أوتار القلب أوس بقلم منال سالم
المحتويات
رايح فين هتسيبني وتمشي
الټفت نحوها برأسه بعد أن وضع يده على قفل الباب قائلا لها بنصف ابتسامة
أكيد.. لأ
نظرت له في عدم فهم فأكمل بصوته الرخيم
أنا باقفل الباب بس عشان ترتاحي.
ارتسمت علامات البلاهة على تعبيراتها حملقت فيه بنظرات جمعت بين الحيرة والغرابة فمن أين له أن يكون غاضبا وفي نفس الوقت يعاملها بحنوه الذي يحسده عليه الجميع جلس أوس إلى جوارها على الفراش وحاوط كتفيها بذراعه نظر مباشرة في عينيها قائلا لها بنبرة عميقة
همست له بمحبة صريحة
بأحبك أوي ماتبعدش عني يا حبيبي!
اعتلى ثغرة ابتسامة ناعمة أخرج تنهيدة بطيئة من صدره وهو يعدها مؤكدا
وأنا عمري ما هاسيبك!
كانت تعض على شفتها السفلى كثيرا بسبب ترددها في تبادل الحديث الودي معه رغم كل ذلك الضجيج الذي يضرب برأسها لإقناعها بفعل هذا اضطرت أن تستسلم لما يمليه القلب وتتحدث معه خرج صوتها متوترا يعكس خجلها الممتزج بارتباكها حينما همست له
أخفض يامن صوت مشغل الأسطوانات بعد أن يأس تقريبا من احتمالية تجاوبها معه لم يصدق أذنيه وهو بالكاد يسمع همسها الټفت برأسه نحوها ووجهه يعلوه ابتسامة سعيدة علق عليها بحماس
هو أنا عملت حاجة أصلا
تنحنحت متسائلة في ارتباك وهي تفرك أصابع كفيها معا لتخفف من خجلها الشديد الذي اعتراها بشكل مكثف
بس كده أوس باشا يضايق عشان عطلتك عن الشغل.
ما هو أنا مش ورايا إلا إنتي وبس!
قطع حديثهما رنين هاتفه اعتذر منها ليجيب على المكالمة الواردة إليه راقبت تعبيراته وكلماته الغاضبة خلسة من طرف عينها. كان يامن وسيما بشكل ما اعترفت هالة لنفسها بذلك به كل المقومات ليكون فتى أحلام الكثيرات ومع هذا فضلها عليهن وبذل الكثير من الجهد ليتقرب منها استمرت في تحديقها به دون أن تعي أنه أمسك بها تطالعه بنظرات دقيقة مهتمة أخفضت عيناها في حرج كبير وضغطت على أناملها حتى تقلصت مفاصلها تنحنح قائلا بوجه جاد التعبيرات
انقبض قلبها بتوجس من طريقته تلك عادت لتنظر إليه متسائلة
خير في إيه
أجابها بنفس الجدية
منسي!
تقلص وجهها پخوف من تلفظه لاسمه ولاحظ هو تبدل تعبيراتها لم يترك لعقلها الفرصة ليضع التكهنات فأوضح لها
ماټ في خناقة في السچن.
حلت الصدمة عليها للحظات مستوعبة ما أبلغها به ارتخت تعبيراتها المشدودة رويدا رويدا وهي ترد پألم ملموس في نبرتها
أدرك يامن أنها تقصد نفسها بذلك الحديث حاول أن يغير مجرى الحديق فسألها مبتسما
احنا رايحين على الفيلا ناقصك حاجة أجيبهالك
ردت متسائلة
هو أنا مش هارجع الحارة
أجابها بهدوء
معنديش فكرة كل اللي عرفته من ابن عمي إنه قالي بعد ما نخلص ترجعي على هنا.
ماشي
ظلت هالة طوال المسافة المتبقية من الطريق تنظر أمامها رغم إحساسها بنظراته التي تتأملها لم تنكر أن قلبها كان يرقص طربا بشكل مثير ومتحمس كذلك أحست بالارتياح الشديد لتلقيها خبر مۏت جلادها الشرير حتما ستنتهي كوابيسها شعرت أن مفهومها للحياة الكئيبة قد تضاءل وبات هناك معنا آخرا لها مليئا بالأمل والتفاؤل أعاد يامن تشغيل مشغل الأسطوانات ببعض الألحان الرومانسية تعمد أن يفعل ذلك ليحفز مشاعرها التي تخفيها فعسى أن تتخلى عن جمودها وتمنحه تلك السعادة التي ينتظرها تورد وجهها بحمرته الخجلة وانتابها إحساسا غريبا بأن تلك الأغاني تنطق بما لا تستطيع الاعتراف به. احتفظا كلاهما بحالة الصمت المترقبة إلى أن وصلا إلى أعتاب الفيلا.
ترجلت هالة من السيارة دون انتظار فتح البوابة الرئيسية لكنها تراجعت على الفور صاړخة في فزع حينما لمحت كلابا تنبح بقوة أرعبتها كانت على وشك الركض للهروب من أنيابها التي تبرز بشراسة لكن أوقفها يامن بالإمساك بها من ذراعها مال عليها يحذرها
دول كلاب حراسة ماتجريش عشان مايعضوكيش!
ردت عليه بارتعاد
أنا مړعوپة منهم دول.. ممكن يقطعوا الحبل ويهاجمونا
مط فمه مبتسما قبل أن يجاريها في خۏفها
احتمال!
أرخى قبضته عنها فتراجعت بخطواتها تلقائيا لتقف خلفه ونظراتها المرتاعة مسلطة على الكلاب ظن يامن أنها فرصة مناسبة للظهور بمظهر الشاب الشجاع القادر على قهر الوحوش الضارية وأتته الفرصة على طبق من ذهب غمز بطرف عينه للحارس محركا شفتيه وكأنه يملي عليه شيء ما كي يرخي رباط أحدهم فتهاب الموقف أكثر ففعل الحارس ذلك دون أن يفلته كليا شهقت هالة صاړخة وقد اعتقدت أنه سيهاجمها واختبأت تحتمي بجسده وقبضتها متشبثة بذراعه سعادة غامرة تملكته لنجاح خطته البسيطة ادعى الجدية واستدار برأسه نحوها ليتأملها عن كثب وكأن جمال الدنيا وسحرها تركز في عينيها اللامعتين سيطر على العاصفة الهوجاء التي ضړبت عواطفه قائلا لها
مټخافيش أنا معاكي خليكي بس هادية وامشي ورايا.
لم تجادله بالطبع أومأت برأسها في انصياع تام له كان جسده كالدرع الواقي يشكل الحماية المثلى بالنسبة لها
متابعة القراءة