضوى لم تحرك ساكنا بل نظرت اليه بثقة قائلة
ممكن أفهم بتصرخ في وشي ليه كده أنا اتفقت معاك اني مش هقعد في البيت تاني وشغلي هيستمر.
مصطفى وليه ما كل طلباتك هتبقى عندك وزيادة ولا هي مسألة عند وخلاص
رضوى لأ مش عند بس ممكن تقول احتياطات مش يمكن حضرتك تشوفلك شوفه جديدة ولما الحمل يتقل عليك وتضطر تستغنى عن واحدة من ال مش هتلاقي قدامك غيري وقتها بقى اعمل ايه اقعد اندب حظي.
مصطفى بيأس من عودة رضوى كما كانت في الماضي رضوى التي تتفنن في إرضاء رغباته وغروره كرجل باتت لا تثق في كلمة واحدة يقولها
تحدث مصطفى بجدية
تمام بس قولتلك شغلك معايا وبس
رضوى وهمس قدمتلي فرصه مستحيل تتكرر هشاركها في مكتبها الهندسي هكون شريكة من غير ما ادفع ولا مليم كل اللي هي طلباه مني اقف جنبها ونبدأ مع بعض ارفض ليه
مصطفى كده أنا عارف دماغ همس كويس وعارف انها بتحاول تبين لفيصل انه مش فارق معاها انت ابعدي عنها احسن.
رضوى بسخرية
ما قولتلك متخفش يا مصطفى أنا مش زي همس ولا عندي القوة أعمل زيها.
مصطفى يوووة مش هنخلص بقى كل شوية تلمحي للي حصل بجد أنا تعبت اقترب منها قائلا
مش اتفقنا ننسي يا رضوى ليه مش حاسس انك مش زي زمان
نظرت تجاهه بوجه عابس رافضة لطموحه في عودة لن تعود وعطاء لم يمنحها إلا الشقاء ايطلب إليها النسيان أم انه واهم ولا يدرك فداحة فعلته حركت رأسها بيأس قائلة
أنا عاوزة أسافر اعمل عمرة استكملت بتهكم يمكن استفيد من جوازنا بحاجة تنفعني في الآخرة مش معقول هيبقى خساير هنا وهناك.
فغر فاهه بدهشة ناظرا إليها بترقب فتبسمت باستفزاز قائلة
فكر ورد عليا يا دكتور ولو وافقت هكون متشكرة جدااا.
الفصل الحادي عشر
كان يئن بصوت سجين جسده مكبل بسلاسل لا ترى لكنها تمزق روحه بلا رأفة تراوده أحلام مرعبة ويهفو الي الاستيقاظ ولا يقو علي الحركة يتمنى ان يحرك لسانه ببعض أيات من القرآن لعل تلك الشياطين التي تقيده أن تحترق لكن لسانه لا يطاوعه
واستمر الحال هكذا فترة من الزمن كل يوم يزداد الخۏف ويثقله ما لا يعلمه يبتعد عن الجميع ويؤثر الوحدة لكنه متعب إلى حد لا يمكن وصفه
استيقظ بعدما كادت روحه ان تزهق بحث عن كوب ماء يرتشف منه القليل وسرعان ما وجده ليتجرعه بأكمله.
لحظات قليلة وتقيأ ما تجرعه من مياه وقد صارت سائل أسود اللون
اغمض ياسين عيناه وعلم أن ما يعانيه يماثل ما يعاني منه بعض الأشخاص الذين يلجأون إليه للمساعدة
سحر نوع من أنواع السحر يؤمن بوجوده البعض ويكذبه أخرون لكنه ممن يؤمنون بوجود السحر بأنواعه بل ويعالج بعض الحالات بقراءة ما انزل الله في كتابه لكسر تلك التعاويذ المهلكة ولكن لم من يسعى إلى ايذاءه وهو لا يسع الي ايذاء أحد ولا عداء بينه وبين أحد الي الحد الذي يدعوه لتدميره بتلك الصورة
استعاذ بالله من الشيطان وتوجه بخطى مجهدة إلى خارج غرفته
وجد زوجته تعيد ترتيب المنزل الذي لا يخلو من الفوضى التي لا تنته إلا بنوم اطفاله المشاكسين
اقتربت منه طفلته المدللة قائلة
بابا صباح الخير شيل سما.
حملها وقبلها بحب خاص يشبه يوم مولدها ليبتسم عندما تذكر ذاك اليوم
فلاش باك
......................
كان ياسين وشقيقاته ووالدته ووالدة أماني وأشقائها واقفين خارج غرفة العمليات الخاصة بالولادة ابتسمت شقيقته قائلة
هتسمي الولد ايه يا ياسين اتفقت انت وأماني على ايه!
ياسين بتوتر
نسميه إياد علشان يبقى اسم قريب من إسلام
اجابته بحب اسم جميل يتربى في عزك ياحبيبي
فتح باب الغرفة وخرجت إليهم الممرضة تحمل بين يديها المولود لكنها ترددت قبل اعطاءه إليهم قائلة
مبروك ما جالك بنت زي القمر
نظر ياسين اليها بتعجب قائلا
بنت! مش الدكتور قال ولد!
اقترب الطبيب قائلا باعتذار وشيء من المزاح
والله غلطة من السونار مش مني أنا قولتلكم ولد بس سبحان الله طلعت بنت وبعدين دي زي القمر
غادر الطبيب وابتسم ياسين بفرحة غامرة لكن حماته وكعادة النساء خشيت أن يغضب زوج ابنتها أو ېعنف ابنتها فاقتربت قائلة
معلش يابني متزعلش ربنا يعوض عليكم واهو انتوا عندكم اسلام ربنا يحفظه
ياسين بحدة طفيفة
كلام ايه ده يا حماتي حد قالك عني راجل جاهل ميعرفش ربنا والله العظيم أنا فرحان انها بنت وكنت بتمنى تطلع بنت بس لما الدكتور قال ولد قولت فضل من ربنا دي هتبقى حبيبة أبوها وأخت لبسملة.
صاحت سما بوالدها قائلة
بااابا ليه مش ترد عليا
قبلها من وجنتيها الناعمة قائلا
معاكي يا حبيبة بابا تعالي نعاكس أماني شوية قبل ما تاخد بالها
ابتسمت طفلته بسعادة وأمان فهي بين أحضان والدها وحاول هو أن يتناسي ما يعانيه بين احضان أطفاله.
مدت همس يدها بمظروف بداخله المبلغ المتبقي من أجر العمال الذين انتهوا من ترميم بيت والدها القديم وطلاءه بألوان جعلته يبدو جديدا وقد ازداد فخامة وجمال.
اخذت تتجول بسعادة بين أركان المكان تبتسم بخفوت وتتمنى لو بقى والداها إلى جوارها لكنهما رحلا وبقيت هي بمفردها ټوفي والدها بعد زواجها بثلاث سنوات ولم يمض العام التالي ولحقت به والدتها
متابعة القراءة