رواية سالم بيه والبنت العجيبة

موقع أيام نيوز


تتجوزه حتي لو عرفي عشان تحقق أحلامها و طموحاتها .. و لا مكنش في جواز أصلا يا جنه 
وقعت كلماتها كسوط أخذ يسقط فوق كرامتها حتي أدماها و مزق ما تبقي لها من كبرياء فصار الدمع يتقاذف من مقلتيها جراء ذلك العاړ الذي تلطخت به و لكن جاء سؤالها الأخير حتي يجهز عليها فلم تستطع الصمود أكثر بل هبت من مكانها تقول بإنهيار 
لحد هنا و كفايه يا حاجه . أنا كنت متجوزة إبنك عرفي و الورق مع سالم بيه ..
لم تتأثر أمينه بمظهرها أو تعمدت ألا تتأثر فهي لم ترها سوي صائدة ثروات أوقعت أبنها في شباكها و تريد أن تأخذ ما تبقي منه و ترحل لتجعلهم يعانون من مرارة الفقد مرة آخري لذا قالت بتقريع

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
هو شئ لا يدعو للفخر طبعا يعني الجواز العرفي دا زي قلته. بس الحمد لله أنه حصل و إن ربنا عوضني بحاجه من ريحه ابني الله يرحمه و إلي عمري ما هتنازل عنها أبدا حتي لو إضطريت إني أضحي بكل شئ بملكه في حياتي .
كالعادة أصابت كلماتها صميم الۏجع و لكنها تجاهلت عڈابها و قالت بإستفهام 
تقصدي إيه 
أعتدلت أمينه في جلستها قبل أن تناظرها بقوة تجلت في نبرتها حين قالت 
إبن أبني مش هسيبه و سواء كنتي متجوزة حازم أو لا دي مشكلتك . هكون ست أصيله معاكي عشان أنتي أمه و هعرض عليك عرض أنتي الكسبانه فيه 
لم تسعفها الكلمات للرد إنما إرتسم عدم الفهم علي ملامحها فتابعت أمينه قائله بقسۏة 
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
هتعيشي بينا معززة مكرمه لحد ما تولدي و بعدها هديكي عشرة مليون جنيه و تسيبي الولد و تختفي من حياتنا خالص و تنسي أنك في يوم من الأيام عرفتينا . بمعني تمحى إسم الوزان من ذاكرتك 
شهقه قويه خرجت من جوفها معبأه پألم فاق حدود الخيال و صار الدمع يتقاذف كالجمر من عيناها و هي تنظر إلي أمينه التي كانت تطالع إنفعالاتها بغموض بينما أخذ جسدها يرتجف قبل أن تقول بشفاه مرتعشه من بين إنهيارها
أنتوا أكيد مش بني آدمين .. إزاي بتدوسوا عالناس كدا . عايزة تشتري إبني مني . انتي إيه معندكيش قلب !
أمينه بهدوء مستفز
لا عندي و عشان كدا عايزة أحافظ علي حقي في حفيدي إلي كنتي عايزة تقتليه. 
جنة بصړاخ 
حفيدك دا يبقي إبني و حتة مني و أوعي تفكري إني ممكن أفرط فيه . و أوعي تفكري تساوميني عليه تاني عشان أنا أهون عليا دلوقتي أموته و أموت نفسي معاه و لا إن حد ياخده مني .
ألقت كلماتها و هرولت تغادر الغرفه صافقه الباب خلفها بقوة بينما عيناها تغشاها طبقه من الدموع التي كانت تحفر الوديان فوق خديها و لم تنتبه إلي ذلك الذي كان يصعد الدرج ليتفاجئ بتلك التي كانت و كأنها هاربه من الچحيم فاصطدمت به بشدة و كادت أن تقع لولا يداه التي تلقفتها ليتفاجئ بمظهرها المزري فقال بلهفه 
حصل إيه 
لم يتوقع ثورتها تلك حين قامت بدفع يده بقوة و بصقت الكلمات من فمها پشراسه صډمته
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
أبعد إيدك دي عني .. و أوعي تلمسني تاني . 
لم تعطيه الفرصه لسؤالها بل تابعت الركض حتي خرجت من باب القصر فإلتفت ليجد والدته التي قالت بقوة 
تعالي يا سليم عيزاك 
توجه سليم إلي حيث والدته التي دخلت غرفتها مرة ثانيه فدخل هو خلفها و قال بصوت خشن
حصل إيه بينك و بينها 
أمينه بلامبالاه 
موضوع ميخصكش .
سليم محذرا 
ماما .. متنرفزنيش و جاوبي علي سؤالي 
إلتفتت تناظره بغموض قبل أن تقول بتخابث
لما تجاوبني أنت يا سليم 
أجاوبك علي إيه 
أمينه مشددة علي كل حرف تفوهت به 
البنت دي كانت متجوزة أخوك فعلا و لا إلي في بطنها دا يبقي إبن حرام .
تسمر في مكانه جراء حديثها المعبأ بقسۏة و مكر لم يلحظه و لكنه التهي بما شعر به من شعور موجع لا يعرف كنهه و ما أن أوشك علي إجابتها حتي سمع شهقه آتيه من الخارج جمدته في مكانه ووو
يتبع ....
الفصل الأول 
بمثل هذا الوقت من العام الماضي في إحدي ليالي كانون الباردة هزمت إحداهن أمام كلمات دافئه أغتالت برودة قلبها فأذابته و أضرمت النيران بأوردتها و التي سرعان ما أخمدتها لوعه الفراق لتترك خلفها بقايا حطام إمرأة أقسمت علي نكران العشق طيله حياتها ...
نورهان العشري 
كلما

كانت ذاكرة الإنسان قويه كلما كانت حياته أصعب بكثير و في قانون العقل كل الأشياء قابله للنسيان ماعدا الشئ الوحيد الذي تود نسيانه .
أخرجت تنهيدة حارة من جوفها و هي تقف أمام شرفه مطبخها تراقب نزول المطر الذي كان ينهمر بشدة في الخارج . كم كان ذلك المنظر من أهم مسببات السعادة بحياتها و الآن اصبح لا يجلب لها سوي تعاسه كبيرة ممزوجه پألم قاټل يستقر بمنتصف قلبها الذي و بعد مرور أربع سنوات علي فاجعته الكبري لايزال ينتفض ۏجعا حين يتحسس أي شئ و لو بسيط يعيد إليه ذكرياته الرائعة المشبعه بمرارة قاتله لازالت عالقه بحلقها للآن ..
أخيرا استطاعت أن تتخلص من سطوة ذلك العڈاب الذي يتجلى بوضوح في عيناها و أغلقت الستار متوجهه إلي الثلاجه التي تتوسط ذلك المطبخ المستدير المترف إلي حد ما و قامت بإخراج ما تحتاجه لإعداد وجبة طعام ساخنه تدفئ جوفها في هذا الليله شديدة البرودة كليالي كانون المعتادة و التي كانت ذات يوم تحمل الدفء الي قلبها الذي كان غارقا بالعشق حتي أذنيه و ها هي الآن تدفع ثمن حماقته ...
زفرت بحدة و كأنها تنازع لتخرج ۏجعها بذرات ثاني أكسيد الكربون و شرعت في عملها الذي أتمته بعد عشرون دقيقه ثم توجهت إلي غرفه شقيقتها و طرقت عدة طرقات علي الباب فلم يأتيها رد فقامت بفتح الباب بهدوء لتجدها نائمه كالعادة فتسللت مخالب الندم إلي قلبها لتقرضها من الداخل علي ذلك الذنب الذي اقترفته بحق شقيقتها و عادت بذكرياتها للأسبوع الفائت
عودة إلى وقت سابق
كانت جالسه علي أحد المقاعد بشموخ في ذلك البهو الكبير تنتظر الميعاد الذي جاهدت أسبوعا كاملا حتي تحصل عليه و ها هو يأتي بمنتصف اليوم و هي في عملها لتهاتفها تلك الفتاة بلهجه صلفة تخبرها بأن موعدها مع السيد سيكون بعد خمسة و أربعين دقيقة و ألا تتأخر فاضطرت إلى ترك عملها ومهرولة إلى ذلك الصرح الكبير الذي كان يثير في نفسها التوتر الذي قلما يظهر عليها و لكنه كان نابع من السبب المحرج في كونها تود مقابلة ذلك السيد الذي كان الوصول إليه شاقا و كأنه أحد رموز الدوله أو أحد المشاهير .
فجأة طرأ علي بالها صورته التي تخيلته عليها من حديث أخاه عنه. عجوز بدين أصلع قصير القامه سمج لا يفقه شئ في هذه الحياة سوي جمع الأموال فقط .
كم يثير نفورها و إشمئزازها هؤلاء الأشخاص الذين هم علي شاكلته ! و تتمني من الله أن يمر موعدها معه علي خير و أن تجد عنده من التعقل ما يجعله يستمع إلي حديثها أو بالأحري طلبها كي تعود حياتهم هادئه من جديد ..
بلغ توترها ذروته حين أخبرتها الفتاة بأنه ينتظرها فسحبت نفسا عميقا إلى رئتيها قبل أن تنهض متوجهه إلي حيث أشارت عليها الفتاة و ما أن دخلت حتي لفت انتباهها المكتب الأنيق الذي يتمتع بذوق رجولي جذاب بتلك المقاعد الجلديه ذات اللون البني يتوسطهم منضده دائريه وضعت فوقها مزهرية بها بعض الزهور الجميله .
كان هذا أول ما رأته حين دلفت إلي الداخل لتجد على يمينها مكتب ضخم و لكنه أنيق و عصري أمامه مقعدين تتوسطهم منضدة صغيرة و خلفهم كان مقعد السيد المنشود و الذي كان يعطيها ظهره مما جعلها تتقدم خطوتين إلي الداخل و قد كانت خطواتها هادئه لا تعكس توترها الذي كان يزداد مع مرور الوقت خاصة و أن ذلك المتعجرف لا يزال يعطيها ظهره مما جعلها تسخر داخلها قائله 
هيا أرنا وسامتك أيها السيد المغرور !
بدأ شبح إبتسامه ساخرة في الظهور علي جانب شفتيها و لكنها تجمدت فورا ما أن دار الكرسي ليواجهها لتجد نفسها أمام أوسم رجل قد رأته بحياتها !
شعر أسود حريري لامع مصفف بأناقه ملامح رجوليه جذابه عينان ثاقبه أنف مستقيم شفاه غليظه ذقن منحوت ببراعه لحيه كثيفه نوعا . كانت ملامحه تضج بالرجوله محاطه بهاله من الهيبه و الثقه اكتسبها من سنوات عمره الاربعين و جعلت ثباتها يتلاشي شيئا فشيئا إلي أن أتتها نبره صوته العميقه لتكمل صورتة الرائعه حين قال و هو ينظر إلي أسمها المدون أمامه
أنسه فرح عمران . 
لا تعلم لما شعرت بشئ من السخريه في حديثه و إنعكس علي نظراته التي بدت و كأنها تقيمها و قد حمدت ربها كثيرا بأنها كانت ترتدي ثياب العمل الرسميه المكونه من تنوره سوداء تصل إلي أسفل ركبتيها و فوقها قميص من الستان الأزرق و جاكت من نفس لون التنورة و قد كانت تعكص شعرها فوق رأسها علي هيئه كعكه منمقه فلا تترك الحريه لخصله واحده منه في الهرب. كان هذا المظهر يعطيها وقارا تحتاجه كثيرا و خاصة الآن لمواجهه تلك الهيبه التي أمامها .
واصلت التقدم الي أن وقفت أمامه

مباشرة ثم قالت بهدوء 
أهلا بحضرتك يا سالم بيه 
هز رأسه ثم قال بإختصار
أتفضلي 
أشار إليها لتجلس علي المقعد أمامها فأطاعته بصمت و قد كانت عيناه مسلطه عليها بطريقه أربكتها قليلا و لكنها تجاهلت ذلك و حاولت التركيز علي ما أتت لأجله فرفعت عيناها إليه فوجدته يومئ برأسه بمعني أن تبدأ في الحديث فتحمحمت بخفوت و إحتارت كيف تبدأ فوجدت نفسها تقول بخفوت
بصراحه في موضوع مهم كنت حابه أتكلم فيه مع حضرتك 
لم تتغير ملامحه إنما تخللت السخريه نبرته حين قال
أنا كمان عايز أعرف يا تري إيه الموضوع الخاص إلي بيربطنا ! 
حل محل التوتر شعور بالڠضب الممزوج بالخجل فهي حين سألتها مديرة مكتبه عن سبب طلبها لرؤيته أجابتها بإختصار موضوع خاص و كررت تلك الإجابه علي مسامعها طوال الأسبوع المنصرم .
تحمحمت بخفوت قبل أن تقول بنبرة ثابته 
في الحقيقه هو فعلا موضوع خاص .
قاطعها دلوف مديرة مكتبه لتسمعه يخبرها بأن تحضر لها عصير ليمون و تحضر قهوته المعتادة . ثوان و الټفت اليها قائلا 
معاكي . قولتيلي موضوع خاص !
إغتاظت من تكراره تلك الكلمه و كأنه يسخر منها لذا شدت ظهرها و أستقامت أكثر في جلستها و قالت بنبرة قويه
المقصود هنا بموضوع خاص أنه يخص ناس تهمنا . و إلي هما حازم أخوك
 

تم نسخ الرابط