أوتار القلب أوس بقلم منال سالم

موقع أيام نيوز


لتخفي نظرات الانكسار والحزن المقروءة في عينيها أدرك عدي أنه لم يكن موفقا تلك المرة في انتقاء كلماته ضغط على شفتيه بندم وحاول تلطيف الأمور فأردف قائلا
أنا واثق إن المكان هيعجبك
تجاهلت الرد عليه أو حتى النظر نحوه أخفض عدي نظراته ليحدق سريعا في يدها الموضوعة بإهمال على حجرها عاد ليتأمل الطريق أمامه وصدره يعصف پجنون فمنذ ذلك الحاډث المؤسف الذي تعرضت له اختفت ضحكاتها المرحة وانطفأت نظراتها المشرقة وذبلت حيويتها النضرة حتى أنها فقدت رغبتها في فعل أبسط الأشياء التي اعتادت على فعلها ضمن روتينها اليومي زفر بتمهل ليخرج الشحنة السلبية المنتشرة بداخله ثم مد ذراعه ليمسك بكفها انتفضت مع لمسته المفاجئة وبحنكة احترافية امتص فزعها المريب له ليقوس شفتاه فتظهر ابتسامة مبتورة تنهد قائلا لها

عاوزين نقضي وقت حلو هناك اتفقنا
سحبت كفها بصعوبة من بين أنامله القابضة عليها لترد باقتضاب
أوكي
عادت لتشيح بوجهها من جديد مما أثار غضبته ومع ذلك لم ېعنفها على جفائها الزائد عن المقبول فخسارتها لا تخصها وحدها هو أيضا يقاسي الأمرين من فقدان جنين تمناه طوال عمره.
........................................................
على الرغم من صمته الظاهري إلا أن الصخب الدائر في عقله كان كفيلا بتفتيت خلاياه لم يكن أوس ليمرر ما حدث لأخته الصغرى دون تحريه لحقيقة الأمر خاصة بعد حواره مع جايدا التي أكدت له ترصد أحدهم ب ليان وإصابتها عن قصد مما ضاعف من شكوكه المستثارة مسبقا بدأ في تجميع أطراف الخيوط معا فتوقيت ذلك الحاډث المشؤوم كان متزامنا مع الحملة الشرسة المقامة ضد شخصه للإساءة إلى سمعته والإطاحة بمؤسسته بعد الچريمة الأخلاقية التي اتهم بها وأشعلت الأجواء انتابه هاجسا بأن ل رغد ضلعا في ذلك ومع هذا لم يجزم بحقيقة تورطها في الأمر فلماذا تحاول الاڼتقام من أخته وهي لم تضرها لكنه رغم ذلك سعى وراء ذلك الخيط عله يصل لغايته كاد رأسه ينفجر من كثرة التحليل والتفكير لم يشعر بلمسات زوجته الحنون على ذراعه وحينما زادت من ضغطها على ساعده لينتبه لها رمقها بنظرة ڼارية مخيفة ارتاعت تقى من طريقة تحديقه بها ازدردت ريقها وهي تسأله بحذر
إنت كويس
أجابه بنبرة جافة للغاية
أيوه
أضافت بتفاؤل وهي لا تزال محتفظة بتعبيراتها البشوشة
كل حاجة هتعدي مش إنت بتقولي دايما كده
هز رأسه مغمغما
أكيد
انسى كل حاجة وخلينا نركز في الأجازة دي
أنا ناوي أعمل كده
ورغم يقينها بأنه سيفعل العكس ولن يتوقف عن البحث عن الحقيقة إلا أنها حاولت أن تكون ذلك الصدر الحنون الذي يلتجأ إليه في شدته ليبوح لها بمكنون أسراره شعرت بتصلب عروقه مع رنين هاتفه المحمول أبعدت ذراعها لتنظر بفضول إليه راقبت تعابيره بتأن ولاحظت التبدل العڼيف في ملامحه الجامدة لتصير أكثر عدائية وشراسة قست نبرته متسائلا
الكلام ده مظبوط
أتاه الصوت الرجولي من الطرف الآخر مرددا
أيوه يا باشا محدش زاره إلا واحدة بس
بات أوس قاب قوسين أو أدنى من التأكد من ظنونه صدق تخمينه حينما تابع الرجل بتردد
اسمها رغد سامي الجندي
توهجت نظراته بۏحشية مخيفة وهو يرد عليه بنبرة أشعرت تقى بالذعر
ابعتلي الورق وكل التفاصيل فورا
حاضر يا فندم
أنهى أوس معه المكالمة دون إضافة المزيد في حين سيطر الفضول على تقى التي أرادت سؤاله عما حدث خرج صوتها مهتزا وهي تسأله
في حاجة جدت
لم يلتفت نحوها بل بقيت حدقتاه المشدودتان مركزة على الطريق وهو يجيبها
لأ
اعترضت عليه متسائلة بإلحاح
بس شكلك بيقول غير كده
رمقها بنظرة أجفلت بدنها من طرف عينه قبل أن يقول بصلابة
قولتلك مافيش يا تقى شغل ومتعطل
هزت رأسها بإذعان
تمام يا حبيبي بس احنا متفقين إن الوقت ده بتاع العيلة يعني المفروض شغلك ومشاكله مالوش مكان في الأجازة دي
رد بعبوس
اطمني أنا عارف إزاي هاظبط أموري
حاولت تقى إشعاره بأنها تشاركه ولو وجدانيا لذا لم تتردد وهي تميل بجسدها نحوه لتقترب منه حاوطت ذراعه بيديها واستندت برأسها على كتفه أسبلت نظراتها نحوه لتطالع وجهه القاسې عن قرب همست له بتنهيدة ناعمة
بأحبك
كان لنبرتها ورقتها تأثير السحر عليه فهي الوحيدة القادرة على تبديل حالته المزاجية في لحظات حيث تدفقت الډماء المنتعشة في عروقه مع وهج نظراتها المشرقة لتثبط قليلا غضبه المستعر في داخله ومع هذا لن يكف أبدا عن البطش والاڼتقام ممن تسبب بالأڈى للأقرب إليه حتى لو كان الرابط الذي يجمعه به هو رابط الډم ............................................ !!
..........................................................
وضع إصبعيه أعلى طرف أنفه ليضغط برفق عليه بعد أن أصابه الإرهاق من كثرة الانتظار فتح عينيه ليحملق بنظرات مزعوجة في أوجه المارقين للداخل ثم انخفضت عيناه نحو ساعة يده الثمينة ليتأكد من كونه لم يتأخر عن ميعاد حضورها المعتاد عبست تعابيره وامتلأت حدقتاه بحمرة طفيفة فكعادتها مؤخرا لم تظهر على الساحة مما أصابه بالإحباط والضيق طرق يامن بأصابعه على حافة الزجاج الخاص بباب السيارة الملاصق له أطل برأسه للأمام قليلا لينظر عن كثب للطالبات اللاتي يلجن للداخل في تتابع مستمر راجيا في نفسه أن
 

تم نسخ الرابط