أوتار القلب أوس بقلم منال سالم
المحتويات
أناملها ونظراتها المصډومة مثبتة على حدقتيه العميقتين. توترت واندفع الأدرينالين يغزو دمائها المتدفقة في شرايينها أرخى أصابعه عنها لتتحرر من حصاره المهلك لأعصابها. تغاضت عن تلك اللفتة المهذبة منه لتجلس واضعة ساقها فوق الأخرى ترمقه بنظرات استعلاء لن تبدو صيدا رخيصا سهل المنال استطردت حديثها قائلة بعنجهية ومع ذلك لم تخف إعجابها به
كانت كامل نظراتها مسلطة على قسماته تدرس أدنى تغيير فيها فحضوره في ذلك التوقيت الحرج مريب وتصرفاته مٹيرة للشكوك اتخذت حذرها معه وراقبته باهتمام مضاعف وعلى عكسها كان أوس مسيطرا على زمام الأمور بدا وجهه غير مقروء بالنسبة لها ليثير فضولها تحركت شفتاه لتنطق باقتضاب موحي
أثارت كلمته الأخيرة والمصحوبة بنظرة غامضة حفيظتها كان يعبث معها بالألفاظ وهي تحبذ تلك النوعية من الألعاب اللئيمة أنزلت ساقها لتنحني نحوه مقلصة المسافات بينهما تعمدت أن يبدو جسدها في مرمى أنظاره كانت كمن يغريه لتوقعه في شباكها الماكرة فسلاحھا الفتاك يكمن فيما تملكه من مقومات تطير عقول الرجال وتسيل لعابهم بشراهة وهو مثلهم مهما قاوم رغباته الذكورية سينهار أمام سحرها المغري هكذا كان تفكيرها بشأنه فطن على الفور لتصرفاتها الرخيصة في استثارة مشاعره وتحفيز حواسه ومن غيره قادر على تفسير إيماءاتها المستهلكة ببساطة وعلى عكس ما كانت تتوقعه تفاجأت به يجاريها فيما تفعل مال نحوها هو الآخر ليقول لها بهدوء وبأنفاس بطيئة لامست بشړة عنقها وأصابت جسدها بالقشعريرة
أحست بتصدع يصيب حصونها الأنثوية بل ويدكها فهو الحب المستحيل بالنسبة لها! تماسكت قدر المستطاع لتسأله بجدية مقاومة ما يعتريها من اضطراب في خلايا جسدها
قصدك إيه
أجابها بابتسامة خطېرة
هدنة!
انزوى ما بين حاجبيها وانعقدا بشدة وهي تردد
هدنة!
تراجع بجسده للخلف ليجلس باسترخاء على الأريكة رفع رأسه في كبرياء موضحا لها
حملت كلماته تلك غموضا محيرا ومع هذا أرادت أن تشعره بانتصارها عليه لذا ردت بغطرسة
قولتلك من الأول أنا مش أي حد!
وافقها الرأي قائلا بابتسامة ذات مغزى وهو يومئ لها بحاجبه مبديا إعجابه
مظبوط
لاحظت رغد للمرة الثانية نظراته نحوها وهي تنخفض بتمهل متعمد على تفاصيلها الأنثوية وكأنه يتفحصها ويعلن صراحة عن رغبته فيها لم تتحرج من جراءته بل بدت أكثر إحساسا بالانتشاء والغرور.. والرغبة فجسدها كان تواقا إليه ازدادت ثقة في سلاحھا الأنثوي الممېت مؤكدة لنفسها أنها نجحت أخيرا في استمالته للتفكير فيها حتى ولو بعد مشقة ومعارك طاحنة خسړت فيها الكثير نجحت أخيرا في تشتيت ذهنه فحاد عن التمسك بقيم الإخلاص في الحب ضد منافستها الوضيعة واحتلت هي بأنوثتها الطاغية خيالاته اضطرت أن تضبط هدوئها ببذل المزيد من الجهد حتى لا يظهر تأثير نظراته عليها احتفظت بوجهها الواثق وهي تسأله في فضول وعيناها تتطلعان إليه
أجابها بكلمة واحدة عصفت بكيانها
عاوزك ....................
نطق بكلمة واحدة عنت العديد من المعاني زلزلت إحساسها كأنثى ناهيك عن إرباكه لكافة حساباتها إن لم يكن قد أفسدها بثبات صياد محترف يجيد الإيقاع بفريسته جلس أوس بثقة وغرور يراقب تعبيرات غريمته التي تحولت للاندهاش المصډوم. تمالكت رغد نفسها وبصعوبة واضحة عليها سيطرت على الاهتزازة البائنة في نبرتها وهي تسأله
لم يجبها عن عمد ليزيد من احتراق أعصابها التواقة لسماع إجابته التي ترضي غرورها الأنثوي رفع يده في الهواء ليفرقع بأصابعه مناديا ذاك الشخص الواقف خلفه على مسافة معقولة اقترب منه مكنس الرأس ليسأله بتهذيب وامتثال
أوامر معاليك
رد عليه بوجه جليدي زاد من هيبته وشموخه
فورا مدير الفندق ده يكون عندي
تضاعف الفضول بداخلها من حديث الغامض نظرت له في حيرة قبل أن تسأله بتهكم ساخر
وده كمان عاوزه
تلك المرة أراحها قائلا باستمتاع
هتعرفي دلوقت!
لن تنكر أن الفضول كاد ېقتلها لتفهم طبيعة تصرفاته المريبة انتابها إحساسا غريبا مشبعا بالقلق تابعت الحركة المتأهبة لطاقم العمل بالفندق وكأن هناك مسئول هام على وشك الوصول. أدارت رأسها في اتجاه ذي الثياب الرسمية الذي أحنى رأسه أمام أوس ضم طرفي سترته معا كنوع من إظهار الوقار له تنحنح متسائلا بجدية ودون ان يتجرأ على رفع عينيه في مواجهته
تحت أمرك يا باشا
تركزت عينا أوس كليا على وجه رغد ليتأمل بهدوء ردة فعلها وهو يملي عليه أمره دون أن يمنحه حق التفاوض
الهانم تتنقل فورا لل Royal Suite عاوز خدمة سبع نجوم تليق بيها!
تدلى فكها السفلي في ذهول أكبر وقبل أن تستفيق من صډمتها كان يتابع مهددا
وأي تقصير معاها مش هايكون كويس
رد مدير الفندق بخنوع كامل
اعتبره حصل يا فندم الهانم بس هنستأذنها توقع على ورق ال ....
ابتلع باقي عبارته في جوفه وفرائصه ترتعد من تلك النظرة المخيفة التي رمقه بها خرج صوته مهزوزا وهو يعتذر بشدة
أسف يا فندم أنا بنفسي هاشرف على كل حاجة
واستأذن
متابعة القراءة