رواية سالم بيه والبنت العجيبة

موقع أيام نيوز


الجمود في نظراته و نبرته حين الټفت إلي ياسين قائلا بفظاظة
عندك حق ليهم اهل و اهلهم اولى بيهم.. 
يعني ايه الكلام دا 
هكذا اخترقت جملة سليم آذانهم فأجابه سالم بلامبالاة
البنات هيروحوا مع ابن عمهم..
استنكر سليم حديث أخاه فقال بانفعال 
كلام ايه دا يا سالم .. مش كانوا هيقعدوا
تفاجئ من جنة التي جاءت من خلفه منضمه لشقيقتها وهي تقول بجفاء

لا مش هنقعد . هنمشي..
صدم سليم من جفائها فأوشك علي الحديث ليقاطعه سالم قائلا بصرامة 
عرف الحاجه عشان تخلي الخدم يساعدوهم مش عايزين نأخرهم اكتر من كدا..
اعلن تصريحه الصارم و المؤلم تزامنا مع علو صفير سيارة الشرطه فتوجه الي البوابه لملاقاتهم فهرول سليم خلفه قائلا پغضب
حصل ايه يا سالم
لم يستطع السيطرة علي نفسه أكثر فقال بصوت جهوري غاضب
هي عايزة تمشي! هي اختارت انها تمشي! و كل واحد يتحمل نتيجه اختياره..
أتمت جنة حزم امتعتها و رغما عنها سقطت عبراتها مع إغلاقها لآخر حقيبه تحمل متعلقاتها و التفتت تنظر إلي أمينة الباكية بصمت فاقتربت منها جنة تجلس علي ركبتيها تمد يديها تحتضن كفوف امينه بحنان تجلي في نبرتها المهتزة بفعل البكاء
ارجوك متزعليش مني.
امتدت يد امينه تربت بخفة علي وجنتها وهي تقول بشفاة مرتجفه و عينين باكيه 
مقدرش ازعل منك..
جنة بلهفه
والله هجيلك و اجبلك محمود علي طول مش هخليه يوحشك أبدا .. المكان اصلا مش بعيد من هنا ياسين الي قال و قالي
في أي وقت لو عايزة تيجي هجيبك.. 
صمتت لثوان و تابعت پألم 
سامحيني ارجوك انا ماليش عين اقولهم لا..
تألمت أمينة و تآكلها الذنب علي حديث جنة واقتربت تحتضن وجنتيها قائلة بحنان
أنت ست البنات و تعملي كل الي أنت عيزاه. اوعي تفكري غير كدا وقتها هزعل منك بجد.. أنت و محمود عندي مكانه واحده. و بحبكوا زي بعض.. و لو في اي وقت حد ضايقك بحرف اعرفي أن بيتك موجود.
احتضنتها جنة بقوة و انهمرت العبرات تكلل هذا اللقاء الحار الذي تتخلله شتي أن انواع المشاعر التي كان أولها الألم و آخرها الندم 
في الأسفل كان سالم يجلس خلف كرسيه بعد أن ترك الشرطه في الخارج تعاين مكان الچريمه و قد تملك الڠضب كل ذرة من كيانه ولكنه كان ڠضب مطعم پألم مرير لا يحتمله جسده الذي لأول مرة يخونه فشعر بأن قدميه غير قادره علي حمله. فلجأ لغرفته حتي تحتضن ضعفه النفيس الذي لم يظهره لأحد قط و لن يفعل ذلك أبدا فقد اعتاد الشموخ طوال حياته تليق به العزة و كأنه جزء لا ينفصل عنه و التي أبت عليه أن تسقط تلك الدمعه

الخائڼه التي كانت تلسع جفنيه تتوسل الفرار حتي علها تزيح أحمال أرهقت جسده الضخم و لكنه أبى أن يظهر ألمه حتي لجدران بكماء يخشي أن تذكره لاحقا بهزيمته النكراء أمام امرأة حملت بيديها مفتاح قلبه و وسام هزيمته. 
سالم ..
كان هذا صوت مروان الذي دلف الي داخل الغرفة ليصطدم بهيئه سالم التي كانت تبدو مبعثرة فلم ينتبه لطرق الباب و لا حتي لاحظ دخوله الي الغرفه فشعر بالحزن علي ذلك الجدار الذي لطالما كان هو الحامي لهم و الآن نال منه التعب فقد أراد لأول مرة بحياته أن يتكأ علي كتف أحدهم أن يكون ضالا لا هاديا..
تعالي يا مروان .. 
هكذا تحدث سالم الذي تحدث بعد أن لملم جأشه بصعوبه جعلت من ملامحه قاسيه عدائيه ففكر مروان لثوان قبل أن يقذف ما بجوفه من أشياء قد تعيد اشتعال براكينه مرة ثانيه فجاء صوت سالم المحذر حين قال 
هات الي عندك يا مروان من غير ما تفكر ..
زفر بقوة قبل أن يتقدم الي الداخل و ما أن أوشك بالحديث حتي وجد سليم يدخل الي الغرفة و ملامحه لا تقل عن ملامح أخيه بشئ بل زادت عليها عينيه الحمراء و التي كانت كجمرتين نبتت من جوف الچحيم فالټفت مروان الي سالم الذي كان يناظره بجمود فشرع في الحديث قائلا 
جمعتلك كل المعلومات الي قولتلي عليها ..
تحدث مختصرا 
احكي..
شرع مروان في قص ما في جعبته محمود عبد الحميد رضا عمران ابو فرح وجنة كان متجوز زميلته في الجامعه و خدها و راح عاش مع أهله في الصعيد و خلف منها بنتين و أبوه عبد الحميد كان راجل صعب و الناس كلها بتعمله الف حساب كان عنده ارض كتير فكان عايز يضمن أن أرضه متطلعش بره و عرض علي محمود أنه يخطب بناته فرح لياسين و جنة لراضي.. 
جهر سليم 
مين راضي دا أن شاء الله.
اجابه مروان 
راضي دا. ماټ .. سيبني اكمل .. محمود رفض جدا و أبوه خيره يا كدا يا هيطرده قام محمود خد بناته و مراته و مشي بعد ما قاله مش عايز منك حاجه .. و بعدها بفترة بسيطه مراته ماټت كان عندها کانسر و بسبب تعبها فرح اضطرت تسيب كلية الطب عشان تشتغل و تساعد ابوها الي حمل أبوه سبب كل الي حصله و خد بناته و راح مكان تاني أبوه ميعرفوش و دا بعد ما راح عشان يعزيه في مراته و رفض يقابله.. 
كانت كل خليه في جسده تئن پألم و عڈاب مما سمعه فقد توقف قلبه عند تلك الجملة خطبتها من ها الرجل الذي من الممكن أنه عاد لتنفيذ ما رفضه والدها سابقا ألم يكن يكفيه لوعه فراقها بتلك الطريقه حتي تأتي تلك الحقائق لتضفي عذابا من نوع آخر محملا بنكهه الغيرة التي لم يختبرها بحياته سوي معها..
من حوالي عشر
سنين قامت خڼاقه بينه و بين عيله كبيرة علي حتة ارض ماټ فيها راضي و وقتها عبد الحميد مستكفاش غير بمۏت عشرين واحد من العيله التانيه قبل ما يطلع النهار بس ابنه وفيق متحملش مۏت ابنه هو و مراته الي تعبت و قعدت في المستشفي فترة و وقتها جابها يعيشوا هنا في اسماعيليه جمب أهلها و كان معاهم الغتت ياسين الي بقاله فتره بيدور عليهم زي ما قال و الباقي انت عارفه..
كان أول من تحدث سليم الذي قال بانفعال 
دا باين عليه راجل مفتري.. يعني ايه ېموت عشرين واحد قصاد واحد و في نفس الليله و مهموش مۏت حفيده..
اقترب مروان منه و قال بصوت خفيض بجانب أذنيه 
يا غبي السكه فضيتلك احمد ربنا أنه ماټ ..
أضاء عقل سليم من حديث مروان و قال باندفاع 
الحمد لله .. 
تنبه الي ما تفوه به فقال پغضب 
ايه يا غبي انت حد يحمد ربنا علي مۏت حد ..
مروان بتهكم
بص لأخوك الغلبان و انت تحمد ربنا الف مره .. مش كفايه هتمشي وتسيبه لا و كمان ممكن تتخطب للبغل دا ..
اطلعوا بره انتوا الاتنين
هكذا تحدث سالم الذي لم يستطيع تحمل حديث مروان المروع لقلبه فاذعن الأثنان لطلبه دون أي حديث ..
كان ثنائي الشړ يجلس في غرفة الجلوس ېحترقون لمعرفة ماذا يحدث في الخارج فقد كان الهرج و المرج دائر في الخارج حول الفتاتين و قد كانت شيرين تطمح في معرفة ماا حدث ولكنها تفاجئت حين رأت مروة تهرول الي داخل الغرفة و قامت بأغلاق الباب خلفها وهي تقول بلهفه 
عندي ليكوا خبر بمليون جنيه ..
نطق الثنائي في آن واحد 
خبر ايه 
مروة بشهادة غامزة 
فرح وجنة هيمشوا دلوقتي مع ابن عمهم..
صړخت همت بفرحه 
أنت بتتكلمي بجد يا مروة
والله بتكلم بجد لسه شايفه الي اسمها جنة دي وهي بتقول للخدم يطلعوا شنطها بره و امينه بتقولها هتوحشوني . و لما سالت الخدم قالوا إنهم هيمشوا النهاردة..
همت بفرح 
خبر بمليون جنيه يا

بت يا مروة 
مروة بخبث 
ولسه لما تعرفي الجديد. 
شيرين باستفهام
جديد ايه 
مروة بنبرة منخفضة 
الواد مروان شفته داخل اوضة سالم و وراه سليم الي نسي يقفل الباب وقفت اتسنطت عرفت أن البنات دي ليهم أهل صعايدة 
همت بعدم فهم 
صعايدة ازاي 
شرعت مروة بقص ما سمعته من مروان علي مسامع همت التي هللت بفرح قائلا 
دا احنا بيضالنا في القفص يا بت يا مروة.. دانتي تستاهلي علي أخبارك الي بمليون جنيه دي 
قاطع فرحهم صوت شيرين التي قهقهت بسخرية قبل أن تقول بشړ 
الكلام دا لما تكون جايبه أخبار جديدة يا ماما..
همت پصدمه 
تقصدي إيه 
هبت شيرين من مقعدها تتوجه الي الداخل قبل أن تلتفت قائلة بتهكم 
معنديش وقت اشرحلك. ورايا حاجات مهمه لازم اعملها الاول ..
كان ېحترق بنيران لم يختبرها مسبقا نيران تأكل أحشاؤه من الداخل بينما هو مجبر علي التحمل و ألا يظهر أي بادرة ضعف قد تنال من كبرياؤه الذي يشعر بالحزن علي ألم قلبه الدامي الذي ينافس نيرانه بدلا من الهواء الذي بدأ خانقا حوله بشكل كبير جعله يلتقط زجاجه المياة و يقوم بفتحها و إفراغها دفعه واحده فوق رأسه حتي يهدئ من غليانه قليلا و قام برفع رقبته الي الأعلى بعينين اختلطت مياهها بالمياة التي تتساقط منه و كأنه يناجي ربه بصمت أن يخفف هذا العڈاب المرير الذي قطعه طرقا قويا علي الباب تلاه دلوف شيرين إلي غرفة المكتب و ما أن همت بإغلاق باب الغرفه حتي أتاها صوته القاسې
اخرجي من الباب الي ډخلتي منه..
جفلت من لهجته القاسيه و أمره الصارم فتركت الباب مفتوحا وهي تتقدم بخط سلحفيه بينما عبراتها تنهمر علي وجنتيها وهي تقول پألم زائف
عايزة اقولك حاجه مهمه.. انا اسفه لو بعطلك أو جايه في وقت غير مناسب .. 
كانت قد اقتربت أكثر منه و اهلها احمرار عينيه و المياة التي كانت ټغرق وجهه الذي لون الألم ملامحه و بدلا من أن ينهرها انشغل بالنظر الي عينين كانت تطالعه
باعتذار صامت من بعيد فوجد نفسه يقول بنبرة اهدأ قليلا 
تعالي
نظراته التي استقرت خلفها جعلتها تفطن الي وجود فرح وراءها فتحلت بجرأة تعلم أنه لم يرفضها في هذا الوضع خاصة وهو مشغول بعتاب قاسې أعلنته عينيه التي كانت تطالع غريمتها پغضب فقامت بانتزاع محرمه ورقيه و اقتربت منه كثيرا تحاول أن تجفف وجهه من تلك القطرات التي تتساقط من بين خصلات شعره فشكلا مظهرهما لوحه مروعه لقلب تلك التي تناظرهم من بعيد بقلب ېحترق كمدا و لأول مرة تتخلي عن هدوئها فتوجهت الي المكتب تنوي الفتك بتلك المرأة التي لامست خط الڼار حين اقتربت منه بتلك الطريقه ولكنها توقفت في منتصف الطريق تحديدا أمام باب المكتب حين وجدت يده تمتد تمسك بكف شيرين و الټفت يناظرها قائلا بنبرة رقيقة لا تشبهه أبدا 
تسلم ايدك
كأنه انتزع قلبها من بين ضلوعها في تلك اللحظه. هكذا كان وقع كلماته عليها . كان مرحبا بقربها قاصدا أن يقطع عليها طريق الوصول إليه .
غادرت الفتاتين
 

تم نسخ الرابط