أوتار القلب أوس بقلم منال سالم
المحتويات
كانت ليان شبه غافلة على مقعدها المقابل للمسبح فلم تلاحظ التبدل المريب الذي طرأ على ملامحه. نهض من مكانه ليسير مبتعدا عنها مسافة كافية بقيت أنظاره عليها وهو يحاول الاتصال ب أوس فعلى الأغلب لم تصل إليه تلك المستجدات وإلا لكان هاتفه ليطمئن على شقيقته لم يحد بعينيه عنها وهو يستطرد بخفوت وفي ربكة عظيمة
سأله بصوته الأجش
في ايه تاني
أجابه على الفور
بيتكلموا عن ليان!
بدا صوته متصلبا وهو يأمره
مش فاهمك وضح!
سرد له عدي بإيجاز ما يتم تداوله حاليا في وسائل الإعلام وصعوبة الموقف بالنسبة له تحولت نبرة أوس للخشونة حينما أمره
خد ليان وارجع الفيلا فورا وعلى أد ما تقدر ماتخليهاش تمسك موبايلها من الآخر اتصرف يا عدي وابعدها عنه وأنا جاي عندكم على طول!
تمام.
اتجه عائدا إليها بعد أن أنهى المكالمة معه جلس قبالتها وكل عينيه مركزة عليها بدا حائرا في كيفية تنفيذ أوامره هب واقفا ليتأملها في حذر شديد تأكد عدي من غفوتها وبحثت عيناه عن هاتفها لمحه موضوعا أسفل ذراعها فرك طرف ذقنه يفكر جديا في سحبه منها دون أن تعي. لحظات وجلس إلى جوارها متلمسا بشرتها في رقة كانت مستسلمة لما يفعله مما شجعه على الاستمرار داعب خصلات شعرها المتناثرة على جبينها أبعدها وقد مال برأسه على أذنها ليهمس لها
ردت بعينين مغمضتين وصوت شبه ناعس
No لا ماليش مزاج.
منحته فرصة ذهبية حينما رفعت ذراعها لتضعه خلف مؤخرة رأسها كانت مغمضة لعينيها مما شجعه على المضي قدما في خطته غير المعقدة التقط سريعا الهاتف ودسه في جيب سرواله القصير متنفسا الصعداء مسد على رأسها قائلا بابتسامة ارتياح
نهض من جوارها ثم اقترب من المسبح الټفت نحوها ليتأكد أنها لا تتابعه وفي سرعة خاطفة جثا على ركبته ثم ضړب الهاتف في حافة المسبح ليحطمه عن قصد فحصه سريعا ليتأكد من تعطله بشكل قطعي ثم ألقاه في المياه ليعود بعدها إلى مقعده وكأنه لم يفعل شيئا.
..........................................................
فين موبايلك يا تقى
نظرت له بجبين مقتضب وهي تجيبه
لم يجبها واتجه إلى الأريكة حيث أسندت حقيبة يدها عليها عبث بمحتوياتها ليخرج الهاتف منه كان يريد الحصول عليه لمنعها من الولوج لمواقع التواصل الاجتماعية فتعرف بما يدور في الوسط. اعتدلت تقى في رقدتها ونظرت له متسائلة
في حاجة يا أوس
أجابها بجفاء أزعجها قليلا ودون أن يلتفت نحوها
لأ عادي
اشرأبت بعنقها لتنظر إلى ما يفعل لكن سد ظهره الرؤية عليها. استرخت في نومتها وسألته مبتسمة وهي تضع الوسادة خلف ظهرها
هي خالتي اتصلت
رد عليها بفتور
متقلقيش كلهم كويسين
تنهدت متابعة حديثها في ارتياح
طب الحمدلله مقالوش هيرجعوا إمتى
وضع أوس الهاتف في جيب بنطاله بعد أن أغلقه نهائيا ثم استدار نحوها ليرد بجدية
وقت ما هيوصلوا هاعرفك.
في إيه حاساك متغير و...
قاطعها بنبرته الجافة وكأنه يأمرها
حبيبتي شوية مشاكل في الشغل حاولي ترتاحي شوية.
ارتخت عيناها متسائلة
إنت خارج
أيوه رايح ل عدي
استندت بكفيها لتنهض من رقدتها قائلة
طب استناني هاجي معاك و..
قاطعها آمرا ومشيرا بسبابته وقد ضاقت حدقتاه بشكل مبالغ فيه
تقى خليكي هنا!
أحست من طريقته الحادة نسبيا بوجود خطب ما وأكد لها صدق حدسها تعبيراته المشدودة وتصرفاته الغامضة وغير المفهومة. وقبل أن تستدرجه مجددا في الحديث تركها وانصرف تحركت نظراتها معه متمتمة مع نفسها
هو إيه اللي بيحصل بالظبط وكان عاوز إيه من موبايلي
شعرت بنغزة صغيرة تؤلمها في جانبها فاستلقت على الفراش لتريح جسدها المنهك من مجهود اليوم الزائد تركت التفكير جانبا وأغمضت عينيها في تعب لتستسلم سريعا لإحساس النوم الدافئ الذي غزا أوصالها.
تدلى فكها للأسفل في صدمة مدهوشة وهي تحدق في هاتفها الذي اتخذ من المسبح مكانا له وضعت يديها أعلى منتصف خصرها محاولة عصر ذهنها لتتذكر كيف حدث هذا وانفلت من بين أناملها ليسقط بالأسفل. أعاده إليها زوجها الذي قفز فيه ليخرجه. نظرت إليه تتأمل الأضرار التي لحقت به. وضع عدي يده على كتفها قائلا في نبرة مواسية
معلش يا ليوو هاجيبلك واحد غيره.
ردت في عدم تصديق وهي تقلبه بين أصابعها
طب إزاي ده حصل أنا متأكدة إنه كان معايا!
أوضح ببساطة
جايز مخدتيش بالك.
ردت بإصرار
لأ في حاجة غلط!
ثم عبثت بخصلات شعرها المتنافرة زافرة مطولا في ضيق حائر. ضم زوجها شفتيه مدعيا البراءة وراقبها عن قرب وهو يبذل مجهودا هائلا ليبدو طبيعيا أمامها ربت على ظهرها برفق موعدا إياها
عموما احنا بالليل ننزل نشتري أحدث موديل ولو حابة نوديه يتصلح ه....
قاطعته ليان بفتور يائس
معتقدتش إنه ينفع
رد عليها
لو على الصور والحاجة بتاعتك فسهل
متابعة القراءة